حماس تسلم جثث رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين

سلَّمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، جثث 4 رهائن إسرائيليين قُتلوا خلال احتجازهم في قطاع غزة، وذلك في إطار اتفاق التهدئة الجاري بين الطرفين. وجرى تسليم الجثث عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في خان يونس بجنوب القطاع، حيث عرض مقاتلو الحركة 4 نعوش سوداء تحمل صور وتفاصيل الرهائن، وهم: شيري بيباس وطفلاها كفير وأرييل، بالإضافة إلى عوديد ليفشيتز.

وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، استلام الجثامين، فيما وصف نتنياهو هذا اليوم بأنه "يوم بالغ الصعوبة ومؤلم لدولة إسرائيل"، معرباً عن حزنه لوفاة الرهائن الأربعة. وأضاف أن إسرائيل ستواصل العمل على إعادة جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

وجاء تسليم الجثث كجزء من اتفاق التهدئة الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، والذي ينص على إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من سجون إسرائيل. ومن المقرر أن تطلق إسرائيل سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين يوم السبت المقبل، تنفيذاً للاتفاق.

وكان منتدى عائلات الرهائن الإسرائيليين قد أعلن مساء الأربعاء عن تلقي نبأ وفاة الرهائن الأربعة خلال احتجازهم في غزة، معرباً عن حزنه العميق لفقدان شيري بيباس وطفليها وعوديد ليفشيتز. وكانت حماس قد أعلنت في نوفمبر الماضي مقتل بيباس وطفليها في قصف إسرائيلي على غزة، وهو ما نفته إسرائيل في ذلك الوقت.

وكانت عائلة بيباس، المكونة من الأم شيري وطفليها كفير وأرييل، ووالدهم ياردين، قد اختُطفت بالكامل من كيبوتس "نير عوز" خلال الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وقد أطلقت حماس سراح الأب ياردين بيباس في فبراير الماضي، بينما تأكد الآن مقتل الأم وطفليها.

ولا يزال 70 رهينة إسرائيلياً محتجزين في غزة، بينهم 35 على الأقل قضوا نحبهم، وفقاً لتقديرات الجيش الإسرائيلي. ومنذ بدء سريان وقف إطلاق النار، تم إطلاق سراح 19 رهينة إسرائيلياً مقابل أكثر من 1100 معتقل فلسطيني.

وتأتي عملية تسليم الجثث اليوم كأول عملية من نوعها تشمل رهائن قتلى، حيث كانت عمليات التبادل السابقة تقتصر على الرهائن الأحياء. ومن المقرر أن تطلق حماس سراح 6 رهائن أحياء يوم السبت المقبل، وفقاً لاتفاق التهدئة الذي ينص في مرحلته الأولى على إطلاق سراح 33 رهينة، بينهم 8 قتلى، مقابل إطلاق سراح 1900 معتقل فلسطيني.

وذكرت حماس أنها مستعدة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين "دفعة واحدة" خلال المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة، المقرر أن تبدأ في 2 مارس المقبل، والتي يفترض أن تؤدي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل في غزة. إلا أن المفاوضات بين الطرفين لا تزال متعثرة بسبب تبادل الاتهامات بانتهاك بنود الاتفاق.

يذكر أن الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي أسفر عن مقتل 1211 شخصاً، وفقاً لأرقام إسرائيلية رسمية. فيما ردت إسرائيل بحرب شاملة على غزة أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 48 ألفاً و297 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة.