المدنيون سيتلقون إشعارًا قبل 3-5 دقائق من تفعيل صفارات الإنذار..

إسرائيل تطلق نظام إنذار مبكر جديد لـ "الصواريخ الباليستية" القادمة من اليمن وإيران

يواجه لبنان تحديًا وجوديًا يتمثل في ملف سلاح حزب الله، الذي يُشكل عقبة رئيسية أمام استعادة السيادة الوطنية وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي. لسنوات، طغى diskurs الحوار والاستراتيجية الدفاعية على النقاشات السياسية، لكن هذه المقاربات تحولت إلى أدوات للتسويف، بدلاً من حلول فعّالة.

اعتراض صاروخ باليستي أطلقه الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل، 24 مارس 2025. (Courtesy of Bareket Askeloni)

تل أبيب

أعلنت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي، يوم الخميس 18 أبريل 2025، عن إطلاق نظام إنذار مبكر جديد عبر تطبيقها على الهواتف المحمولة، يهدف إلى تحذير المدنيين من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى القادمة من مناطق مثل اليمن أو إيران قبل وقت طويل من تفعيل صفارات الإنذار التقليدية. يأتي هذا التحديث في ظل تصاعد التهديدات الصاروخية من جماعة الحوثيين في اليمن، ويسعى لتعزيز الأمان ومنح المواطنين وقتًا إضافيًا للاستعداد.

تفاصيل النظام الجديد
وفقًا لقيادة الجبهة الداخلية، يعتمد النظام الجديد على قدرة الجيش الإسرائيلي على رصد إطلاق الصواريخ الباليستية من مواقع بعيدة، مثل اليمن أو إيران، قبل وقت طويل من وصولها إلى الأراضي الإسرائيلية. النظام يوفر تحذيرًا مبكرًا عبر تطبيق الجبهة الداخلية، يُرسل إلى المستخدمين في المناطق المعرضة للخطر، ويمنحهم مهلة تتراوح بين 3 إلى 5 دقائق قبل تفعيل صفارات الإنذار.

الهدف: الإنذار المبكر لا يتطلب التوجه الفوري إلى الملاجئ، بل يتيح للمواطنين وقتًا للاستعداد، مما يعزز شعورهم بالأمان.

آلية العمل: يُرسل الإنذار إلى مناطق واسعة محتملة الخطر، لكن صفارات الإنذار قد تُفعل فقط في مناطق محددة بناءً على مسار الصاروخ.

الحالات الاستثنائية: قد يتلقى البعض إنذارًا مبكرًا دون تفعيل صفارات في مناطقهم إذا لم يكن الصاروخ يشكل تهديدًا مباشرًا.

الوضع الحالي للإنذارات
حاليًا، تُصمم أنظمة الإنذار في إسرائيل بناءً على التهديدات القريبة، مثل الصواريخ من غزة أو لبنان. على سبيل المثال، يُمنح سكان تل أبيب 90 ثانية للوصول إلى الملاجئ، وهي مهلة غير كافية للتعامل مع صواريخ بعيدة المدى، مثل تلك القادمة من اليمن، التي تستغرق حوالي 10 دقائق للوصول. النظام الجديد يعالج هذا التحدي من خلال توفير تحذير مبكر يتناسب مع زمن التهديدات البعيدة.

خلفية التطوير
أوضحت قيادة الجبهة الداخلية أن النظام الجديد جاء بعد أسابيع من التجارب والعمل الداخلي، مع الأخذ بعين الاعتبار ردود فعل الجمهور. كما أكدت وحدة المتحدث باسم الجيش أن الجيش سيصدر بيانات عامة عند رصد إطلاق صواريخ من اليمن، لضمان الشفافية وتعزيز الثقة العامة.

التهديدات الحوثية
منذ استئناف الجيش الإسرائيلي عملياته ضد حركة حماس في غزة في 18 مارس 2025، كثّف الحوثيون في اليمن هجماتهم على إسرائيل، حيث أطلقوا أكثر من 20 صاروخًا باليستيًا وعددًا من الطائرات المسيرة.

النتائج: نصف هذه الصواريخ تسبب في تفعيل صفارات الإنذار وتم اعتراضها، بينما سقطت البقية قبل وصولها إلى إسرائيل.

السياق: بدأ الحوثيون هجماتهم دعمًا لحماس عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص وأسر 251 رهينة. من نوفمبر 2023 حتى ما قبل اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، أطلق الحوثيون حوالي 40 صاروخًا باليستيًا، تسبب أحدها في مقتل مدني وإصابة آخرين في تل أبيب في يوليو 2024.

الرد الإسرائيلي: نفذت إسرائيل ضربات على مواقع حوثية في اليمن رداً على هذه الهجمات.

تطبيق الجبهة الداخلية
أُطلق تطبيق قيادة الجبهة الداخلية عام 2016، ويعتمد على بيانات الموقع الجغرافي (GPS) لتوجيه تنبيهات دقيقة إلى المناطق المهددة.

ويميز التطبيق بين الأحياء داخل المدن، ويُرسل إنذارات صوتية ورسائل تحذيرية للمناطق المستهدفة فقط.

ويغطي الصواريخ، القذائف، الطائرات المسيرة، التسللات الإرهابية، الزلازل، موجات التسونامي، وتسرب المواد الخطرة.

ففي 2024، أطلقت القيادة نظام إنذار عبر تقنية "البث الخلوي" (Cell Broadcast)، التي تتيح إرسال رسائل قصيرة إلى عدد كبير من المستخدمين في منطقة جغرافية محددة، على غرار الأنظمة المستخدمة عالميًا.

الأهمية الاستراتيجية
يُعد النظام الجديد خطوة استباقية لمواجهة التهديدات المتطورة، خاصة مع تزايد قدرات الحوثيين على إطلاق صواريخ باليستية بعيدة المدى. من خلال توفير وقت إضافي للاستعداد، تسعى إسرائيل إلى تقليل الذعر العام وتعزيز فعالية استجابة المدنيين للتهديدات. كما يعكس النظام التكامل بين التكنولوجيا العسكرية وأنظمة الإنذار المدنية، مما يعزز قدرة إسرائيل على إدارة التهديدات متعددة الجبهات.

يمثل نظام الإنذار المبكر الجديد تطورًا هامًا في استراتيجية الدفاع المدني الإسرائيلي، مواكبًا لتصاعد التهديدات الصاروخية من اليمن ومناطق أخرى. من خلال تطبيق الجبهة الداخلية، تسعى إسرائيل إلى تعزيز شعور المواطنين بالأمان وتحسين استجابتهم للتهديدات بعيدة المدى. مع استمرار التوترات الإقليمية، يبرز هذا النظام كجزء من جهود إسرائيل للحفاظ على الاستعداد والمرونة في مواجهة التحديات الأمنية المتغيرة.