أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية..
الفجيرة تعزف نغمة جديدة في المشهد الثقافي الإماراتي
الافتتاح الذي جرى برعاية وحضور سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الإمارة، لم يكن مجرّد فعالية فنية، بل إعلانٌ عن ولادة مشروع موسيقيٍّ متكامل يهدف إلى تمكين المواهب الشابة، وترسيخ حضور الفجيرة على الخريطة الثقافية العالمية.
فنٌّ يعبر عن السلام، وثقافةٌ تبني جسور التفاهم الإنساني - اليوم الثامن
في مشهدٍ ثقافيٍّ يتّسع بالمنجزات الإبداعية، تعزف إمارة الفجيرة نغمتها الجديدة بإطلاق مقرّ أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية، في خطوةٍ تعكس رؤيتها العميقة لبناء نهضة فنية تُجسِّد روح الإمارات وقيمها الإنسانية، وبين أنغام الافتتاح ووقار المناسبة، برزت الفجيرة كأنها تعزف على وتر المستقبل، مؤكدة أن الاستثمار في الثقافة والفن ليس ترفًا، بل ركيزة أساسية في بناء الإنسان وصناعة السلام.
وافتتح في إمارة الفجيرة بدولة الإمارات العربية المتحدة مقر أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية، برعاية وحضور سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي، ولي عهد الإمارة، وذلك في مركز الطيف للأعمال بالفجيرة، بحضور الشيخ عبدالله بن حمد بن سيف الشرقي، رئيس اتحاد الإمارات لبناء الأجسام واللياقة البدنية، وعدد من المسؤولين في القطاع الثقافي والفني، والشخصيات الاجتماعية والإعلامية.
ويأتي افتتاح المقر في إطار التوجه الاستراتيجي الذي تنتهجه إمارة الفجيرة في دعم الصناعات الثقافية والإبداعية، بوصفها رافدًا أساسيًا للتنمية المستدامة، وتجسيدًا لرؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ مكانة الفجيرة كمنصة متجددة للإبداع الفني والموسيقي في المنطقة والعالم.

ونوّه سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي خلال الافتتاح، إلى دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، لقطاع الثقافة والفنون، مشيرًا إلى أن الإمارة تشهد نهضة ثقافية متصاعدة تشمل مختلف المجالات الفنية والتعليمية.
وأكد سموه أن الموسيقى تمثل قيمة إنسانية مشتركة، وصوتًا عالميًا قادرًا على تجاوز الحدود الجغرافية والثقافية، وأنها لغة قادرة على بناء الجسور بين الشعوب وتعزيز التفاهم الإنساني والسلام العالمي.
وقال: “الفجيرة ماضية في دعم كل المبادرات التي تسهم في بناء الإنسان وتعزيز دوره في المشهد الثقافي والفني، لأن الإبداع هو ركيزة أساسية في ازدهار الأمم وتطورها.”
وفي كلمته خلال الحفل، عبّر سالم الفلاحي، مدير أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية، عن امتنانه للدعم الذي تحظى به الأوركسترا من سمو ولي العهد، مؤكدًا أن افتتاح المقر يشكّل محطة بارزة في مسيرة الموسيقى الإماراتية، وخطوة نوعية لترسيخ مكانة الفجيرة على الخارطة الفنية الإقليمية والعالمية.
وأوضح الفلاحي أن الأوركسترا تسعى إلى تكوين جيل من الموسيقيين الشباب عبر برامج موسيقية وتعليمية متقدمة، تشمل العزف والغناء والتأليف الموسيقي، بإشراف نخبة من الفنانين والمدربين المحترفين من داخل الدولة وخارجها، بهدف إرساء قاعدة أكاديمية ومهنية للمواهب المحلية الصاعدة.
وشهد سمو ولي العهد والحضور برنامجًا موسيقيًا متنوعًا، قدّمه أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الأوركسترا، تضمّن مقطوعات عالمية ومؤلفات موسيقية عربية، عكست المستوى الفني الراقي والروح الإبداعية لدى المشاركين.

كما حضر الحفل سعادة الدكتور أحمد حمدان الزيودي مدير مكتب سمو ولي عهد الفجيرة، وعدد من المسؤولين ومدراء الدوائر المحلية والشخصيات الثقافية والإعلامية.
وتعد أوركسترا الفجيرة الفلهارمونية إحدى المبادرات الثقافية الرائدة في الدولة، وتهدف إلى نشر الثقافة الموسيقية الكلاسيكية، وإثراء المشهد الثقافي في الفجيرة والإمارات عامة، من خلال تنظيم الحفلات الموسيقية الموسمية، وإقامة ورش العمل والدورات التدريبية في مختلف فروع الفنون الموسيقية.
وتؤدي الأوركسترا دورًا محوريًا في رعاية المواهب الوطنية الشابة، وتوفير بيئة تعليمية متكاملة توازن بين الأداء الأكاديمي والابتكار الموسيقي، في إطار رسالة الفجيرة لبناء نهضة ثقافية وفنية مستدامة.
واختتم الفلاحي كلمته بالتأكيد على أن الأوركسترا تسعى لأن تكون صوت الفجيرة إلى العالم، وسفيرًا للفن الراقي الذي يعكس روح التسامح والتنوع التي تميّز دولة الإمارات، مؤكدًا أن دعم سمو ولي العهد يمثل حجر الأساس لمرحلة جديدة من الإبداع الفني في الإمارة.


