السياسة الأمريكية تحت المجهر..

بين التحالفات والانتقادات.. سنوات أنطوني بلينكن على رأس الدبلوماسية الأمريكية

زادت الانتقادات التي وجهت إلى أنطوني بلينكن بعد التأكد من استمرار أمريكا في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل رغم سقوط آلاف القتلى من الفلسطينيين.

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

واشنطن

تولى وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن منصبه في يناير/كانون الثاني 2021، وسط تطلعات كبيرة لدوره في تعزيز السلام والعدالة الدولية. منذ ذلك الحين، جسّد بلينكن دبلوماسية أمريكية متقلبة، تراوحت بين الدعم الواسع لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي والانتقادات الحادة لدعمه غير المشروط لإسرائيل خلال حربها ضد حركة حماس في غزة.

ومع بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، قاد بلينكن جهوداً دولية لتشكيل تحالف يضم نحو 50 دولة لدعم أوكرانيا. شملت هذه الجهود فرض عقوبات اقتصادية على روسيا وتقديم الدعم العسكري لكييف، ما عزز صورته كمدافع عن "السلام والأمن الدوليين". وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" حينها بـ"البطل الدبلوماسي"، حيث نجح في حشد التأييد العالمي لصالح أوكرانيا.

وتغير المشهد تماماً مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023. وقف بلينكن إلى جانب إسرائيل منذ اليوم الأول، مصرحاً خلال زيارته لتل أبيب: "أنا هنا ليس فقط كوزير للخارجية، ولكن أيضاً كيهودي". ومع استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل رغم سقوط آلاف الضحايا الفلسطينيين، واجه بلينكن انتقادات حادة محلياً ودولياً.

وكانت الولايات المتحدة تواصل إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، ما أثار اتهامات بتمكين "الإبادة الجماعية" في غزة.

واتهمت جهات عديدة بلينكن بتقويض المبادئ التي دافع عنها في أوكرانيا، ما جعله هدفاً لانتقادات لم تُوجه لوزير خارجية أمريكي من قبل.

وخلال زيارته الأخيرة إلى باريس، تم تكريم بلينكن من قبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بوسام جوقة الشرف، حيث وصف بأنه "خادم السلام". لكن، في واشنطن، قوبل بخطاب غاضب من محتجين وصفوه بـ"وزير الإبادة الجماعية".

وفي خطابه الأخير في واشنطن، صاحت إحدى السيدات واصفة إرث بلينكن بـ"رمز للإبادة الجماعية". كما أخرج الأمن رجلاً يحمل لافتة كتب عليها "بلينكن: مجرم حرب".

ومع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان بداية ولايته، والذي اعتُبر فشلاً ذريعاً، حتى دوره البارز في دعم أوكرانيا وحرب غزة، عكس إرث بلينكن تعقيد السياسة الخارجية الأمريكية. بحسب "نيويورك تايمز"، أصبح يُطلق على بلينكن "وزير الحرب"، في إشارة إلى ارتباط عمله بالصراعات الكبرى.

وأقر بلينكن بأن "الرأي العام تجاه الولايات المتحدة أصبح أكثر صعوبة في الأماكن التي يُنظر فيها إلى أمريكا كمنافقة". ومع ذلك، أكد أن "هذه التحديات لا تحمل نهايات واضحة كما في أفلام هوليوود".

بين التحالفات التي حشدها لدعم أوكرانيا، والانتقادات بسبب دعمه لإسرائيل، وُصف إرث بلينكن بأنه انعكاس لسياسة أمريكية متناقضة في التعامل مع الصراعات العالمية. وبينما يُشاد به في الغرب لدوره في دعم السلام، يظل إرثه محل انقسام داخلي ودولي.