7 ألقاب دوري محلية في 9 مواسم..

سيتي يستمر في لعبة الأرقام القياسية

العودة لمنصة الكبار

وكالات

حصد مانشستر سيتي لقب الدوري الإنكليزي ليكون الثالث له في آخر سبعة مواسم للمسابقة. وجاء الحسم عن جدارة رفعت رأس لاعبي الفريق ومديره الفني جوسيب غوارديولا الذي أصبح أول مدرب إسباني يفوز بلقب البطولة على مدار تاريخها الطويل.

وانهالت عبارات الإشادة والتهنئة على غوارديولا وفريقه بعد حسم اللقب والذي توج به رسميا أمس الأحد من خلال هزيمة منافسه المباشر مانشستر يونايتد 0-1 أمام ويست بروميتش ألبيون في المرحلة الرابعة والثلاثين من المسابقة.

وقال غوارديولا، في تصريحات صحافية “الأداء الذي قدمناه في البطولة هذا الموسم كان رائعا. وأشعر بالسعادة لتواجدي هنا مجموعة مثيرة ورائعة من اللاعبين.. هذا النادي مدهش على كافة الأصعدة”.

وتفوق مانشستر سيتي بجدارة على باقي منافسيه في المسابقة هذا الموسم. وبعد تعادل الفريق مع إيفرتون في المرحلة الثانية من المسابقة، انطلق في مسلسل من الانتصارات المتتالية محققا رقما قياسيا في الدوري الإنكليزي بالفوز في 18 مباراة متتالية ليعزز موقعه في صدارة جدول المسابقة بفارق 15 نقطة قبل بداية عام 2018.

وفي منتصف يناير الماضي، مني الفريق بهزيمته الأولى في المسابقة وكانت أمام ليفربول كما ترنح الفريق قليلا في مطلع أبريل الحالي بهزيمتين متتاليتين أمام ليفربول ذهابا وإيابا في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا وسقط أمام مانشستر يونايتد 2-3 في الدوري الإنكليزي مطلع الأسبوع الماضي وهي الهزيمة التي أرجأت فوز الفريق بلقب الدوري حتى الأسبوع الحالي.

غوارديولا نوع كثيرا في الخطط الفنية المتبعة منذ بداية الموسم، وقد حققت له نجاحا منقطع النظير في بداية مشواره التدريبي مع برشلونة

رغم هذا، رد الفريق بقوة السبت وانتزع فوزا ثمينا 3-1 على حساب توتنهام في عقر داره ثم توج باللقب رسميا الأحد بعد هزيمة مانشستر يونايتد المفاجئة أمام ويست بروميتش ألبيون صاحب المركز الأخير في جدول المسابقة. وقال فينسان كومباني قائد الفريق “تقدم يا سيتي الأبطال”.

أوضح “أشعر بأنني أحلّق فوق القمر. أشعر بسعادة بالغة لأنني أشارك جماهير الفريق هذه اللحظة الرائعة.. نحن الأبطال الآن ونشكر كل من ساندنا خاصة في الأسبوع الأخير. نشكر الجميع، إنه موسم رائع بكل المقاييس”. وبعد فوزه بلقب المسابقة رسميا، سيكون هدف الفريق بقيادة غوارديولا في الأسابيع المتبقية من البطولة هو تحطيم عدد من الأرقام القياسية المثيرة للمسابقة.

وحقق مانشستر سيتي حتى الآن 28 انتصارا في 33 مباراة خاضها بالمسابقة هذا الموسم، ويحتاج الفريق إلى الفوز في ثلاث فقط من المباريات الخمس المتبقية له ليحطم الرقم القياسي لعدد الانتصارات التي يحققها أي فريق في موسم واحد والمسجل باسم تشيلسي الذي حقق 30 انتصارا في طريقه للفوز باللقب في الموسم الماضي.

كما حصد مانشستر سيتي 87 نقطة حتى الآن وأصبح بحاجة فقط إلى ثماني نقاط من مبارياته الخمس المتبقية لمعادلة الرقم القياسي لعدد النقاط التي يحصدها أي فريق في موسم واحد بالدوري الإنكليزي وهو الرقم المسجل باسم تشيلسي (95 نقطة) في موسم 2004-2005. وإذا حقق مانشستر سيتي الفوز في ثلاث من المباريات الخمس المتبقية له في المسابقة هذا الموسم سيحطم هذا الرقم المسجل باسم تشيلسي.

تفوق واضح

يتفوق مانشستر سيتي على جاره ومنافسه مانشستر يونايتد صاحب المركز الثاني في جدول المسابقة حاليا بفارق 16 نقطة لكنه يحتاج إلى توسيع هذا الفارق قليلا لمعادلة أو تحطيم أكبر فارق من النقاط يحرزه البطل على وصيفه في تاريخ المسابقة وهو 18 نقطة وحققه مانشستر يونايتد في موسم 1999-2000.

وسجل مانشستر سيتي 93 هدفا في 33 مباراة خاضها بالمسابقة حتى الآن بمتوسط تهديف بلغ أكثر من 2.8 هدف في المباراة الواحدة. وإذا حافظ على نفس المتوسط في المباريات الخمس الباقية، لن يجد الفريق أي صعوبة في تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يحرزها أي فريق في موسم واحد بالمسابقة والمسجل باسم تشيلسي في موسم 2009-2010 عندما سجل 103 أهداف.


موسم ناجح

كما يستطيع مانشستر سيتي تحطيم الرقم القياسي لفارق الأهداف الذي يحققه أي فريق في البطولة حيث يبلغ فارق الأهداف الإيجابي لصالح مانشستر سيتي حاليا 68 هدفا فيما يستحوذ تشيلسي على الرقم القياسي بفارق أهداف بلغ 71 هدفا في موسم 2009-2010.

وقال البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لمانشستر يونايتد، في تصريحات إعلامية، “فاز مانشستر سيتي باللقب لأنه كان الفريق الأفضل في الموسم.. عندما يتوج فريق باللقب وعن جدارة فإنه يستحق اعتراف الناس بهذا”.

7 ألقاب دوري محلية في 9 مواسم، هذه حصيلة جوسيب غوارديولا في 9 مواسم قضاها بمسيرته التدريبية، بعدما قاد مانشستر سيتي لإحراز لقب الدوري الإنكليزي للمرة الخامسة في تاريخ النادي. إنه حصاد وفير، يثبت دون أدنى شك، أن “بيب” يملك عقلية واحدة تقوده للنجاح، وهي عقلية الفوز ولا شيء غيره، فهو مصمم دائما على تجاوز الصعوبات دون التخلي عن فلسفة الكرة الجميلة التي قدمها مع كافة الفرق التي دربها في مسيرته.

 هذا هو الموسم الثاني لغوارديولا في مانشستر سيتي، ولم يحمل الموسم الأول أي ذكرى سعيدة للمدرب الكتالوني، حيث احتل الفريق المركز الثالث في الدوري بنهاية الموسم، وابتعد بفارق كبير عن حامل اللقب تشيلسي.

وأكد غوارديولا مرارا، أن بناء مانشستر سيتي بشكله الحالي يحتاج أكثر من موسم واحد، وكان كلامه صحيحا، لأن فريق الموسم الماضي، عانى من عدة مشاكل أهمها على الصعيد الدفاعي الذي احتوى حينها على معدل كبير من الأعمار.

 ومع بداية الموسم الحالي، حصل الفريق على مدافعين جدد، لا سيما على الطرفين فكانت النتائج مبشرة، لأن الأداء الدفاعي ساهم كثيرا في تعزيز عامل الثقة لدى لاعبي الوسط والهجوم. رأى غوارديولا أيضا، أن تطبيق فلسفته من قبل اللاعبين الموجودين يحتاج لوقت طويل، فطلب منهم الصبر والالتزام بالخطط الموضوعة، ورغم عدم ارتياح بعض اللاعبين لهذا الأمر في البداية، فإنهم تأقلموا مع مرور الوقت وفهموا الأهداف الموضوعة من قبل الجهاز الفني وتمكنوا في النهاية من تطبيق فلسفة غوراديولا من خلال الاستحواذ طويلا على الكرة والتمريرات القصيرة التي تزرع اليأس في نفوس المنافسين.

وعمل “الفيلسوف” طويلا على صقل مهارات العديد من لاعبيه، وعلى رأسهم الدولي البلجيكي كيفن دي بروين الذي تحول من اللعب على الجناح إلى صانع ألعاب كلاسيكي حقيقي قادر على توزيع الأدوار ببساطة متناهية دون أي تعقيدات. 

جوزيه مورينيو: فاز مانشستر سيتي باللقب لأنه كان الفريق الأفضل في الموسم

وتلقى غوارديولا مساعدة مواطنه دافيد سيلفا الذي رافق دي بروين في مراحل تطوره ومنحه الدعم الكافي للتألق داخل المستطيل الأخضر.

بروز المواهب

من اللاعبين الذي برزوا بشكل مفاجئ في عهد غوارديولا، الدولي الإنكليزي رحيم سترلينغ الذي أحرز 17 هدفا في الدوري هذا الموسم، كان بإمكانه رفعها إلى رقم أكبر بكثير لولا لمسته الأخيرة المترددة في كثير من الأحيان.

ونوّع غوارديولا كثيرا في الخطط الفنية المتبعة منذ بداية الموسم، فلجأ إلى طريقة 3-4-3، قبل أن يتحول إلى طريقة 3-5-2 في محاولة منه لإشراك المهاجمين سيرجيو أغويرو وغابرييل جيسوس في تشكيلة واحدة بالخط الأمامي، وأخيرا عاد المدرب للأساسيات، فاعتمد على طريقة اللعب 4-3-3، التي حققت له نجاحا منقطع النظير في بداية مشواره التدريبي مع برشلونة.

ورغم مشاكله مع المعنيين في الاتحاد الإنكليزي ورابطة الدوري الممتاز، والشكاوى المتكررة من الحكام وزخم المباريات، ابتعد غوارديولا عن الحروب النفسية مع زملائه مدربي الفرق الأخرى، فانتهت عداوته تقريبا مع البرتغالي جوزيه مورينيو، ولم يسمح لأي كان بالتأثير على حالته الذهنية قبل المباريات وبعدها. في النهاية، أحرز غوارديولا لقبا عزيزا ضمه إلى خزانة مليئة بالكؤوس، ويبقى السؤال ما إذا كان سيستطيع الحفاظ على ألق الفريق في الموسم المقبل، وربما تحقيق حلم إدارة النادي المتمثل في الوقوف على منصة تتويج مسابقة دوري أبطال أوروبا.