العالم يندد بهجمات "نيس الفرنسية"..
تقرير: الإخوان في مرمى الصحافة.. الإرهاب المجنون لا يمثل الإسلام
فتحت الصحافة العربية النار على تنظيم الإخوان الإرهابي، مؤكدة ان ما تقوم به فروع التنظيم الدولي، هو تحريض يستهدف الاسلام أولاً، فيما توالت التنديدات الدولية باعتداء ارهابي وقع الخميس وأدى إلى مقتل 3 أشخاص وجرح آخرين في كنيسة نوتردام في نيس جنوب فرنسا والذي فتحت نيابة مكافحة الإرهاب الفرنسية تحقيقاً فيه.
وعبر العالم عن استنكاره للهجوم، وتضامنه مع الشعب الفرنسي جراء هذه الاعتداءات الارهابية التي لا تمثل الاسلام في شيء.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "قلوبنا مع شعب فرنسا. أمريكا تقف مع أقدم حليف لنا في هذه المعركة".
وأضاف "يجب أن تنتهي فوراً هذه الاعتداءات الإرهابية المتطرفة" معتبراً أنه "لم يعد بامكان أي دولة، سواء كانت فرنسا أو غيرها، أن تتسامح مع الإرهاب!".
ودان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "بشدة الاعتداء المقيت"، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك من نيويورك.
وقال المتحدث في مؤتمر صحافي يومي إن غوتيريش "يجدد التأكيد على تضامن الأمم المتحدة مع شعب وحكومة فرنسا" في هذه المحنة.
ودان قادة الاتحاد الأوروبي الاعتداء وحضوا العالم على "العمل باتّجاه الحوار وتحقيق التفاهم بين المجتمعات والأديان عوضا عن الانقسام"، في وقت تشهد دول ذات غالبية مسلمة تحركات احتجاجية غاضبة ضد فرنسا بسبب نشر رسوم تجسد النبي محمد.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي الأوروبيين إلى "الاتحاد ضد العنف وضد الذين يسعون إلى التحريض ونشر الكراهية".
وصلى البابا فرنسيس من أجل الضحايا في وقت قال الفاتيكان إنه "لا يمكن إطلاقا القبول بالإرهاب والعنف".
وأفاد المتحدث باسم الفاتيكان ماتيو بروني أن "اعتداء اليوم زرع الموت في مكان للحب والسلوان. البابا مطلع على الوضع وعلى تواصل مع المجتمع الكاثوليكي المفجوع".
وحض الحبر الأعظم الشعب الفرنسي "للوقوف صفا واحدا لمواجهة الشر بالخير".
ورأى مؤتمر أساقفة فرنسا أنّ الهجوم عمل "لا يوصف"، وأعرب عن أمله في "ألا يصبح المسيحيون هدفا للقتل".
وقال الأب هوغ دي ووليمون المتحدث باسم المركز "تأثرنا للغاية وصدمنا بهذا النوع من الأعمال التي لا توصف"، بعد الهجوم الذي وقع في مدينة نيس بجنوب شرق فرنسا.
وأضاف أن "هناك حاجة ملحة لمكافحة هذه الآفة التي هي الإرهاب، بالضرورة الملحة نفسها لبناء أخوة في بلدنا بطريقة ملموسة".
وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وقوف ألمانيا إلى جانب فرنسا بعد الهجوم "الوحشي".
وقالت في تغريدة نشرها المتحدث باسمها شتيفان زايبرت "أشعر بصدمة كبيرة إزاء عمليات القتل الوحشية في الكنيسة في نيس. أفكاري مع أقارب القتلى والجرحى. ألمانيا تقف مع فرنسا في هذا الوقت الصعب".
ودان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي "الهجوم الشائن"، مؤكداً أنه "لن يزعزع الجبهة الموحدة للدفاع عن قيم الحرية والسلام".
وأضاف في تغريدة "قناعاتنا أقوى من التعصب والكراهية والإرهاب".
قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز "نواصل الدفاع عن الحرية وقيمنا الديموقراطية والسلم وأمن مواطنينا. نقف في صف واحد ضد الإرهاب والكراهية".
ومن جانبه، تعهّد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جوسنون بالوقوف إلى جانب فرنسا في حربها ضد التطرف.
وقال في تغريدة باللغتين الانكليزية والفرنسية "أشعر بالفزع حيال سماعي الأنباء الواردة من نيس هذا الصباح بشأن هجوم همجي على كنيسة نوتردام".
وأضاف "نتضامن مع الضحايا وعائلاتهم وتقف المملكة المتحدة بثبات مع فرنسا ضد الإرهاب وعدم التسامح".
وبدورها، أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان عن "إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها الشديدين للهجوم الإرهابي".
وأكدت "رفض المملكة القاطع لمثل هذه الأعمال المتطرفة التي تتنافى مع جميع الديانات والمعتقدات الإنسانية والفطرة الإنسانية السليمة".
أعلنت وزارة الخارجية المصرية "وقوفها مع (...) فرنسا في مواجهة هذا الحادث البغيض".
كما ندد إمام الأزهر أحمد الطيب بالاعتداء الذي يعكس "أعمالا إرهابية بغيضة" تتنافى "وتعاليم الإسلام".
كما دانت تركيا "بشدة" الهجوم "الوحشي"، الذي جاء في ظل التوتر الكبير بين أنقرة وباريس على خلفية تصريحات أدلى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا وعبّر فيها عن دعمه لحرية تصوير النبي محمد في رسوم كاريكاتورية.
وأعلنت وزارة الخارجية التركية في بيان "ندين بشدة الهجوم الذي نفذ اليوم داخل كنيسة نوتردام في نيس (...) ونقدم تعازينا لأقارب الضحايا".
وأضافت "من الواضح أن الذين ارتكبوا مثل هذا الهجوم الوحشي في مكان مقدس للعبادة لا يمكن ان تكون لديهم اي قيم دينية أو إنسانية أو اخلاقية"، مؤكدة "تضامنها مع الشعب الفرنسي في مواجهة الارهاب والعنف".
ودانت إيران بشدة الاعتداء "الارهابي"، داعية عبر وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى وضع حد لـ"الاستفزازات البشعة".
وقال ظريف "هذه الحلقة المفرغة المتصاعدة- خطاب الكراهية، الاستفزازات والعنف- يجب أن يحل بدلا منها المنطق والتعقل"، مشدداً على ضرورة "أن نقرّ بأن التطرف لا يجرّ إلا المزيد من التطرف، والسلام لا يمكن أن يتحقق بالاستفزازات البشعة".
وفي تونس، أعربت وزارة الخارجية عن إدانتها "الحادثة الإرهابية"، وأضافت في بيان "إذ تؤكد تونس رفضها التام لكافة أشكال الإرهاب (..) تحذر من مغبة المضي قدما في التوظيف الأيديولوجي والسياسي للمقدسات والاديان وربطها بالإرهاب". ودعت الى "ضرورة إبعاد الدين عن هذه الآفة".
ومن جانبه، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون "وقوف لبنان إلى جانب فرنسا في هذه المحنة المستجدة"، فيما غرّد رئيس الوزراء المكلف تشكيل حكومة جديدة سعد الحريري "جميع المسلمين مدعوون لنبذ هذا العمل المجرم الذي لا يمت للاسلام ولا للنبي (..) بأي صلة".
لا يفارق شبح الإرهاب الجمهورية الفرنسية منذ الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو، وأخيراً تصاعد التوتر والجدل داخل المجتمع الفرنسي حول التطرف ودعم الجماعات الإرهابية من جانب دول سمّتها الحكومة الفرنسية خلال أكثر من مناسبة أنها تركيا وأردوغان وزمرته الحاكمة.
وبحسب صحف عربية صادرة الجمعة، فإن المتهم الأول "سياسياً" عن خلق التحريض والتشجيع على الجنون ضد فرنسا، هو خطاب الكراهية الذي تبناه الرئيس التركي الشعبوي، رجب طيب أردوغان، في حين يحتاج التعامل مع ملف الإساءة للرسول إلى التفكير في أبعاد الأزمة التي تثار بين الحين والآخر، وفي حالات كثيرة دون مناسبة سوى من أجل تحقيق أهداف لبعض السياسيين.
وتناولت صحيفة "العرب" اللندنية حالة الصدام السياسي العنيف بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يواجه ضغوطاً سياسية واقتصادية داخلية وخارجية قبل أن تظهر أزمة الإساءة إلى النبي في فرنسا، وقتل المدرس الفرنسي، صامويل باتي، من قبل طالب شيشاني لأنه أساء إلى الرسول. حيث استغل أردوغان ومن يتبعه من تيارات الإسلام السياسي الحادثة ليحوّل خلافه الشخصي مع ماكرون لتوريط كل المسلمين في الأزمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن رد أردوغان جاء بطريقة همجية لبث خطاب سياسي "متطرف" باسم الإسلام، وأفضل طريقة لتشتيت جهود الحكومات والتنظيمات الإسلامية وبما أن السعودية هي الدولة التي تقف لأردوغان بالمرصاد في مشاريعه السياسية في العالم العربي، استطاع السعوديون أن يضغطوا على غطرسته السياسية في الإقليم من خلال مقاطعتهم للمنتجات التركية.
ونبهت الصحيفة إلى أن الحكومة السعودية استنكرت الرسوم المسيئة للرسول، وأدانت كل الأعمال الإرهابية، طالبت أن تكون حرية التعبير مرفقة بإيجاد بيئة للتعايش والسلام. جاء موقف هيئة كبار العلماء واضحاً. معتبرة أن الإساءة للرسل والأنبياء لن تضرها بقدر ما تخدم مصالح المتطرفين، ومنهم بكل تأكيد من يمثلون تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسهم تنظيم "الإخوان المسلمين" الذي يجسده في هذه الأوقات مشروع الخلافة العثمانية بقيادة أردوغان، الذي اعتدنا منه فهلوته في توظيف كل ما هو ديني وإسلامي لخدمة أجندته السياسية.
من جانبها تحدثت صحيفة "البيان" الإماراتية عن معركة فرنسا وجهودها في مكافحة الإرهاب ومطالبات الأحزاب ومنظمات معنية منح السلطات الأمنية صلاحيات أوسع للتصدي لهذه الآفة وحماية البلاد من خطر التطرف بشقيه "المتشدد"، و"اليميني المتطرف" الذي تفشى خلال السنوات الخمس الأخيرة وكان حصيلتها 22 عملية إرهابية تم تنفيذها بالفعل، و31 عملية تم إحباطها قبل التنفيذ.
وذكرت الصحيفة أنه خلال الـ5 أعوام الأخيرة رفعت الشرطة الفرنسية درجات التحذير من خطر التعرض لهجمات إرهابية إلى مرتفعة 8 مرات خلال مناسبات واحتفالات رسمية، كما رفعتها إلى مرتفع جداً 12 مرة أغلبها نتيجة توافر معلومات حول تنفيذ عمليات إرهابية، ونجحت هذه الإجراءات في تفكيك 6 شبكات إرهابية قبل تنفيذ عملياتها.
وأكدت الصحيفة أن جهود الحكومة الفرنسية لم تتوقف ضد تغلغل الجماعات المتطرفة بكافة أنواعها، ومحاربة "الراديكالية" و "التطرف" كاقضايا اجتماعية وليست دينية، تكفل حرية العبادة لكنها في الوقت ذاته تواجه الأفكار المتطرفة "مسيحية" أو "إسلامية" وتضمن التعايش والتسامح داخل المجتمع، وتؤمّن الفرنسيين من مخاطر الأفكار المتطرفة.
في صحيفة "الشرق الأوسط" نبه الكاتب مشاري الذايدي من خطورة الرئيس التركي أردوغان وكيف أنه يدير ماكينة إعلامية عالمية، ويلتف حوله، في سلوك صوفي ودروشة سياسية، جموع من جماهير "الإخوان المسلمين" في أنحاء العالم، يكتب الأكاذيب ويبث دعاياته في "عوام" المسلمين في شتى الأصقاع، خاصة مع فاعلية النشر والبث والترويج للماكينات الإخوانية وشبه الإخوانية، سيما بين الشعوب التركية وغير العربية.
وقال "لا حاجة لنا لتكرار القول بأنه لا يوجد مسلم يرضى الإساءة لجوهر دينه، هذا طبعاً مرفوض ولسنا بحاجة لأردوغان لنعرف عظمة تاريخنا ونبل ديننا، ولكن سبب غضب أردوغان على ماكرون وفرنسا، ليس رسومات كاريكاتير "هي جزء من الثقافة الفرنسية أعجبنا أم لا" والرد عليها يكون بالحجة والبيان والسلوك القويم أيضاً، لكن غضب السلطان التركي "الحقيقي" هو مواقف فرنسا ضده في ليبيا وسوريا وأرمينيا والبحر الأبيض المتوسط، هذا هو السبب الحقيقي، والباقي تسويغات شعبوية.
وأشار إلى ان غضب "الإخوان وأتباعهم وأشباههم، وزعيمهم أردوغان، زاد بعدما قررت الإدارة الفرنسية بدء المواجهة مع جماعات الإخوان وأشباههم، فكانت النتيجة كل هذا الجو المحموم وبموازاة ذلك قبضت الشرطة السعودية على رجل هاجم حارس القنصلية الفرنسية بمدينة جدة غرب البلاد، بعدما هاجم بخنجر حارس القنصلية الفرنسية.. فهل جاء كل ذلك قبيل المصادفة؟!.
وأوضح أن هناك حالة "تهييج عالمية وتجهيز مناخ عدواني بذريعة الرسوم المسيئة للإسلام، ثم تحريف كلام الرئيس الفرنسي ماكرون الذي كان يتحدث عن المتطرفين الفكريين الإسلاميين وليس عن دين الإسلام نفسه أو بقية المليارين من مسلمي الكرة الأرضية. وفي الجهة المقابلة سارعت أصوات مسلمة مهمة لتبرئة الإسلام من خبائث "الإخوان" والمتطرفين وأردوغان، وغيرهم من شعبويي الساسة المسلمين من جهلة المسلمين، الذين لا يمثلون حضارة وتاريخ المسلمين وهذا الجنون الإخواني الأردوغاني ليس باسم المسلمين إذن".
--------------------
المصادر| 24 – وكالات – صحف عربية