فهل من يتحرّك؟
إليسا تهين الصحافة من جديد
جيفرانيوز(عمان)
غرور، تكبّر، ثقة عالية بالنفس… وغيرها من المفردات تلصق بالنجمة اللبنانية إليسا، فيحار الناس أحياناً في تفسير تصرفاتها لدرجة أنهم قد يكرهون حضورها، فيسارع محبّوها لتصحيح صورتها، كي لا تهتز وتفقد حب الجمهور لأعمالها.
الأكيد أن إليسا لا تدرك كيفية تفسير الخيط الرفيع بين الغرور والثقة بالنفس، وهو ما بات يشكّل لها أزمة إن كان في الوسط الإعلامي أو الجماهيري، فترافقها الإتهامات بالغرور سواء كانت على خشبة المسرح أو بين الناس أو في حياتها اليومية، مع أن أرشيفها الفني لا يزال يافعاً، لكنها تتصرّف كأن الساحة الفنية لا تتسع إلا لها، فينفر الجمهور منها، لأنها تتناسى عن قصد أو عن غير قصد أنه هو الذي أوصلها إلى النجومية.
جميعنا نتفق أن "الغرور مقبرة الفنان” وأن النجومية قد تزول إن لم يدرك الفنان كيفية التعامل مع الشهرة التي إكتسبها بشكل صائب، فمحبّة الجمهور وحدها تصنع له المكانة التي هو فيها والمتابعة الصحفية والإعلامية تضمن له الضوء للتسليط عليها ونقلها للرأي العام، إذاً لإستمرارية الفنان شريكين أساسين هما الصحافة والجمهور، وكما يبدو، إليسا أوشكت على خسارتهما جهلاً أو عمداً…
حرّاس يدفعون معجبين كرّسوا حياتهم لها فطبعوا صورها في كل مكان حتى أجسادهم، أسلوب مستفزّ بالتعاطي مع الصحفيين والمراسلين في المناسبات العامة، المهرجانات والحفلات، تعرض شبه يومي لزملاء ونجوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، هذه هي سمات المملكة التي إختارتها إليسا وتحصّن نفسها فيها ببعض المعجبين الذين أعمى إحساسها في الأغاني بصيرتهم رغم أن الأكثرية لم تعد تصدقه أو تشعر به.
كثر شاهدوا في الساعات الماضية فيديو وصول إليسا إلى المكان الذي أقيم فيه مهرجان DIAFA وذلك لأنها خرجت به ببث مباشر عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك فصوّرت وروّجت عن سابق تصميم وإصرار التصرفات المستفزة نفسها، تكبّر واضح على المصورين الذين حضروا لتغطية الحدث، معاملة سيئة جداً مع الصحفيين والمراسلين الذين أرادوا أن يطرحوا عليها مجموعة من الأسئلة الخاصة بالمناسبة فبعضهم أجابته على مضض على سؤال واحد وبعضهم الآخر منعته من الإقتراب منها ورفضت محاورته بطريقة معيبة جداً.
قد يكون الإعلام أحد أسباب المرحلة المتأزمة التي وصلت إليها إليسا لأنه يضخم صورتها ولا يتّخذ موقفاً حاسماً بمقاطعتها والتوقف عن نشر أخبارها أو متابعة أعمالها ففي كلّ مرّة تهاجم فيها صحفياً دون أي سبب كان تجد الإهتمام نفسه في مناسبة أخرى وهو ما يجعلها تتمسّك بأسلوبها أكثر.
على إليسا أن تدرك أن الفنان المتواضع يكسب محبة جماهيرية واسعة، ونرى ذلك واضحاً لدى فنانين كبار قدّموا الكثير وأثبتوا حضورهم ونجوميتهم على الساحة الفنية، مع ذلك هم متواضعون، مثل نجوى كرم، عاصي الحلاني، نانسي عجرم، راغب علامة، تامر حسني، كارول سماحة، كاظم الساهر، نوال الزغبي وغيرهم، فتعاملهم إن كان مع أهل الصحافة والإعلام أو الجمهور يتّسم دائماً بالرقي والإحترام.
يبدو أن الحلول مع إليسا وبعد عدّة محاولات من أهل الصحافة والإعلام بالتودد إليها أصبحت مستحيلة، وقد يكون الحلّ الوحيد المتوفّر حتى اللّحظة هو مقاطعتها عبر الوسائل الإعلامية كافّة، فحينها ستدرك أن نجوميتها يتيمة بعيداً عن الجسم الإعلامي فتعيد النظر بأسلوبها وتعتذر من نفسها أولاً عن كل ما بدر منها طيلة السنوات الأخيرة.