المفتاح الجديد لـ"بوابة عدن"..

تقرير: هاشم اليافعي.. البطل الذي افتدى بروحه أهالي عاصمة الجنوب

الشهيد البطل هاشم اليافعي وجواره الدبابة التي فجرها - ارشيف

عدن

فيما يدافع الجنوب اليوم عن عاصمته "عدن" هناك في شقرة وقد أصبح له جيش مدرب مسلح مرتب، تمر علينا ذكرى بطولة "جنوبية" من تلك البطولات التي يصفها العالم بالنادرة، ويراها "الجنوبي" اعتياداً.

في مثل هذا اليوم من مايو 2015، كانت "المعلا" ترقب "دبابة" حوثية معلقة هناك خلف "الجبل" ترسل حممها كل ساعة على الآمنين بين جفني "كريتر".

كان مشهداً يختصر الحرب كلها، فهناك التاريخ الواقعي للتحضر، حيث جيران "العيدروس" وحافة حسين والميدان وأول مدن المنطقة العربية كلها تحديثاً.. حيث العرقيات كلها وقد أعادتها "كريتر" وطناً عدنياً خالصاً من كل بقاع الأرض ولغاتها وعاداتها..

وقوة "غاشمة" تكفر الزمان والمكان، وتصرخ بالويل لكل الحياة، وكل ما معها هو دبابة ورصاصة تظن أنها كافية لإسكات "عدن" طالما وهي تقتل.

لم يخطر ببالها أن كل قواتها الغاشمة التي أخضعت معسكرات ومحافظات وجيشا بل جيوشا ممتدة من مران حتى وصلت "عدن" مرورا بالعاصمة كلها وما فيها وما حولها ستعجز عند "بوابة عدن" فهي لم تفهم لماذا رسمت عدن مفتاحها في جبين تلك العقبة.

يتذكر أبناء كريتر والمعلا، وحتى حافون، كيف كان "الغاشم الحوثي" يرسل حممه على الناس وهو يصرخ بالموت على أمريكا وإسرائيل، ولن ينسوا له ذلك على الإطلاق.. هنا بيننا امريكا واسرائيل أيها المأفون المتشكل من كل ما بقي في العالم من صلف وجهل؟

واجهت شوارع المدينتين الموت، وقاتلت كريتر أفراد الحوثي في أزقتها وأذاقتهم الويل، هي مدينة مقدسة في قلوب ضعفائها يا عبدالملك..

وليس هناك من قوة في الدنيا أعظم من قوة قلوب الضعفاء حين يؤمنون بقداسة.. إنه هدير تضج به صفحات التاريخ، كم غيّر من أحوال وقلب من موازين.

وبقيت تلك الدبابة، مختبئة بعيداً عن متناول إمكانيات جيش الحب المقدس لعدن. هم شباب، لا إمكانيات كبيرة لديهم، إلا دعاء الناس وما جمعوه فردياً من سلاح، حتى جاء "هاشم اليافعي" برأي آخر.

هاشم زيد علي السيد اليافعي، في مقتبل العمر، هكذا احفظوا اسمه وعمره، حمل سلاحه وتسلل من جبال ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبل الحوثي هو العذاب.

وحيداً صعد الجبل، وصل قمته.. التقط أنفاسه وأضاء ليل عدن في خطف البصر.

لم يفهم "شراذمة العدوان الحوثي" ما حدث إلا ودبابتهم تحترق بالنار..

من أين.. كيف.. متى، هذه أسئلة تركها لهم "هاشم"، فقد كانت "بوابة عدن" عنده هي طريق للخلود، خطف رجله إليها ورحل.

نفذ عمليته البطولية، قنص الدبابة بروحه قبل صاروخه، وترك جسده لعشرات الحوثيين يطلقون عليه النار.. فهذا هو أقصى ما يستطيعون.

المصدر| نيوز يمن