"كرة القدم الأنجليزية"..

هيئة مستقلة لحماية الأندية الإنجليزية من "الإنفاق المتهور والإفلاس"

تظل لعبة كرة القدم هي الأكثر شهرة وانتشاراً في العالم كله، بفارق كبير عن أي رياضة أخرى مهما اختلفت الآراء حول الفلسفة الخاصة بها. فكرة القدم تجمع الشعوب، ولديها القدرة على نشر كل رسائل الخير والمحبة في العالم كله

الاتفاق سينقذ الأندية الإنجليزية من الفناء

لندن

لقد تطورت كرة القدم بصورة سريعة وقوية في السنوات الماضية، هذا التطور لم يكن على أرض الملعب فقط حيث طرق اللعب الجديدة وخلافه، وإنما شهد التطور تحول اللعبة إلى صناعة متكاملة الأركان. 

فمع هذا التطور الكبير بدأنا نسمع مصطلحات مثل اللعب المالي النظيف، وتعرض الأندية للإفلاس، وكذلك الاستحواذ على الأندية من قبل الشركات، وغيرها من المصطلحات التي لم نكن نسمع بها من قبل في عالم كرة القدم.

في هذا المقال سوف نتحدث عن الفكرة وراء إنشاء هيئة مستقلة في إنجلترا للرقابة على الأندية هناك، والتي تهدف إلى الأشراف على الطريقة التي يتم بها صرف الأموال على الفرق، ومن ثم منع إفلاسها بسبب العجز المالي الناتج عن سوء إدارة الموارد المالية.

 

فكرة إنشاء هيئة حماية الأندية الإنجليزية

كان لانهيار نادي بوري وهو أحد الأندية الهامة في مدينة مانشيستر، وكذلك الركود الكبير أثناء فترة الكورونا بمثابة جرس الإنذار لصناع القرار في إنجلترا والذين يسعون للحفاظ على الأندية الإنجليزية بمختلف درجاتها من الإفلاس والضياع. فكرة القدم أصبحت في السنوات الأخيرة تهتم بالمال بشكل مركز، حتى أن المراهنات الرياضية أصبح لها شأن كبير في هذه اللعبة. فهناك فقرات كاملة حول نصائح في مراهنات كرة القدم اون لاين يتم تقدميها من قبل خبراء رياضين فقط بهدف التربح المادي، والذي أصبح لدى الكثيرين أهم من متعة كرة القدم نفسها. فنحن نرى هذا الأمر بداية من اللعبة الافتراضية فانتزي بريمير ليج، وصولاً إلى المراهنات الرياضية بمال حقيقي.

فقد تدخل المسؤولين رفيعي المستوى أمثال الملك تشارلز ملك إنجلترا ورئيس وزراء البلاد ريشي سوناك، من خلال مقترح لإنشاء هيئة مستقلة تماماً تركز مع جميع الأندية الإنجليزية فيما يخص كرة القدم، وذلك بهدف الرقابة الصارمة على إدارة الشئون المالية للأندية والطريقة التي يتم بها الصرف على فرق كرة القدم. فسوق يكون لهذه اللجنة الصلاحيات للتدخل في بعض القرارات المالية الخاصة بالأندية، وذلك بهدف حماية الأندية من التعرض لضيقات مالية حيث تعاني الكثير من الأندية من مشاكل مالية ليست بقليلة.

النظام الجديد سيركز بشدة على رؤساء الأندية وكذلك الملاك، بهدف منع الإشراف المتزايد على فرق كرة القدم الإنجليزية، مع إعطاء فرصة لجماهير وأعضاء الأندية لتقيم الطريقة التي يتم بها إدارة النادي. كما سيتم منع وبصورة صارمة أي أندية من الاشتراك في مسابقات غير مرخصة مهما كانت الأسباب. 

ردود الأفعال حول مقترح الهيئة المستقلة

لم يكن هناك أي تباين في ردود الأفعال حول مقترح إنشاء تلك الهيئة المستقلة للرقابة المالية على الأندية. فسواء الجماهير أو الهيئات أو الأفراد، فجميعهم رحبوا بالفكرة بأشكال مختلفة.

فقد عبر نيال كوبر وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة فير جيم والتي تهدف إلى تحقيق العدالة في لعبة كرة القدم، عن سعادته الكبيرة بهذا الخبر والذي اعتبره خطوة أكثر من رائعة للحفاظ على كرة القدم الإنجليزية. فهو يرى أن مثل هذا القرار سوف يكون تاريخي، سينقذ الأندية الإنجليزية من الفناء، عندما يتم فرض نظام صارم على الأندية يمنع سوء الإدارة والصرف الغير موضعي من قبل المسؤولين في الأندية، فهو يرى هو والمنظومة بأكملها أن الإنفاق المتهور أصبح هو السمة الغالبة على كرة القدم الإنجليزية في السنوات الماضية؛ وهو أمر لابد أن يتوقف فوراً.

كما سعدت جماهير كرة القدم بوجود رقابة على أنديتهم من قبل الدولة، منعاً من ضياع النادي. لكنهم لا يودون أن تكون الضوابط شديدة للغاية، حتى تتمكن الأندية من تعزيز صفوفها بلاعبين جيدين. 

كرة القدم ما بين المتعة والاحترافية

يهاجم الكثير من النقاد الرياضيين والجماهير الشكل الحالي لكرة القدم، ويرون أنها تحولت من لعبة ممتعة إلى صناعة تعتمد على المال فقط. فأصحاب هذا الرأي يرون أن كرة القدم الحديثة تقضي على المواهب الفردية والمهارات الخاصة، ويتم استبدالها بطرق اللعب التنظيمية والتي تجعل اللاعبين مثل الماكينات. كما يرون أيضاً أن المال تمكن من القضاء على الانتماء في لعبة كرة القدم، وأن المال هو أول شيء يفكر فيه اللاعبين قبل الجماهير والنادي الذي ينتمون إليه.

على الجانب الأخر ترى مجموعة أخرى أن كرة القدم الآن أصبحت أكثر تنظيماً وأكثر جمالاً وأكثر انتشاراً من أي وقت مضى، وذلك بسبب تحول كرة القدم من مجرد لعبة ترفيهية إلى لعبة احترافية يتم إدارتها من قبل هيئات مرموقة في العالم كله. فهم يؤكدون أن كرة القدم أصبحت علم يتم دراسته في أكبر الجامعات، وأصبحت كرة القدم مبينه على الخطط والتكتيكات المتميزة، والتي أصبح يحبها جمهور كرة القدم الحديث.

بدون شك هناك من يرون أن أفضل كرة قدم على الأطلاق هي التي يتم فيها الجمع بين كرة القدم القديمة التي تتميز بالمهارة الفردية واللعب الجميل، وكرة القدم الحديثة المبنية على الخطط والاستراتيجيات؛ فكلاهما معاً يصل بالمشاهد إلى أقصى درجات المتعة أثناء متابعة مباريات كرة القدم.

 في كل الأحوال تظل لعبة كرة القدم هي الأكثر شهرة وانتشاراً في العالم كله، بفارق كبير عن أي رياضة أخرى مهما اختلفت الآراء حول الفلسفة الخاصة بها. فكرة القدم تجمع الشعوب، ولديها القدرة على نشر كل رسائل الخير والمحبة في العالم كله.