أنشطة الدوحة التخريبية..

تقرير: "مؤسسات قطر الخيرية".. نشر الأجندة الإرهابية في المنطقة

تميم بن حمد

الدوحة

ظلت قطر لسنوات تمول الإرهاب في العديد من مناطق العالم وخصوصا في الدول العربية، عبر أذرع وقنوات ومؤسسات وغيرها، تحت ظل العمل الخيري، فأصبحت المؤسسات الخيرية القطرية ذراعاً خفياً للنظام، يمتد للعبث باستقرار المنطقة، ونشر الخراب والدمار فيها.

ووفقاً لتقرير كتبه الصحافي المتخصص في مجال مكافحة الإرهاب صلاح الدين شعيب شودري، فتركزت أنشطة الدوحة التخريبية من خلال المؤسسات الخيرية الخفية المتورطة في تمويل الإرهاب، والتي نشطت في عدة إماكن وإحداثيات، وهو ما دفع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (الإمارات، والسعودية، والبحرين، ومصر)، إلى قطع العلاقات مع الإمارة عام 2017.


وعرض شودري في تقريره الذي نشر عبر موقع "بليتز" الإخباري، عدة مؤسسات تعمل من أجل نشر هذه الأجندة الإرهابية، ذاكراً ضمنها:

مؤسسة راف
تمول المتطرفين في سوريا والسودان وليبيا وشمال مالي، برئاسة شقيق أمير قطر ثاني بن عبد اللاه آل ثاني، ولها علاقات وطيدة مع تركيا، وأنفقت نحو 37 مليون دولار من أجل العمليات التخريبة في السودان.

تعمل على دعم الجماعات المتشددة مثل القاعدة وبوكو حرام الموالية لتنظيم داعش الإرهابي، والانفصاليين الطوارق، وحركة التوحيد والجهاد الإرهابية في أفريقيا.


وبحسب تقارير إخبارية، شيدت المؤسسة عدداً من المدارس في 10 دول أفريقية خلال السنوات القليلة الماضية بتكلفة إجمالية بلغت 13.4 مليون ريال قطري، في وقت أعلنت فيه مؤسسة "قطر الخيرية" المدرجة ضمن قائمة الإرهاب عن خطتها الجديدة التى تشمل مشاريع مياه وكفالات أيتام وبناء مراكز ثقافية ومساجد، بتكلفة إجمالية تصل إلى 30 مليون ريال قطرى.

مؤسسة الإحسان الخيرية
بدأت عملها في يونيو (حزيران) من عام 2017، برئاسة عبدالله اليزيدي، وبالتعاون مع مؤسسة قطر الخيرية لتنفيذ مشاريع في اليمن، وفقاً لتقارير صادرة عن الجمعية الخيرية اليمنية. وعمدت إلى التوغل في اليمن لدعم ميليشيا الحوثي الموالية لإيران تحت غطاء الإغاثة.


وفي يوليو (تمو) 2017، أعلنت جمعية الإحسان المؤسسات القطرية "راف" ومؤسسة "عيد" الخيرية و"قطر الخيرية" كشركاء لها في التنمية على موقعها الإلكتروني لزيادة انتشارها.

كما تعاونت جمعية الإحسان مع مؤسسة الرحمة الخيرية في حضرموت، والتي تعتبر واجهة للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، بحسب تقرير للحكومة الأمريكية.

مؤسسة الشيخ عيد الخيرية
ذراع قطر الخفية في أوروبا، اتُهمت بدعم الإرهاب من قبل وكالة الإيرادات الكندية، وفي 2016 فازت بعقود بناء 335 مسجداً في 17 دولة.

في عام 2011، تبرعت "عيد الخيرية" بمبلغ 385 ألف ريال قطري (حوالي 1.4 مليون دولار) لشراء مركز دار التوحيد الإسلامي ومدرسة الصفا والمروة الإسلامية في مدينة ميسيسوغا الكندية.


استضافة إرهابيين
وبعد خمس سنوات، في يناير (كانون الثاني) 2016، ذهب إبراهيم هندي، وهو إمام مركز دار التوحيد الإسلامي، المعروف بدعمه العلني للمتطرفين والإرهابيين، إلى قطر في مهمة لجمع التبرعات.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، استضافت قطر الشيخ نشأت أحمد، المطلوب في مصر على ذمة قضايا إرهابية والذي تم اعتقاله في مصر لحثه على دعم "المجاهدين"، كما أنه برر هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).


وتستضيف قطر العديد من الإرهابيين الآخرين المدرجين على قوائم الإرهاب سواء العالمية أو تلك التي أعلنت عنها دول المقاطعة.

جمعية قطر الخيرية
يقول التقرير، إن الجمعية أعلنت أن رسالتها "المشاركة في الحفاظ على الثقافة الإسلامية من خلال بناء المساجد"، وتأسّست عام 1992 في قطر، والمنتشرة في أكثر من 70 دولة، ليست إلا أداة تستغلها السلطات القطرية لنشر الإرهاب على نطاق أوسع في المنطقة والعالم، ودعم جماعة الإخوان الإرهابية، وإيران، وتركيا، والجماعات الإرهابية الإسلامية المتطرفة في العالم.

وبحسب تصريح سابق لمدير "برنامج التطرّف" في جامعة جورج واشنطن لورنزو فيدينو، فإن "هناك جهوداً مبذولة من القطريين لتمويل شبكات الإخوان في أوروبا بشكل كبير ومبالغ كبيرة، عبر جمعيات خيرية". ويؤكّد فردينو وقوف الإخوان وراء جميع المشاريع الممولة من "قطر الخيرية"، مستنداً إلى وثيقة يدعو فيها داعية الفتنة يوسف القرضاوي إلى دعم مشروع لبناء مسجد في ميلان في إيطاليا.


والقرضاوي يعتبر أبرز شيوخ الإخوان، بعدما نفي إلى قطر التي حضنته ودعمته وقدّمت له الدعم المادي والإعلامي عبر قناة "الجزيرة"، والتي هي أيضاً منبر إعلامي لنشر الإرهاب والخراب في المنطقة والعالم. 

تعاون قطري تركي
وبحسب التقرير، في يناير (كانون الثاني)، كشفت دعوى قضائية أقامها ماثيو شراير، المصور الصحافي الأمريكي الذي احتجزته الجماعات الإرهابية كرهينة في سوريا لمدة 211 يوماً، ضد كيانين قطريين، بتهم تتعلق بصلاتهما مع منظمة الإغاثة الإنسانية التركية IHH المثيرة للجدل، وهي منظمة تعني بمساعدة "الجهاديين" في سوريا، بما في ذلك عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي.


وتعرف هذه المؤسسة بأنها أداة تابعة لوكالة المخابرات التركية، وتخضع للمراقبة من قبل الشرطة التركية. وقد اتُهمت بتهريب أسلحة إلى الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة في سوريا. كما تم استخدمت في نقل جرحى تنظيم داعش في العراق وسوريا، ومقاتلي القاعدة بواسطة سيارات الإسعاف من سوريا إلى تركيا.

مصرف قطر الإسلامي
ويضيف التقرير، أن الصحافي شراير رفع أيضاً دعوى قضائية بموجب قانون مكافحة الإرهاب ضد مصرف قطر الإسلامي (QIB) في يناير (كانون الثاني) قال فيها إن الجماعات الجهادية المرتبطة بالقاعدة السورية مثل جبهة النصرة وأحرار الشام "استخدمت شبكة دولية من الجهات المانحة والجمعيات الخيرية لتمويل أنشطتها الإرهابية، وأن المصرف قدم خدمات مالية لهؤلاء المتبرعين ودعماً مالياً للجمعيات الخيرية المرتبطة بها ضمنها جمعية قطر الخيرية". 


كما زعمت الدعوى أن المنظمة الخيرية التركية و"قطر الخيرية" أقامتا شراكة "لدعم الجبهة الإسلامية السورية وأحرار الشام، من خلال دعم المستشفيات الميدانية لعلاج وتقديم الخدمات غير الطبية للجرحى"

يذكر أن الصحافي شراير، اختطف من قبل جبهة النصرة، بعد ثمانية عشر يوماً من وصوله إلى سوريا لتغطية الحرب الأهلية في المنطقة بين حلب والحدود التركية، أواخر يناير (كانون الأول) 2012.

واحتجزته المجموعة الإرهابية كرهينة وضربته وعذبته أجبرته على رؤية وسماع تعذيب السجناء الآخرين ومنعت عنه الماء والطعام بشكل دوري، ثم سلمته إلى جماعة أحرار الشام الحليفة لمدة 46 يوماً من التعذيب الإضافي.


دور أردوغان
ولفت الكاتب إلى تقرير استخباراتي نشره موقع "نورديك مونيتور" يتحدث حول "جماعة بن علي الليبية الجهادية"، التي كانت تنفذ أنشطتها غير القانونية بمساعدة القائم بأعمال رئيس منظمة IHH الخيرية التركية حسين أوروتش، ومنسقها في جنوب وشرق الأناضول صلاح الدين أوزر. وبحسب التقرير، تحركت جماعة بن علي بين تركيا وسوريا لتقديم دعم لوجستي وشراء أسلحة ونقل مقاتلين جرحى لتنظيمات إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة في سوريا.

كما حققت الشرطة التركية في صلات منظمة IHH بجمعية قطر الخيرية، لكن الرئيس رجب طيب أردوغان أوقف القضية في عام 2014. ووفقاً للتحقيق في خلايا القاعدة في تركيا، فإن إبراهيم شين (37 عاماً)، وهو إرهابي مدان من القاعدة تم اعتقاله في باكستان بشأن صلات مزعومة بالقاعدة وتم نقله إلى غوانتانامو، حيث ظل محتجزًا حتى عام 2005، كان يدير حملة تجنيد وتهريب بين تركيا وسوريا ويستغل منظمة IHH لتغطية شبكته.


صلات مشتركة
وكشف التحقيق عن صلات قطر الخيرية بمكاتب هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية IHH في المحافظات التركية المتاخمة لسوريا وإيران، والتي كانت تستخدمها شبكة شين في ذلك الوقت.

وبسبب غطاءه السياسي من الحكومة، نفذ شين من المشاكل القانونية، لكنه تم القبض عليه في يناير (كانون الثاني) 2014 ووجهت إليه لائحة اتهام في أكتوبر (تشرين الأول) 2014، إلا أنه ترك الجلسة الأولى للمحاكمة في أكتوبر (تشرين الأول) 2014. ثم فصل ضباط الشرطة التركية الذين كانوا مسؤولين عن قضيته، وتم التستر على التحقيق.

----------------------------------

المصدر| 24