الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

أكثر من 900 شاحنة مساعدات تدخل غزة.. جهود دولية لإنقاذ الوضع الإنساني الكارثي

تأتي جهود المساعدات الإنسانية بقيادة الأمم المتحدة وبدعم من قطر ومصر والولايات المتحدة، في محاولة لتخفيف الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة، وسط تحديات كبيرة تعيق توزيع المساعدات وإيصالها إلى مستحقيها.

قطر تدعم غزة بجسر بري و3.3 مليون غالون من الوقود خلال عشرة أيام

غزة

دخلت أكثر من 900 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة يوم الإثنين، وهو عدد يتجاوز المعدل اليومي المنصوص عليه في اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحركة حماس، وفقًا لتصريحات الأمم المتحدة. وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن "المساعدات الإنسانية تتواصل إلى قطاع غزة، في إطار زيادة الدعم للناجين". وأكد المكتب دخول 915 شاحنة، بزيادة عن اليوم الأول للهدنة الذي شهد دخول 630 شاحنة، منها 300 إلى شمال القطاع.

ويأتي هذا التدفق بعد 15 شهرًا من الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث يعيش 2.4 مليون نسمة في القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية، وفقًا للأمم المتحدة. وبموجب اتفاق الهدنة، من المتوقع أن تدخل 600 شاحنة يوميًا خلال المرحلة الأولى التي تمتد 42 يومًا.

وأشارت بيانات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى دخول 2892 شاحنة مساعدات في ديسمبر، في حين واجهت الأمم المتحدة تحديات كبيرة بسبب العصابات والنهب الذي يعيق توزيع المساعدات. وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمام مجلس الأمن الدولي أن المنظمة تواجه عقبات وتحديات كبيرة في إيصال المساعدات، مطالبًا بتسهيل إصدار التأشيرات والتصاريح لدعم العمليات الإنسانية.

ودعا غوتيريش إلى التعاون بين إسرائيل وحماس لضمان استعادة النظام العام ومنع نهب الإمدادات الإنسانية، كما حث الدول على استقبال المرضى للعلاج وتسهيل دخول الإمدادات التجارية وإزالة الذخائر المتفجرة.

وأعلنت قطر عن خطط لتزويد قطاع غزة بالوقود عبر "جسر بري" يمتد من معبر كرم أبو سالم، حيث أرسلت 25 شاحنة وقود الإثنين، مع التزام بتزويد القطاع بـ3.3 مليون غالون من الوقود خلال الأيام العشرة المقبلة. وتهدف هذه الخطوة إلى توفير الخدمات الأساسية وتشغيل المستشفيات والملاجئ.

وتزامنًا مع ذلك، أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب شكوكه في صمود اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أنه "ليس واثقًا" من التزام الأطراف بالاتفاق. وأضاف ترامب خلال تصريحات أدلى بها في البيت الأبيض أن الحرب بين إسرائيل وحماس ليست حرب الولايات المتحدة، لكنه أشار إلى أن حماس باتت أضعف جراء الصراع الذي وصف غزة على إثره بأنها "موقع هدم ضخم". وأعرب عن أمله في أن يشهد القطاع إعادة إعمار "رائعة"، دون تقديم تأكيد واضح بشأن المساعدات الأميركية لإعادة البناء.

وفي خطوة أثارت الجدل، ألغى ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، مشددًا على دعمه القوي لإسرائيل. وتأتي هذه الخطوة كجزء من سياسة ترامب التي تعيد النظر في قرارات إدارة بايدن بشأن المستوطنين.

وأبدى الرئيس السابق جو بايدن ثقته في نجاح الهدنة، مؤكدًا أن حماس لن تتمكن من إعادة تجميع صفوفها. وصرح بايدن بأن الاتفاق يمثل خطوة نحو تحقيق سلام شامل، رغم التحديات التي تواجهه.

وأشاد مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بجهود الرئيس الأميركي في إطلاق سراح رهائن من غزة، واصفًا ذلك بأنه إنجاز يعكس قوة قيادته. كما أكد أن رؤية ترامب للمنطقة تضع الأولوية لإحراز تقدم في القضايا الصعبة.

مع استمرار تنفيذ الهدنة، تبقى تساؤلات مفتوحة حول مدى صمود الاتفاق في ظل التحديات الإنسانية والسياسية التي تواجه القطاع المحاصر، وحول قدرة المجتمع الدولي على تأمين استقرار طويل الأمد في غزة.