قطع الطريق أمام مبادرة السيسي..

أردوغان يتصل بترامب ويتعهد بالتباحث مع بوتين حول الملف الليبي

التدخل التركي والاجنبي مثل عقبة امام السلام في ليبيا

واشنطن

تسعى تركيا جاهدة لقطع الطريق امام الجهود المصرية لايجاد حل سياسي للازمة الليبية من خلال مبادرة قدمها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ولقيت تاييدا دوليا كبيرا.


وفي هذا الصدد قالت الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب اردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب اتفقا هاتفيا الاثنين على "مواصلة تعاونهما الوثيق" حول ليبيا.


وقالت الرئاسة إن "الرئيسين اتفقا على مواصلة تعاونهما الوثيق لتعزيز السلم والاستقرار في ليبيا، جارة تركيا البحرية" حسب نص البيان.


بدوره قال أردوغان في مقابلة مع تلفزيون (تي.آر.تي) الرسمي "انه قد تبدأ حقبة جديدة بين تركيا والولايات المتحدة بعد المكالمة الهاتفية" مضيفا أنه سيبحث ليبيا أيضا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.


ويظهر جليا محاولات اردوغان افشال الجهود المصرية لاحلال السلام في ليبيا التي انهكتها الحرب من خلال القيام باتصالات مع الدول العظمى ما يؤكد التداعيات السلبية للتدخلات التركية في المنطقة.


وكان الرئيس المصري أعلن السبت خلال مؤتمر صحفي بالقاهرة، في حضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، ورئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة الليبية تقوم بالأساس على "وقف إطلاق النار وإخراج المرتزقة وتفكيك الميليشيات والذهاب إلى عملية سياسية تحت رعاية الأمم المتحدة".


كما اجرى السيسي الاثنين اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي في اطار التنسيق من اجل إنجاح المبادرة المصرية.


وقد أيدت كل من روسيا والولايات المتحدة الاميركية وفرنسا واليونان والامارات والسعودية والكويت والاردن الجهود المصرية لانهاء النزاع الليبي.

وأدى التدخل العسكري المباشر الذي قامت به تركيا في ليبيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي إلى تأزم الوضع أكثر وتأجيج الصراع في البلاد، حيث سارعت لإرسال المرتزقة من الفصائل السورية التي تدعمها وإرهابيين من شمال سوريا نحو طرابلس للمشاركة في القتال إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق التي يسيطر عليها الاخوان فيما تواصلت شحنات الأسلحة والعتاد التركية تتدفق عبر المتوسط.


ومع تحقيق ميليشيات الوفاق تقدما ميدانيا عقب انسحاب الجيش الليبي من مدن الغرب وخاصة من ضواحي العاصمة طرابلس في محاولة لترك المجال امام العملية السياسية يصر المسلحون المدعومون من انقرة على مهاجمة مدينة سرت وقاعدة الجفرة.


ورغم التحذيرات المصرية من مغبة تهديد المنطقة الشرقية وبالتالي الاضرار بأمنها القومي تواصل المجموعات المسلحة هجومها على سرت لكن الجيش الليبي تمكن من صد كل تلك المحاولات.


ويرى مراقبون انه لا يمكن حلحلة الازمة في ليبيا دون ممارسات ضغوط دولية على انقرة لكبح جماح الميليشيات غير المنضبطة ودفع حكومة الوفاق الى القبول بمبادرة مصر قبل ان تتعقد الامور اكثر في المنطقة.


ويتخوف الجيش الليبي من ان تكون حكومة الوفاق غير قادرة اصلا على دفع المجموعات المسلحة الى انهاء هجومها في حال وافقت على المبادرة المصرية.


وعقدت انقرة الاوضاع في ليبيا خاصة مع ظهور مجموعات مسلحة متشددة بعضها مرتبط بتنظيم داعش تم نقلها من شمال سوريا الى الساحة الليبية.