التوقعات والآفاق..
مفاوضات مكثفة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة وسط تصعيد ميداني
ترتفع الآمال في أن تسفر هذه المفاوضات عن تهدئة شاملة تتضمن تبادل الأسرى ووضع حد لمعاناة المدنيين، في وقت يتزايد فيه الضغط الدولي لإيجاد حل عاجل للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
تواصلت، اليوم الأربعاء، المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وأكدت قطر، الوسيط الرئيسي إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، أن المحادثات وصلت إلى مراحلها النهائية، مع تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق قريباً.
وسط استمرار القصف الإسرائيلي على غزة، أعلنت وزارة الصحة في القطاع أن عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 ارتفع إلى 46,645، معظمهم من النساء والأطفال، فيما تجاوز عدد المصابين 110,012. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، قُتل 22 فلسطينياً، بينهم 15 في وسط القطاع، جراء غارات إسرائيلية متواصلة، وفق قناة "الأقصى".
وفي الضفة الغربية، شهدت بلدة قباطية بجنين تصعيداً، حيث أصيب ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مركبتهم العسكرية. كما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بمقتل ستة مواطنين، بينهم طفل، جراء قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين.
وتتمحور المباحثات الجارية حول وقف إطلاق النار، إلى جانب تبادل الأسرى. وأفادت مصادر مقرّبة من حركة حماس أن الحركة وافقت مبدئياً على إطلاق سراح 33 رهينة إسرائيلياً مقابل إفراج إسرائيل عن نحو ألف معتقل فلسطيني. وأوضحت المصادر أن عملية الإفراج ستجري على دفعات، تبدأ بالأطفال والنساء.
من جانبه، أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منسر، استعداد إسرائيل لإطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين مقابل الرهائن. وأضاف أن المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق ستبدأ بعد 16 يوماً من تنفيذ المرحلة الأولى، لتشمل الإفراج عن باقي الأسرى والجثث.
وحث الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي، الطرفين على إبداء المرونة اللازمة للوصول إلى اتفاق. كما اقترح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إرسال قوة أمنية دولية للإشراف على قطاع غزة، مع الإشارة إلى ضرورة أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة القطاع مستقبلاً.
وفي هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى استعداد حكومته لتحمل مسؤولية غزة بعد وقف إطلاق النار، مشدداً على رفض أي فصل بين الضفة الغربية والقطاع.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجاهل ضغوط اليمين المتطرف في حكومته المناهض لوقف إطلاق النار. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من روما: "هناك إرادة فعلية للتوصل إلى اتفاق حول الرهائن، ونعتقد أن الاتفاق سيحظى بدعم غالبية الحكومة".
وأوضحت تقارير أن إسرائيل ستحتفظ بمنطقة عازلة داخل غزة، تمتد على عمق 800 متر من رفح إلى بيت حانون، أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق.
ونظمت عائلات الرهائن الإسرائيليين تجمعاً مساء أمس، دعت فيه إلى تسريع المفاوضات. وقالت جيل ديكمان، قريبة الرهينة كارمل غات: "الوقت يُداهمنا، والرهائن الأحياء سيموتون في نهاية المطاف. يجب التحرك الآن".
وسط التصعيد المستمر والضغوط الدولية المتزايدة، تتجه الأنظار إلى الدوحة حيث تسعى الأطراف للوصول إلى اتفاق ينهي النزاع المستمر منذ أكثر من 15 شهراً، في ظل وعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب باتخاذ إجراءات صارمة في حال عدم الإفراج عن الرهائن قبل عودته إلى السلطة في 20 يناير.
وفي انتظار الإعلان عن الاتفاق النهائي، يبقى الأمل معلقاً على نجاح الجهود الدولية في وضع حد لمعاناة المدنيين وضمان استقرار طويل الأمد في المنطقة.