أبطال يصنعون الإنجاز للعرب في كأس آسيا..

المنتخب العراقي يتسلح بلمسات المدرب كاتانيتش

مواهب "أسود الرافدين" تبحث عن المجد الآسيوي

أُسدل الستار على دور المجموعات ببطولة كأس آسيا التي تستضيفها الإمارات، كاشفا عن هوية المنتخبات التي تأهلت لدور الـ16. وتعتبر هذه البطولة أكبر نسخة من حيث المنتخبات المشاركة، مما أضفى عليها نكهة خاصة من حيث المؤشرات التهديفية، ولحظات الانتظار التي عاشتها بعض المنتخبات لمعرفة هوية خصومها في الدور المقبل.

 رغم تعدد المواجهات العربية الخالصة في دور المجموعات ووصولها إلى ثماني مباريات عربية خالصة، أسفرت مباريات الدور الأول عن صدام عربي وحيد في الدور الثاني وذلك عندما يلتقي المنتخب القطري متصدر المجموعة الخامسة نظيره العراقي صاحب المركز الثاني في المجموعة الرابعة.

وفي هذا الصدد أكد لاعب منتخب العراق، علي عدنان، أن فريق أسود الرافدين وصل إلى العاصمة أبوظبي، وباشر استعداداته لمواجهة قطر في ثمن نهائي كأس آسيا الثلاثاء المقبل.

وقال عدنان، في تصريحات صحافية، إن منتخب العراق يمر بحالة بدنية ونفسية ممتازة، استعدادا للمباراة المقبلة. وتابع “منتخب قطر مميز، وبدأ استعداداته منذ فترة طيبة، ويمر بحالة استقرار فني، والمباراة لن تكون سهلة على الطرفين، لكننا نسعى لمواصلة مشوارنا في البطولة، وخطف بطاقة المرور لربع النهائي”.

وأشار إلى أن “المدرب كاتانيتش شاهد مباراة قطر الأخيرة، ولديه معلومات وافية عن مفاتيح لعب الفريق القطري ونقاط الضعف وسنسعى لاستغلالها في مباراة الثلاثاء، حيث سنرفع شعار التحدي لبلوغ الدور المقبل وعلينا أن نقاتل من أجل طموحنا”. يشار إلى أن منتخب العراق تأهل كثان من المجموعة الرابعة، في حين تصدرت قطر المجموعة الخامسة.

وأنهى المنتخب العراقي الدور الأول من كأس آسيا، وصيفا لنظيره الإيراني في المجموعة الرابعة، بفارق الأهداف فقط، بعد تساويهما في رصيد النقاط، ما وضعه في مواجهة قطر في ثمن النهائي.

وقدم أسود الرافدين مباريات جيدة خلال دور المجموعات، وطغى على أسلوبهم اللعب الجماعي، وبرز عدد من النجوم المميزين. ورغم التوجس الذي كان ينتاب عدد كبير من الجماهير العراقية، لعدم ظهور شخصية المنتخب بشكل واضح في المباريات الودية قبل بدء منافسات كأس آسيا، إلا أن النظرة العامة لأسود الرافدين تغيرت مع أول مباراة بالبطولة.

المنتخبات المتأهلة هي الإمارات والبحرين والأردن والعراق وقطر والسعودية وعمان فيما ودعت منتخبات فلسطين وسوريا ولبنان واليمن البطولة من الدور الأول

وكان أبرز تلك المخاوف عدم استقرار المدرب السلوفيني، ستريشكو كاتانيتش، على تشكيلة ثابتة، وهو ما استمر حتى في المباراة الأولى أمام منتخب فيتنام، لكن سرعان ما عاد الفريق إلى توازنه بعد التغييرات ألتي أجريت منذ الشوط الأول. ومع توالي المباريات استقر أداء المنتخب فنيا، وبدأت تظهر لمسات المدرب أمام منتخب اليمن ثم الفريق الإيراني، وقدم لاعبو العراق أداءً مميزا.

مثّل لاعب الدفاع أحمد إبراهيم عنصر الخبرة في المنتخب، وظهر بشكل مميز وقاد زملاءه إلى تصحيح الأخطاء التي حدثت أمام منتخب فيتنام، بعد أن انتهج المدرب أسلوبا غير متماسك، قبل أن يصحح مسار الفريق. ولعب المدافعون دورا بارزا، سواء أحمد إبراهيم أو علي فائز وريبين سولاقا، وحتى الأطراف، خصوصا علي عدنان وعلاء مهاوي، وأبلوا البلاء الحسن، خاصة في المباراة التي جمعتهم بالفريق الإيراني.

قدمت تشكيلة العراق مواهب مميزة في خط الوسط، أبرزها صفاء هادي، الذي تمكن من فرض وجوده بقوة، ولعب دورا محوريا ومؤثرا في قيادة المنتخب إلى تحقيق نتائج مميزة.

وذلك بجانب أمجد عطوان، الذي يعد لاعبا فدائيا ويمتاز بصلابة الأداء، وبشار رسن اللاعب المهاري الذي يجيد التحكم في إيقاع اللعب، إضافة إلى ذكاء همام طارق واندفاعه البدني، كل هؤلاء خطفوا الأضواء خلال الجولات الماضية.

بالرغم مما قدمه اللاعب علاء عباس من أداء رائع في المباريات التي تم إشراكه فيها، يبقى مهند علي ميمي النجم الأول الذي استطاع أن يبرهن على قدراته، وبات حديث البطولة لما يمتلك من مواصفات بدنية ومهارية عالية، ليكون من أبرز الوجوه التي ولدت في بطولة آسيا 2019 في الإمارات. ميمي سجل في مباراتين من أصل 3 خاضها منتخب العراق، وسيتحمل مسؤولية جسيمة في الأدوار المقبلة، للمساهمة في قيادة الفريق إلى الأدوار المتقدمة من البطولة.

حصاد جيد

كان الحصاد العربي جيدا في الدور الأول؛ سبعة مقاعد و41 هدفا و13 انتصارا وثمانية تعادلات و12 هزيمة وصدارة ثلاث مجموعات.. هكذا يمكن حصر الحصاد العربي رقميا خلال الدور الأول لبطولة كأس آسيا 2019 المقامة حاليا في الإمارات. ولكن هذه الأرقام تزامنت مع العديد من الأحداث والتفاصيل التي كانت شاهدة على المشاركة العربية التاريخية في بطولة كأس آسيا بهذه النسخة التاريخية التي شارك فيها 24 منتخبا للمرة الأولى.

ومن بين 24 منتخبا شارك في هذه البطولة، كان هناك 11 منتخبا عربيا للمرة الأولى في التاريخ بنسبة تبلغ نحو 46 بالمئة من عدد المشاركين في البطولة. والحقيقة أن نسبة نجاح المنتخبات العربية في الدور الأول لم تختلف كثيرا حيث تأهلت سبعة منتخبات من الـ11 منتخبا إلى دور الستة عشر للبطولة بنسبة حضور عربي تبلغ نحو 44 بالمئة. والمنتخبات المتأهلة هي الإمارات والبحرين والأردن والعراق وقطر والسعودية وعمان فيما ودعت منتخبات فلسطين وسوريا ولبنان واليمن البطولة من الدور الأول.

وحققت هذه المنتخبات 13 انتصارا وثمانية تعادلات ومنيت بالهزيمة في 12 مباراة خاضتها بالدور الأول ليبلغ عدد النقاط التي حصدتها 47 نقطة من 99 نقطة متاحة في 33 مباراة وذلك بنسبة نجاح بلغت نحو 47.5 بالمئة علما بأن الـ33 مباراة تتضمن ثماني مواجهات عربية خالصة ما يعني أن العرب ظهروا في 25 مباراة فقط.

كما سجلت المنتخبات العربية 41 هدفا من بين 96 هدفا شهدته مباريات الدور الأول لتكون نسبة الأهداف العربية في الدور الأول نحو 43 بالمئة من إجمالي عدد الأهداف المسجلة في هذا الدور.

وتوضح النسب أن المشاركة العربية لم تكن جيدة فقط على مستوى عدد المنتخبات المتأهلة للنهائيات وإنما على مستوى النتائج أيضا.

وإلى جانب هذه الأرقام، كانت هناك العديد من الخطوط العريضة والأحداث شاهدة على المشاركة العربية في كأس آسيا 2019 بالإمارات ومنها ثلاثة منتخبات عربية تصدرت مجموعاتها في الدور الأول وهي الإمارات والأردن وقطر في المجموعات الأولى والثانية والخامسة على الترتيب فيما احتل منتخبان هما العراق والسعودية المركز الثاني في المجموعتين الرابعة والخامسة على الترتيب وكان المركز الثالث هو بوابة عبور المنتخبين البحريني والعماني من المجموعتين الأولى والسادسة على الترتيب.

المنتخب القطري هو الوحيد من بين المنتخبات العربية الذي حقق العلامة الكاملة وفاز في جميع المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول ليعتلي صدارة المجموعة برصيد ست نقاط فيما اقترب منه المنتخب الأردني الذي تصدر المجموعة الثانية برصيد سبع نقاط والمنتخب السعودي الذي احتل المركز الثاني في المجموعة الخامسة برصيد ست نقاط. أما المنتخب الإماراتي فتصدر المجموعة الأولى برصيد خمس نقاط من انتصار واحد وتعادلين.

عدم الفوز

ودعت منتخبات فلسطين وسوريا واليمن البطولة دون تحقيق أي فوز حيث حصد المنتخب الفلسطيني نقطتين من تعادلين وهزيمة ونال المنتخب السوري نقطة واحدة من تعادل وهزيمتين ومني المنتخب اليمني بثلاث هزائم متتالية.

المنتخب القطري فرض نفسه كأفضل منتخب في البطولة من الناحية الهجومية حيث أحرز عشرة أهداف منها ستة أهداف في شباك كوريا الشمالية ولا يقترب منه سوى منتخبي أوزبكستان وإيران برصيد سبعة أهداف لكل منهما ثم من المنتخبات العربية كل من العراق والسعودية برصيد ستة أهداف لكل منهما بالتساوي مع اليابان وأستراليا.

وكان المنتخبان الفلسطيني واليمني هما الوحيدان اللذان فشلا في هز الشباك خلال مبارياتهما بالدور الأول ليودعا البطولة صفر اليدين من حيث الأهداف.

منتخبان فقط من الفرق العربية هما الأردن وقطر حافظا على نظافة شباكهما تماما خلال مباريات الدور الأول وكانا الأفضل من الناحية الدفاعية فيما كان منتخب كوريا الشمالية هو الأسوأ من الناحية الدفاعية حيث اهتزت شباكه 14 مرة ولم يقترب منه من المنتخبات العربية سوى اليمن حيث اهتزت شباكه عشر مرات.

إحصائيات لافتة في حصاد دور المجموعات

● أحرزت المنتخبات 96 هدفا في 36 مواجهة، وبمعدل 2.6 هدف في المباراة الواحدة، حيث تم تسجيل 36 هدفاً في الجولة الأولى، و30 هدفا في كل من الجولتين الثانية والثالثة.

● قطر وكوريا الجنوبية واليابان، المنتخبات الوحيدة التي حصدت العلامة الكاملة، حيث جمعت 9 نقاط.

● 4 منتخبات لم تحصد أي نقطة في الجولات الثلاث وهي تركمانستان وكوريا الشمالية واليمن والفلبين.

● 6 منتخبات لم تحقق أي فوز وهي فلسطين وسوريا واليمن والفلبين وكوريا الشمالية وتركمانستان.

● 8 منتخبات حققت الفوز مرة واحدة وهي الإمارات وتايلاند والبحرين والهند وقيرغيزستان وفيتنام ولبنان وعُمان.

● 7 منتخبات لم تتعرض للخسارة وهي الأردن والإمارات وإيران والعراق وكوريا الجنوبية وقطر واليابان.

● منتخب قطر الأقوى هجوميا حيث سجل 10 أهداف، فيما يعتبر منتخبا فلسطين واليمن الأضعف هجوميا حيث لم يسجلا في البطولة أي هدف.

● تعد منتخبات الأردن وكوريا الجنوبية وإيران وقطر، الأقوى دفاعيا، حيث لم تستقبل شباكها أي هدف، بينما تعتبر كوريا الشمالية الأضعف دفاعيا بعد استقبال 14 هدفا.

● 5 مباريات فقط انتهت بنتيجة التعادل، و31 مباراة انتهت بنتيجة الفوز.

● سجل منتخب قطر أكبر فوز في البطولة حتى الآن، عندما اجتاز كوريا الشمالية بنتيجة 6-0.

● 4 ضربات جزاء احتسبت بالبطولة في الجولتين الأولى والثانية، فيما شهدت الجولة الثالثة وحدها احتساب 6 ضربات جزاء، ليبلغ العدد الكلي 10، تم تنفيذ 9 منها بنجاح.

وحافظ المنتخب الإماراتي على تصدّره للمجموعة الأولى بتعادل صعب للغاية مع نظيره التايلاندي 1-1 في الجولة الثالثة من مباريات المجموعة فيما تدارك المنتخب البحريني الموقف في الجولة الثالثة وأفلت من الخروج المبكر من البطولة بفوز صعب ومتأخر للغاية 1-0 على نظيره الهندي بفضل هدف في الوقت بدل الضائع للمباراة ليصبح الوحيد من بين المنتخبات المتأهلة عبر المركز الثالث الذي أحرز أربع نقاط فيما تأهلت باقي المنتخبات صاحبة المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط فحسب.

وفاجأ البلجيكي فيتال بوركلمانز المدير الفني للمنتخب الأردني الجميع بتغيير طريقة لعب الفريق في مباراته الثالثة بالمجموعة والتي تعادل فيها مع نظيره الفلسطيني سلبيا من خلال أسلوب الهجوم الضاغط وترك فرصة الهجمات المرتدة للمنافس على عكس ما كان عليه في مباراتيه السابقتين أمام أستراليا وسوريا عندما حقق الفوز في كلتيهما من خلال الاعتماد بشكل أكبر على التنظيم الدفاعي والهجمات المرتدة السريعة.

وكان السقوط المدوي للمنتخب السوري (نسور قاسيون) في البطولة وخروج الفريق من الدور الأول بمثابة واحدة من المفاجآت الكبيرة في ظل المستوى الذي ظهر به الفريق في السنوات الأخيرة وامتلاكه خط هجوم من أقوى الخطوط في القارة الآسيوية بقيادة عمر السومة وعمر خربين.

المنتخب اللبناني كان الوحيد من أصحاب المركز الثالث الذي حصد ثلاث نقاط ولم يتأهل للدور الثاني علما بأنه حقق الفوز الكبير 4-1 في الجولة الأخيرة على منتخب كوريا الشمالية قبل أن يتلقى الصدمة حيث ودع البطولة بعدما حل خلف المنتخب الفيتنامي في ترتيب أصحاب المركز الثالث وذلك بسبب قواعد اللعب النظيف التي تعتمد على النقاط السلبية ضد كل فريق بسبب البطاقات الصفراء والحمراء.