الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..
حماس تصدر تعليمات بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة خشية انهيار وقف إطلاق النار
الحركة الفلسطينية تزعم أنها لا تزال ملتزمة بوقف إطلاق النار بعد يوم من إعلانها عن وقف عمليات الافراج عن الرهائن، حيث ألقت باللوم على إسرائيل في "التعقيدات" التي تهدد الصفقة
![](/photos/022025/67ac6d802a3c6.jpeg)
جنود إسرائيليون في جنوب إسرائيل
أفادت تقارير بأن حركة حماس أصدرت تعليمات لكبار شخصياتها بالتوقف عن استخدام الهواتف المحمولة، خشية انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل، مما قد يؤدي إلى تجدد العملية العسكرية الإسرائيلية.
وفقًا لمصادر في حماس نقلتها صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية يوم الثلاثاء، أصدر الجناح العسكري والقيادة العليا للحركة تعليمات لجميع الشخصيات السياسية والعسكرية البارزة بالتوقف عن استخدام هواتفهم المحمولة. يأتي ذلك بعد أن عاد العديد منهم لاستخدام هذه الأجهزة عقب بدء وقف إطلاق النار الشهر الماضي.
وتوقف العديد من كبار المسؤولين بالفعل عن استخدام هواتفهم، خوفًا من محاولات الجيش الإسرائيلي تعقبهم عبر هذه الأجهزة واغتيالهم.
وأوقف اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل، الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، حوالي 15 شهرًا من القتال الذي اندلع بعد هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، حيث قتل مسلحون بقيادة حماس نحو 1200 شخص واختطفوا 251 آخرين.
وينص الاتفاق على إطلاق حماس سراح جميع الرهائن المحتجزين لديها، وإفراج إسرائيل عن آلاف السجناء الأمنيين الفلسطينيين، بما في ذلك المئات الذين يقضون أحكامًا بالسجن مدى الحياة، ووقف القتال في القطاع، يليه مفاوضات من أجل "هدوء مستدام" وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع.
وأعلنت حماس التزامها بوقف إطلاق النار، رغم أنها توعدت قبل يوم بعدم إطلاق سراح المجموعة المقبلة من الرهائن حتى إشعار آخر، بدعوى وجود انتهاكات إسرائيلية للاتفاق. هذا الإعلان هز الهدنة، وأثار استعدادات للحرب من قبل إسرائيل، ودفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى التصريح بأنه إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن حتى ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار يجب أن ينتهي.
وفي بيان صدر مساء الثلاثاء، أكدت حماس التزامها باتفاق وقف إطلاق النار الذي التزم به الاحتلال الإسرائيلي أيضًا، مشيرة إلى أن إسرائيل هي الطرف الذي لم يفِ بالتزاماته وهي المسؤولة عن أي تعقيدات أو تأخير.
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء عن تعزيز قواته "على نطاق واسع" في القيادة الجنوبية، واستدعاء جنود احتياط والموافقة على خطط المعركة لقطاع غزة في حالة انهيار اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس.
وبعد اجتماع استمر لأربع ساعات للمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإنهاء وقف إطلاق النار واستئناف إسرائيل لـ"القتال المكثف" في غزة إذا لم تقم حماس بإطلاق سراح "مختطفينا" بحلول منتصف يوم السبت.
وأعلن نتنياهو أنه "إذا لم تعيد حماس مختطفينا حتى ظهر السبت، فإن وقف إطلاق النار سينتهي، وسيعود جيش الدفاع إلى القتال المكثف حتى هزيمة حماس بشكل نهائي".
وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أمر المسؤولين أيضًا "بالاستعداد لكل سيناريو إذا لم تطلق حماس سراح مختطفينا هذا السبت".
وأفادت المصادر التي تحدثت لصحيفة "الشرق الأوسط" بأن حماس عثرت مؤخرًا على معدات تجسس مخبأة في حجارة أو أنقاض مبانٍ في غزة، تضمنت كاميرات وأجهزة تنصت تهدف، بحسب تقييمات حماس، إلى تحديد مسؤولين كبار أو الرهائن.
وأضافت المصادر أن حماس وسعت نطاق عملياتها للعثور على مثل هذه الأجهزة التي يجري تفكيكها وفحصها لجمع المعلومات.
وتحاول حماس تنفيذ عمليات مراقبة خاصة بها لتتبع تحركات قوات الجيش الإسرائيلي، استعدادًا لمواجهة أي توغلات من قبل قوات خاصة أو عمليات أخرى، وفقًا للمصادر.
وبررت الحركة قرارها بتجميد إطلاق سراح الرهائن بزعم وجود انتهاكات إسرائيلية للاتفاق، حيث زعمت أن الجيش عرقل عودة الفلسطينيين النازحين إلى شمال القطاع، وأكدت أن إسرائيل منعت تدفق بعض مواد المساعدات الإنسانية، مثل المقطورات للمأوى المؤقت، إلى القطاع.