تصعيد عسكري يثير الغضب الشعبي في إسرائيل..
تحذيرات من الجيش الإسرائيلي: خطة الحكومة تعرض حياة المحتجزين للخطر
تتصاعد المخاوف من أن تؤدي الخطة الجديدة، التي تشمل السيطرة الكاملة على مدينة غزة، إلى تقويض فرص التفاوض وتعريض حياة المحتجزين للخطر، في وقت يحذر فيه الجيش الإسرائيلي نفسه من مغبة المضي في هذا المسار التصعيدي.

متظاهرون يحتشدون في احتجاج للمطالبة بالإفراج الفوري عن المحتجزين وإنهاء الحرب
شهدت شوارع تل أبيب، مساء السبت، خروج عشرات الآلاف من المتظاهرين في أكبر موجة احتجاجية منذ أشهر، رفضاً لخطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، والمستمرة منذ ما يقارب العامين. وطالب المحتجون بوقف فوري للحرب وإطلاق سراح المحتجزين لدى حركة "حماس".
خطة مثيرة للجدل
يأتي التصعيد في أعقاب إعلان مكتب نتنياهو، الجمعة، أن المجلس الوزاري الأمني المصغر قرر السيطرة الكاملة على مدينة غزة، وهي خطوة وصفها منتقدون بأنها مغامرة عسكرية قد تعرض حياة المحتجزين للخطر. ويحذر الجيش الإسرائيلي نفسه من أن هذه الخطة قد تقوض فرص التوصل إلى اتفاق تبادل وإطلاق سراح المحتجزين الخمسين المتبقين، بينهم نحو 20 يُعتقد أنهم على قيد الحياة.
معارضة سياسية وشعبية واسعة
زعيم المعارضة يائير لبيد انتقد الخطة بشدة، فيما عبّرت عائلات المحتجزين عن خشيتها من أن يكون القرار بمثابة "حكم إعدام" على ذويهم. ليشاي ميران لافي، زوجة أحد المحتجزين، ناشدت الرئيس الأميركي دونالد ترمب التدخل لوقف الحرب فوراً، بينما أظهرت استطلاعات للرأي أن غالبية الإسرائيليين تؤيد إنهاء الحرب سريعاً لضمان تحرير المحتجزين.
ضغط داخلي وخارجي على الحكومة
الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطاً من داخل المجتمع ومن بعض الحلفاء الدوليين، خاصة في أوروبا، الذين عبّروا عن قلقهم من اتساع رقعة الحرب. ومن المتوقع أن يصوت مجلس الوزراء الإسرائيلي بكامل هيئته الأحد للمصادقة النهائية على الخطة.
أزمة إنسانية متفاقمة
وفق وزارة الصحة في غزة، أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 61 ألف فلسطيني منذ بدايتها، بينهم 39 شخصاً على الأقل قتلوا الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي. وتسيطر إسرائيل حالياً على نحو 75% من مساحة القطاع، فيما تبقى مدينة غزة وعدد من مخيمات اللاجئين خارج السيطرة الكاملة.
انقسام داخل الائتلاف الحاكم
رغم إصرار بعض وزراء اليمين المتطرف على المضي في السيطرة الكاملة وضم أجزاء من القطاع، فإن أصواتاً أخرى، حتى داخل إسرائيل، تحذر من أن استمرار الحرب بلا أفق سياسي سيؤدي إلى مزيد من الخسائر البشرية، دون تحقيق أهداف استراتيجية حاسمة.
وتبقى المفاوضات التي يقودها الوسطاء بين إسرائيل و"حماس" السبيل الوحيد الذي أثبت نجاحه في إطلاق سراح المحتجزين، إلا أن هذه المحادثات انهارت في يوليو الماضي، تاركة الباب مفتوحاً أمام مواجهة عسكرية أوسع، مع مخاطر إنسانية وسياسية متزايدة.