قرقاش: اردوغان ينشر أيديولوجية الإخوان المسلمين دوليا..
تقرير: الإمارات تدعم فرنسا وترفض تبرير الارهاب وتسييس قدسية النبي
رفضت الامارات الهجمات التي طالت الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بسبب موقفه من رسوم كاريكاتورية اعتبرت مسيئة للنبي محمد، كما رفضت تبرير الارهاب وتسييس قدسية النبي.
وتعيش فرنسا حالة من الصدمة بعد قطع رأس مدرّس ومقتل ثلاثة أشخاص داخل كنيسة، في اعتداءين وقعا على خلفية إعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد تعتبر مسيئة للإسلام عبر صحيفة شارلي إيبدو الساخرة التي هاجم إسلاميون متطرّفون مقرّها في العام 2015.
واستبعد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت الألمانيّة" الإثنين، فكرة أن يكون ماكرون عبّر عن رغبة في إقصاء المسلمين.
وقال قرقاش بحسب ما نقلت عنه الصحيفة الألمانية "يجب الاستماع إلى ما قاله ماكرون فعلاً في خطابه. هو لا يريد عزل المسلمين في الغرب، وهو محقّ تماماً".
وأضاف الوزير الإماراتي أنّه يجب على المسلمين أن يندمجوا بشكل أفضل، وأنّه من حقّ الدولة الفرنسية البحث عن طرق لتحقيق ذلك بالتوازي مع مكافحة التطرّف والانغلاق المجتمعي.
بمجرّد أن يرى إردوغان ثغرة أو نقطة ضعف، فإنّه يستخدمها لزيادة نفوذه. ولا يُبدي استعداداً للتفاوض إلا عندما نُبيّن له الخطّ الأحمر
وطالب قرقاش أوروبا بالتصدي إلى مساعي تركيا نحو التوسع الإقليمي، قائلا إن "ماكرون أحد السياسيين الأوروبيين القلائل الذين يعارضون علنا التوسع الإقليمي لتركيا وأوروبا بحاجة إلى موقف موحد تجاه تركيا. حيثما يرى أردوغان ثغرات أو نقاط ضعف، فإنه يستغلها لصالح نفوذه. إذا تم وضع خطوط حمراء له، حينها سيكون مستعدا للتفاوض".
وذكر قرقاش أن مشروع أردوغان الأيديولوجي يرتبط ارتباطا وثيقا بهذا التوسع، موضحا أن هذا المشروع إسلامي، مضيفا إن "الرئيس التركي اردوغان ينشر أيديولوجية الإخوان المسلمين دوليا. إنها من ناحية أيديولوجيته الخاصة، ولكنها من ناحية أخرى أداة لكسب النفوذ. لا يمكن فصل ذلك عن ذاك".
وأشار قرقاش إلى التدخل العسكري التركي الواسع، حيث يقوم آلاف الجنود الأتراك بعمليات في شمال العراق ضد ميليشيا حزب العمال الكردستاني، وفي شمال سورية تتواجد قوات تركية وفي ليبيا أيضا، مؤكدا أن "تركيا تتوسع في كل مكان على حساب العرب، لذلك فإننا نعارض هذا الأمر. إذا كانوا يريدون إعادة تأسيس إمبراطوريتهم - فليتفضلوا، و لكن ليس عندنا".
واندلعت احتجاجات مناهضة لفرنسا في بعض الدول الإسلاميّة ردّاً على تصريحات لماكرون دافع فيها عن الحقّ في نشر الرسوم الكاريكاتوريّة باسم حرية التعبير.
وأكّد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لماكرون الأحد رفض بلاده لخطاب الكراهية وتبرير الإرهاب بعد الاعتداءات التي نُسبت لإسلاميين متطرفين.
وعبّر الشيخ محمد بن زايد للرئيس الفرنسي خلال اتصال هاتفي بينهما عن "إدانته الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها فرنسا خلال الفترة الماضية"، مؤكدا أن "هذه الممارسات تتنافى مع تعاليم ومبادئ الأديان السماوية كافة"، بحسب بيان رسمي.
وشدّد على معارضته "خطاب الكراهية الذي يسيء إلى العلاقة بين الشعوب ويؤذي مشاعر الملايين من البشر ويخدم أصحاب الأفكار المتطرفة"، رافضا "بشكل قاطع أي تبرير للإجرام والعنف والإرهاب".
وأشار إلى أن "الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يُمثل قدسية عظيمة لدى المسلمين ولكن ربط هذا الموضوع بالعنف وتسييسه أمر مرفوض".
واعتبر قرقاش أنّه بمجرّد أن يرى الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان "ثغرة أو نقطة ضعف، فإنّه يستخدمها لزيادة نفوذه. وهو لا يُبدي استعداداً للتفاوض إلا عندما نُبيّن له الخطّ الأحمر".
والسبت قال الرئيس الفرنسي في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية إنه يتفهم أن المسلمين قد "يُصدَمون" جراء نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد لكن الرسوم لا تبرر العنف.
وتتعرّض فرنسا منذ العام 2015 لموجة اعتداءات غير مسبوقة أوقعت نحو 260 قتيلا.
وشهدت مدينة نيس الفرنسية في 14 يوليو/تموز 2016 هجوما خلال الاحتفالات بالعيد الوطني أدى إلى مقتل 86 شخصا. وصدم المهاجم محمد لحويج بوهلال وهو فرنسي تونسي يبلغ من العمر 31 عاما، بشاحنة أطفالا وعائلات كثيرة وسياحا أجانب خلال أربع دقائق، قبل أن ترديه قوات الأمن.