احتجاجات حضرموت ضد تفريخ مكونات جنوبية موالية لحزب الإصلاح..

باحث جنوبي: محاولات شق الصف الجنوبي لم تتوقف منذ اجتياح الجنوب في 94

تظاهرات شعبية في محافظات يمنية ضد تغول الإخوان في "الشرعية"

عدن

شهدت محافظتا تعز وحضرموت خروج مسيرات شعبية حاشدة في مؤشر على تحريك ورقة الشارع في سياق الصراع السياسي في اليمن وتصاعد الرفض لممارسات جماعة الإخوان وتيار قطر النافذ داخل الحكومة.

وأكدت مصادر محلية في تعز مشاركة الآلاف من سكان منطقة الحجرية (جنوبي المحافظة) في المسيرة الجماهيرية التي شهدتها مدينة “التربة” وندد المشاركون فيها بمحاولات ميليشيات الحشد الشعبي التابعة للإخوان والمدعومة من قطر جر ريف تعز الجنوبي إلى مربع الصراع الإقليمي وعسكرة المناطق المدنية الآمنة وفرض واقع أمني وسياسي جديد.

وأصدر المشاركون في المسيرة التي انطلقت من مدينة النشمة إلى منطقة العين مقر اللواء الـ35 بيانا تضمّن عددا من المطالب الشعبية لقيادة الشرعية، في مقدمتها استكمال التحقيقات في حادثة اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء الـ35 مدرع الذي تشير معلومات إلى تورط شخصيات إخوانية نافذة في تصفيته.

وعبر البيان الصادر عن المسيرة عن رفض أبناء “الحجرية” (ريف تعز الجنوبي) كل أعمال التحشيد المسلحة من قبل ميليشيات الحشد الشعبي التابعة للإخوان والممولة من قطر “تحت غطاء الجيش”.

وحذر البيان من أن حالة “السلم الأهلي وأمن واستقرار ريف تعز الجنوبي (الحجرية) على مشارف انهيار مريع جراء مخططات ينفذها تجار حروب غير مكترثين بمخاطر تصرفاتهم الرعناء تجاه أهالي وسكان هذه المناطق ذات الكثافة السكانية العالية”.

وطالب البيان قيادة الشرعية “بإزالة كل الاستحداثات العسكرية والميليشياوية في ريف تعز الجنوبي (الحجرية) بما فيها الاستحداثات في مسرح عمليات اللواء الـ35 مدرع في جبل صبران والبيرين والراهش، والامتثال لتوجيهات محافظ المحافظة، واحترام قرارات السلطة المحلية”.

كما طالب مؤسسة الرئاسة والحكومة بتشكيل لجنة للتحقيق مع القيادات العسكرية والأمنية التي يثبت تورطها في “فتح معسكرات الألوية كمراكز تدريب لميليشيات مسلحة لا تتبع مؤسسات الدولة بل تتبع وتوالي أجندات خارجية معادية للشرعية”، في إشارة للميليشيات الإخوانية المدعومة من قطر بقيادة حمود المخلافي.

وعبّر المشاركون في المسيرة عن تأييدهم لموقف ضبّاط اللواء الـ35 مدرع الرافض لتعيين قائد جديد للواء موال لجماعة الإخوان وتيار قطر، وطالبوا الرئيس عبدربه منصور هادي بإعادة النظر في القرار.

وفي تطور جديد أكدت مصادر محلية في منطقة “التربة” جنوبي تعز اندلاع مواجهات مسلحة بعد انتهاء المسيرة، بين ميليشيات الإخوان وقوات اللواء الـ35 مدرع.

وأشارت المصادر إلى أنّ المواجهات بدأت في أعقاب هجوم شنته ميليشيات الإخوان على إحدى النقاط التابعة للواء الـ35، في محاولة لصرف الأنظار عن الحراك الشعبي المناوئ للإخوان في المنطقة.

وفي تصريح حول دلالات الدعوة التي أطلقها الحراك الشعبي لريف تعز لخروج المسيرة الشعبية، وصف الباحث السياسي اليمني أحمد النويهي هذا الحراك بأنه الامتداد الشعبي لساحة الاعتصام التي تأسست بعد اغتيال العميد عدنان الحمادي قائد اللواء الـ35 مدرع، بوصفه حراكا شعبيا مدنيا، عبّر من خلال التظاهرة عن موقف الاحزاب السياسية والمكونات والشخصيات الاجتماعية الرافض لعسكرة “الحجرية”.

وأشار النويهي إلى أن هذا الحراك الشعبي يحمل في طياته العديد من الأهداف التي يرجى أن تحقق الحد الأدنى منها والمتمثلة في “الضغط الشعبي على السلطة العليا ممثلة بالرئيس والحكومة والبرلمان، لتجنيب المنطقة ويلات حرب أهلية تسعى لها أطراف نافذة في محافظة تعز ومحورها العسكري، ورفض سياسة “المشلنة” التي يسعى لتكريسها محور تعز العسكري والسلطة الموازية للسلطة المحلية ومحاولة فرض وصاية حزبية على المنطقة وعلى اللواء الـ35 مدرع نواة الجيش الوطني في تعز”.

وحذّر النويهي من محاولة إنشاء عقيدة عسكرية جديدة للجيش الوطني، وما يتبع ذلك من ممارسات من بينها فتح معسكرات خارج سلطة الجيش، وفتح باب التبرّعات للجهاد الأصولي ضد الجنوب بينما الميليشيا الحوثية شمال المحافظة على بعد كيلومتر واحد غرباً ونصف كيلومتر شرقاً وشمالاً إذ تتخذ الميليشيا الحوثية من مواقع اللواء الـ22 ميكا متارس لحمايتها”.

وشهدت تعز خلال الأيام الماضية ما وصفه مراقبون وناشطون سياسيون بالانقلاب الصامت من قبل جماعة الإخوان وتيار قطر النافذ في المحافظة، حيث أقدمت عناصر مسلحة تنتمي للجيش وتدين بالولاء للإخوان على إغلاق البنك المركزي في تعز واقتحام وإغلاق مبنى ديوان المحافظة وطرد موظفيه وتخريب موجوداته، ردا على رفض المحافظ نبيل شمسان لمطالب الإخوان بتخصيص نصف موارد المحافظة لقيادة المحور العسكري التابع لهم، وشرعنة الهجوم على مدينة التربة واللواء الـ35 مدرع.

وفي اتجاه مواز شهدت مدينة المكلاّ مركز محافظة حضرموت واحدة من أكبر التظاهرات الشعبية تلبية لدعوة المجلس الانتقالي الجنوبي وتأييدا للإدارة الذاتية والتنديد بالسياسات التي تنتهجها بعض قيادات “الشرعية” الموالية للإخوان وقطر والتي تنتهج سياسة عدائية تجاه الجنوب باستهداف قوات النخبة الحضرمية، وقطع رواتب المنتسبين للأحزمة الأمنية والنخب وقوات المقاومة الجنوبية.

واعتبر مراقبون التظاهرة الحاشدة ردّا على محاولات “تفريخ” مكونات جنوبية موالية لجماعة الإخوان وتقديمها كقوى فاعلة على الأرض في سياق سياسة ممنهجة لاستهداف المجلس الانتقالي الجنوبي.

وفي تعليقه على خبر وصول وفد حضرموت للمشاركة في مشاورات تشكيل الحكومة القادمة بناء على اتفاق الرياض، وصف الباحث السياسي اليمني حسين لقور بن عيدان هذه الأنشطة بأنها تندرج في إطار محاولات شق الصف الجنوبي التي لم تتوقف منذ اجتياح الجنوب في 1994.

وقال بن عيدان في تصريح لصحيفة العرب الدولية إن كل المحاولات من هذا النوع لم تسفر إلا عن رفع حدة المواجهة مع الحراك الجنوبي خلال مسيرته وحتى اليوم، مشيرا إلى أن محاولات تكرار ذات المشهد اليوم تعبير عن فشل في قراءة التحولات والواقع الجديد على الأرض حيث بات التمثيل محكوما بالثقل في الشارع والقدرة على تحريك الجماهير التي هي من تحدد حجم القوى الفاعلة على الأرض.