القاعدة تضرب أبين..

هجوم انتحاري وتنظيمي لـ(القاعدة) يستهدف قوات الجيش في أبين

"يُعدّ هذا الهجوم الأحدث في سلسلة الهجمات التي يشنّها تنظيم القاعدة ضد قوات الجيش الجنوبي والأمن في محافظتي أبين وشبوة، في مؤشر على تصاعد نشاط الجماعات المتطرفة بعد فترة من الهدوء النسبي، ما يعيد الجنوب إلى واجهة الحرب المفتوحة ضد الإرهاب."

القوات المسلحة الجنوبية

مراسلون
يشكّل مراسلو مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات شبكة ميدانية واسعة تغطي مختلف الاحداث والقضايا لضمان دقّة المعلومة وعمق التحليل، انسجاماً مع شعار: "دقّة في الرصد، وعمق في التحليل

قالت مصادر عسكرية ومحلية إن مسلحين من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب شنّوا، صباح الثلاثاء، هجوماً انتحارياً أعقبه اقتحام مسلح استهدف قاعدة عسكرية تابعة لقوات اللواء الأول دعم وإسناد في مديرية المحفد بمحافظة أبين، جنوب اليمن، في هجوم هو الأعنف منذ سنوات.

وذكر مصدر عسكري لـ"اليوم الثامن" أن الهجوم بدأ عندما فجر انتحاري سيارة مفخخة عند البوابة الأولى للمجمع المحلي الذي تتخذه القوات مقراً لها، أعقبه تفجير آخر نفذه انتحاري يقود دراجة نارية عند البوابة الرئيسية، ما تسبب في تدمير أجزاء من المبنى وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الجنود، بينهم حالات خطيرة.

وأوضح المصدر أن الانفجار المزدوج أعقبه اقتحام مجموعة من المسلحين للمجمع ومحاولة السيطرة على الطابقين الثاني والثالث من المبنى، لكن القوات الجنوبية تمكنت من تطويق الموقع وخوض اشتباكات عنيفة مع العناصر الإرهابية، استُخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والقنابل اليدوية، وانتهت بمقتل جميع المهاجمين السبعة، بينهم الانتحاريان.

وأشار المصدر إلى أن غرفة كانت تُستخدم كمعتقل ميداني داخل القاعدة انهارت جراء الانفجار الثاني، ولم تُعرف على الفور حصيلة الضحايا بداخلها. كما جرى نقل الجرحى إلى مستشفيات مودية وعدن لتلقي العلاج.

وقال شاهد عيان من سكان المحفد إن أعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من داخل القاعدة عقب الانفجارين، فيما سُمعت أصوات إطلاق نار متقطع استمر لأكثر من نصف ساعة، مؤكداً أن القوات فرضت طوقاً أمنياً واسعاً حول المنطقة ومنعت اقتراب المدنيين.

ويُعدّ هذا الهجوم الأوسع الذي ينفذه تنظيم القاعدة منذ انطلاق عملية "سهام الشرق" عام 2022، وهي الحملة العسكرية التي نجحت في تقليص نفوذ التنظيم في أبين وطرده من معاقله الرئيسية في مديريات مودية والمحفد وأحور. غير أن التنظيم، الذي شهد انكماشاً كبيراً خلال الأعوام الثلاثة الماضية، يبدو أنه بدأ استعادة قدرته على تنفيذ عمليات نوعية ومعقدة بعد فترة من الكمون.

ويشير الحادث، وفقاً لمراقبين أمنيين، إلى تصاعد المواجهة مجدداً بين القوات الجنوبية وتنظيم القاعدة في إطار الحرب المستمرة ضد الإرهاب في الجنوب اليمني، وسط تحذيرات من احتمال توسّع الهجمات في مناطق نائية ووعرة كانت في السابق ملاذاً لعناصر التنظيم.