تجنب صفعة أخرى..

كرواتيا يستضيف نظيره الإسباني

عبور صعب

وكالات

تتطلع كرواتيا إلى الاستفاقة أخيرا من نشوة الوصول إلى نهائي مونديال روسيا 2018 وتحقيق فوزها الأول في دوري الأمم الأوروبية، لكن المهمة لن تكون سهلة على الإطلاق الخميس عندما تستضيف إسبانيا على ملعب “ماكسيمير”.

وتقبع كرواتيا في ذيل المجموعة الرابعة للمستوى الأول بنقطة واحدة من مباراتين، بعد الهزيمة المذلة التي تلقتها من إسبانيا بسداسية نظيفة في إلتشي، ثم تعادلها على أرضها دون أهداف مع إنكلترا.

واختار المدرب زلاتكو داليتش 25 لاعبا لمباراة الخميس التي ستكون الأخيرة لإسبانيا في المجموعة وبالتالي في حال فوزها بها ستضمن بطاقة التأهل إلى الدور نصف النهائي كونها تتصدر بفارق نقطتين عن إنكلترا التي ستخوض مباراتها الأخيرة الأحد ضد كرواتيا في “ويمبلي”.

تجنب الهبوط

وأكد داليتش في وقت سابق من الشهر الحالي “أننا مركزون على المباراة ضد ‘لا فوريا (روخا)’، نحتاج إلى هذا الفوز” الذي سينعش آمال الكروات بتجنب الهبوط إلى المستوى الثاني وما يترتب على ذلك من صعوبات في قرعتي كأس أوروبا 2020 ومونديال قطر 2022. وتابع لصحيفة “يوتارنيي ليست” المحلية “أعلم أن الكثير من الناس لا يؤمنون بقدرة فريقنا على الفوز بالمباراتين (ضد إسبانيا وإنكلترا)، لكني أرد عليهم… سنقوم بما قمنا به في (مونديال) روسيا، خطوة خطوة. أولا إسبانيا”. وفاجأ بلد الـ4.2 مليون نسمة العالم في يوليو الماضي بوصوله إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه بقيادة صانع ألعاب ريال مدريد الإسباني لوكا مودريتش. على الرغم من خسارة النهائي أمام فرنسا 2-4، استقبل رجال داليتش في بلادهم استقبال الأبطال لكن الوضع انقلب رأسا على عقب في غضون أسابيع معدودة بعد الخسارة المذلة أمام إسبانيا في المباراة الأولى في هذه البطولة القارية الجديدة. وتحسن الوضع بعض الشيء بالتعادل في المباراة الثانية مع إنكلترا في إعادة لنصف نهائي مونديال روسيا حين انتصرت كرواتيا 2-1 بعد التمديد، لكن المباراة أقيمت أمام مدرجات خالية في رييكا بسبب ما قام به الجمهور المحلي خلال مباراة ضد إيطاليا في تصفيات كأس أوروبا 2016 حيث رسم الصليب المعقوف الذي يرمز إلى النازية على أرضية الملعب، ما أدى إلى معاقبة المنتخب بخوض مباراتين قاريتين على أرضه خلف أبواب موصدة.

وبسبب هذه العقوبة، ستكون مباراة الخميس الأولى لمودريتش ورفاقه أمام الجمهور الكرواتي منذ وصولهم إلى نهائي المونديال، وبالتالي سيقدمون كل ما لديهم من أجل التأكيد على أن ما حصل الصيف الماضي في روسيا لم يكن مجرد صدفة. وبعد عام رائع أحرز خلاله لقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثالثة تواليا مع فريقه ريال مدريد وتوجه بإحراز جائزة الاتحاد الدولي “فيفا” لأفضل لاعب في العالم، إضافة الى جائزة أفضل لاعب في مونديال روسيا، عانى مودريتش من الإرهاق.

كرواتيا تحتل المركز الثالث الأخير في المجموعة الرابعة برصيد نقطة واحدة، بينما يتصدر المنتخب الإسباني برصيد ست نقاط ويليه منتخب إنكلترا برصيد أربع نقاط

لكن قائد المنتخب اقترب كثيرا من الوصول مجددا إلى قمة لياقته البدنية بحسب ما أكد داليتش، موضحا “بعد عام من المباريات الممتازة، لا يمكنه أن يكون دائما في قمة لياقته البدنية. لكنه لم يساورني يوما الشك بشأن لوكا… إنه القائد وسيكون في أعلى مستوياته”. وأشار داليتش الذي لطالما ردد أن الهدف المقبل لفريقه هو التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا 2020، إلى أن فريقه متحفز لتحقيق ثأره من الإسبان، مضيفا “المباراة ومقاربتنا ولياقتنا، ستكون مختلفة تماما (عن مباراة الذهاب)”. وتابع “نحن في وضع بدني أفضل بكثير مما كنا عليه آنذاك. كانت هزيمة قاسية ونحتاج إلى التطلع للثأر… بالحصول على النقاط الثلاث”.

وضع مغاير

أنعش داليتش فريقه بثلاثة وجوه جديدة بعد ضمه المهاجمين يوسيب بريكالو ونيكولا فلاشيتش والمدافع دويي تشاليتا-سار. ومن المتوقع أن يسجل بريكالو الذي يدافع عن ألوان فولفسبورغ الألماني، بدايته الدولية الخميس ضد إسبانيا. وسيتواجد في المدرجات من أجل تشجيع الثلاثي المعتزل ماريو ماندزوكيتش وفيدران تشورلوكا والحارس دانيال سوباشيتش الذين سيحظون بفرصة توديع الجمهور المحلي. وتطرق داليتش إلى حضور هذا الثلاثي، قائلا “إنهم جزء من عائلتنا، لا يجب أن ننسى اللحظات التي عشناها في روسيا… نريد الوحدة، كما كانت الحال هذا الصيف”.

وخلافا لكرواتيا التي عجزت حتى الآن عن تكرار المستوى الذي ظهرت به في روسيا، تأمل بلجيكا التي حلت ثالثة في مونديال الصيف الماضي، أن تواصل عروضها القوية والاقتراب من حسم بطاقة المجموعة الثانية إلى الدور نصف النهائي، وذلك من خلال الفوز على ضيفتها إيسلندا في بروكسل.

وخرج “الشياطين الحمر” منتصرين من مباراتيهم الأوليين في هذه المجموعة، بالفوز على إيسلندا في أرضها 3-0، ثم تفوقوا على سويسرا 2-1 في بروكسل بفضل ثنائية لروميلو لوكاكو، ما جعلهم في الصدارة بست نقاط وبفارق المواجهة المباشرة مع الأخيرة، لكن “ناتي” لعب ثلاث مباريات.