الصراع الفلسطيني الاسرائيلي..

أزمة الرهائن.. تبادل الاتهامات يعصف بمستقبل الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل

شهدت الهدنة الهشة في غزة تصدعاً جديداً مع إعلان حركة «حماس» استعدادها للتحقق من خطأ محتمل في التعرف على جثة الرهينة شيري بيباس، فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على ما وصفه بانتهاك وحشي للاتفاق.

حشد فلسطيني في رام الله يرحّب بمعتقل تمّ إطلاق سراحه من قِبل إسرائيل يوم 15 فبراير 2025 (إ.ب.أ)

غزة

أعادت حركة «حماس» صياغة موقفها اليوم الجمعة، معلنة أنها ستتحقق من احتمال وجود خطأ في التعرف على رفات الرهينة شيري بيباس التي سُلمت إلى إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، فيما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد على الحركة بسبب عدم تسليمها جثمان الرهينة.

وكان من المفترض أن تقوم «حماس» بتسليم جثث شيري بيباس وطفليها كفير وأرييل إلى جانب جثة رهينة رابع يوم الخميس، وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي وأدى إلى تهدئة النزاع في غزة. وقد سلمت الحركة أربع جثث، حيث أكدت إسرائيل هوية الطفلين والرهينة الرابع عوديد ليفشيتس، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».

لكن الخبراء الإسرائيليين أشاروا إلى أن الجثة الرابعة تعود لامرأة مجهولة الهوية وليست شيري بيباس، التي اختُطفت مع أبنائها وزوجها ياردين خلال هجوم «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023. وأوضح باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة، أن «أخطاء مؤسفة» قد تحدث بسبب القصف الإسرائيلي الذي تسبب في اختلاط جثث الرهائن الإسرائيليين مع فلسطينيين لا يزال الآلاف منهم تحت الأنقاض، مؤكداً في بيان أن الحركة لا تجد مصلحة في الاحتفاظ بالجثث أو خرق الاتفاقيات التي توقّع عليها.

من جانبها، أعلنت «حماس» أنها ستتحقق من الادعاءات الإسرائيلية وستكشف النتائج، مشيرة إلى احتمال وجود خطأ ناتج عن القصف الإسرائيلي للموقع الذي كانت تتواجد فيه العائلة مع آخرين. وأضافت أنها تلقت مزاعم الاحتلال عبر الوسطاء وس تقوم بفحصها بجدية.

أثارت الحادثة غضباً واسعاً في إسرائيل بعد عرض أربعة توابيت يوم الخميس قبل التسليم، مما زاد الضغوط على نتنياهو من المتشددين في حكومته للرد. وفي بيان مصور، تعهد نتنياهو بإعادة شيري وجميع الرهائن، أحياءً وأمواتاً، وجعل «حماس» تدفع ثمناً باهظاً لما وصفه بانتهاك وحشي للاتفاق، متهماً الحركة بوضع جثة امرأة من غزة في النعش بدلاً من شيري.

في المقابل، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن أشلاء شيري اختلطت مع غيرها تحت الأنقاض جراء غارة إسرائيلية، محملاً نتنياهو مسؤولية مقتلها وأطفالها. وكانت «حماس» قد أعلنت في نوفمبر 2023 مقتل شيري وطفليها بقصف إسرائيلي، بينما أشار الجيش الإسرائيلي إلى أن تحليل الطب الشرعي يرجح أن خاطفي الطفلين قتلوهما عمداً.

لم يكشف نتنياهو عن خطط الرد الإسرائيلي، لكن الحادثة كشفت عن هشاشة الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية ومصرية وقطرية. ومن المقرر أن تفرج «حماس» غداً السبت عن ستة رهائن أحياء مقابل 602 محتجز فلسطيني، مع بدء مفاوضات المرحلة الثانية قريباً.

في تصريح للجيش الإسرائيلي عبر منصة «إكس»، دعا المتحدث نداف شوشاني «حماس» لتسليم شيري والرهائن الستة المقرر إطلاقهم. ومع تصاعد التوتر، أمر نتنياهو بتكثيف العمليات في الضفة الغربية بعد انفجارات في حافلات بالقرب من تل أبيب يوم الخميس، لم تسفر عن إصابات لكنها أعادت ذكريات هجمات الانتفاضة الثانية.

تبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك الاتفاق، حيث هددت «حماس» سابقاً بتأخير إطلاق الرهائن بسبب منع إسرائيل دخول مساعدات، وهو ما نفته الأخيرة. وعبرت إيلانا كاسبي (75 عاماً) عن حزنها العميق، واصفة الأمر بـ«اللكمة تلو الأخرى»، بينما أعرب «الصليب الأحمر» عن قلقه إزاء عدم تسليم الجثث بكرامة.

أكدت مجموعات تمثل عائلات الرهائن استمرار دعوتها للحفاظ على الهدنة رغم «الرعب» الذي تسببت به قضية شيري، مطالبة بإعادة جميع المحتجزين البالغ عددهم 70. ومع ذلك، لا يبدو أن إسرائيل ستتخلى عن مفاوضات المرحلة الثانية، حيث يدرس مفاوضون تمديد الهدنة بدلاً من الانتقال إلى مرحلة جديدة تتطلب حل قضايا معقدة مثل مستقبل «حماس» في غزة.