محمود الإبياري والسعدني أحمد في صدام حول أموال الجماعة..

صراع المال وحرب الاتهامات.. فصل جديد يعمّق انقسامات جماعة الإخوان

يشهد تنظيم الإخوان المسلمين فصلاً جديداً من الصراع الداخلي، حيث تفجرت خلافات حادة حول السيطرة على المؤسسات والتمويل في أوروبا بين جبهتي لندن وإسطنبول، وسط تبادل اتهامات بالفساد وسوء الإدارة.

شعار تنظيم الإخوان

أنقرة

تعيش جماعة الإخوان المسلمين فصلاً جديداً من الصراعات الداخلية التي تعكس التصدع المستمر داخل التنظيم، مع تنافس جبهات متعددة على النفوذ والتمويل، واشتداد الخلاف بين القيادة القديمة المتمثلة في التنظيم الدولي، وهيئة مكتب رابطة الإخوان المصريين في الخارج.

ويتركز النزاع الحالي على السيطرة على المؤسسات الإخوانية في أوروبا، وهي شبكة واسعة أنشأتها الجماعة على مدار عقود، وتعد شرياناً أساسياً لتمويلها. تسعى جبهة لندن، بقيادة السعدني أحمد، إلى ضم تلك المؤسسات إلى رابطة الإخوان المصريين في الخارج، بحجة أن جزءاً كبيراً من إدارتها يتكون من إخوان مصريين انتقلوا إلى أوروبا خلال العقد الماضي.

ويرفض محمود الإبياري، الأمين العام للتنظيم الدولي ومسؤول قطاع أوروبا، هذه الخطوة، مؤكداً أن المؤسسات الأوروبية تتبع التنظيم الدولي منذ نشأتها ولا صلة تنظيمية لها برابطة الإخوان المصريين.

وتفاقمت الخلافات داخل رابطة الإخوان المصريين في الخارج، التي انقسمت فعلياً إلى رابطتين. جبهة لندن عينت السعدني أحمد مسؤولاً للرابطة، بينما اختارت جبهة إسطنبول محمد الدسوقي للمنصب ذاته. أدى هذا الانقسام إلى ازدواج إداري داخل الجماعة وزيادة التوتر بين الأطراف المتنازعة.

التنظيم الدولي الذي تأسس في 1982 ويتكون من سبعة قطاعات جغرافية، يشهد صراعاً حول ملف أوروبا، حيث يتهم السعدني أحمد محمود الإبياري بإهدار أموال الجماعة وبتواصله مع الاستخبارات البريطانية، مطالباً بنقل مسؤولية المؤسسات الأوروبية إلى رابطة الإخوان المصريين. في حين رفض الإبياري هذه الاتهامات واعتبرها طعناً في قيادة الجماعة.

وسط هذا الصراع، طلب الطرفان تدخل القائم بأعمال المرشد العام، صلاح عبد الحق، للفصل بينهما. عبد الحق، الذي تولى منصبه في مارس 2023، دعا إلى اجتماع قيادي يهدف إلى حل الأزمة عبر الحوار والتوافق.

وحاولت جبهة إسطنبول بقيادة محمود حسين استمالة محمود الإبياري لدعم موقفها، معترفة بأنه الأحق بمنصب القائم بأعمال المرشد. ورغم ترحيب الإبياري بالمبادرة، إلا أنه لم يتخذ خطوة رسمية نحو الانضمام إلى الجبهة.

ويتوقع أن يشهد الاجتماع المرتقب مزيداً من الجدل حول الملفات العالقة، بما في ذلك السيطرة على المؤسسات الأوروبية والهيكل التنظيمي لرابطة الإخوان. ومع تصاعد الانقسامات والصراعات، يبقى مستقبل الجماعة غامضاً في ظل أزمات متلاحقة تضرب قلب الإخوان.