وضعت ضغطًا هائلًا على البنية التحتية والخدمات العامة المحدودة..

دراسة بحثية: وصول الحوثيين إلى مأرب سيؤدي إلى كارثة جديدة

مأرب الغنية بالنفط تحولت إلى معقل للحكومة مزدهر ومستقر نسبيًا

صنعاء

حذرت دراسة بحثية حديثة، من خطر أكبر يهدد مدينة مأرب، مع تقدم مليشيات الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، نحوها، كونها تمثّل المعقل الأخير للشرعية في شمال اليمن.

وقالت دراسة مشتركة، صادرة عن مركزي "صنعاء للدراسات الاستراتيجية" و"أكسفورد للأبحاث" إن وصول الحوثيين إلى مأرب ومحيطها سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة، نظرًا لأن المحافظة موطن لأكثر من مليوني نازح.

وتقول السلطة المحلية في مأرب، إن المحافظة استقبلت 1.35 مليون نازح، أي ثلاثة أضعاف عدد سكانها قبل الحرب والذي يُقدر بـ411 ألف نسمة، وجاء معظمهم من صنعاء وعمران وذمار والحديدة والجوف وإب وتعز وحَجة.

ورأت الدراسة أنه في حال سيطر الحوثيون على مأرب، فإن الحكومة ستخسر المدينة التي أصبحت من أهم المراكز السياسية والعسكرية داخل البلاد، كما ستخسر السعودية المنطقة التي تمثل خط دفاع في وجه المزيد من الهجمات الحوثية على حدودها مع اليمن.

وذكرت أن مأرب التي يتمركز فيها أكبر عدد من القوات الموالية للحكومة تعد بمثابة حائط يمنع الحوثيين من التقدم نحو محافظتي حضرموت وشبوة الغنيتين بالنفط، كما يمكن من خلالها استعادة العاصمة صنعاء.

ووفق الدراسة فإن الهجوم سيدمر المواقع التراثية والمنشآت النفطية، وسيكون له تداعيات جدية على جميع أنحاء البلاد بالنظر إلى أنها المصدر المحلي الوحيد لغاز الطبخ في اليمن.

وتواصل مليشيا الحوثي هجماتها على مارب من جنوب المحافظة وسيطرت على مديرية رحبة وماهلية كما تقدمت المليشيا من جبهة صرواح غرب المحافظة وتقدمت في مديريتي مجزر ومدغل، واليوم الخميس يحاول الحوثيون الوصول إلى معسكر كنايس على حدود مأرب والجوف، وقاعدة رويك العسكرية في مأرب، شمال مصفاة صافر للنفط.

وقال مسؤولان حكوميان يمنيان أُجريت معهما مقابلات إن الحوثيين هددوا بعد استيلائهم على مدينة الحزم أواخر فبراير، بإلغاء الهدنة على الحدود واستئناف الضربات الجوية داخل الأراضي السعودية إذا استمرت المملكة في تقديم الدعم الجوي للقوات الحكومية والقبائل في مأرب، وهي شروط رفضتها الرياض.

وبحسب الدراسة التي قدمت معلومات واسعة عن البنية الاجتماعية والتاريخية في المحافظة، فإن العلاقة بين سكان مأرب الأصليين لا تخلو من الخلافات، إلا أنهم وضعوها جانبًا ووحدوا صفوفهم للدفاع عن أراضي المحافظة ضد توغل الحوثيين، ولعبت القبائل دورًا هامًا في قتال الحوثيين على أربع جبهات.

وسمح صد القوات الحكومية والقبائل هجوم الحوثيين الأول على مدينة مأرب في تحقيق هدوء نسبي، ما سمح لتحقيق العديد من النجاحات.

أما على الصعيدين السياسي والاجتماعي، بحسب الدراسة عزز التوافق العام بين سكان مأرب السلطة المحلية وسمح للحكومة المركزية باستخدام مدينة مأرب كعاصمة ثانية لإدارة شؤونها في الشمال وشن عمليات عسكرية منها.

وأشارت الدراسة إلى أن محافظة مأرب الغنية بالنفط تحولت إلى معقل للحكومة مزدهر ومستقر نسبيًا، لكن الزيادة المتسارعة في عدد السكان وضعت ضغطًا هائلًا على البنية التحتية والخدمات العامة المحدودة، كما برزت مشكلة السكن كتحد كبير.