"اليوم الدولي للتسامح"..

تقرير: كيف جسد الجنوبيون معنى التصالح والتسامح الداخلي؟

التصالح والتسامح الجنوبي - ارشيف

مناف الكلدي

الـ16 من نوفمبر (تشرين الثاني)، يصادف اليوم الدولي للتسامح، وهو يوم دعت إليه عام 1996 الجمعية العامة للأمم المتحدة الدول الأعضاء إلى الاحتفال به في 16 تشرين الثاني/نوفمبر، من خلال القيام بأنشطة ملائمة توجه نحو كل من المؤسسات التعليمية وعامة الجمهور.

وأضحى هذا اليوم العالمي مناسبة، تؤكد فيها الشعوب على أهمية التسامح في مواجهة مشاريع التطرف والموت والإرهاب، وقد كان الجنوب صاحب مبادرة كبيرة على مستوى الإقليم، حين أعلن قادته في الـ13 من يناير (كانون الثاني) 2006م، التصالح والتسامح، بعد جهود حثيثة بذلت لسنوات، بدأت في عدن ومرت على أبين ولحج والضالع وحضرموت وشبوة قبل ان تتوج بالإعلان في ذكرى الحرب التي وقعت بين اقطاب الحزب الحاكم في الجنوب حينها منتصف ثمانينات القرن الماضي.

والعام الماضي، قالت مسؤولة الأمم المتحدة الأبرز، في المنظمة المعنية بالتربية والثقافة والعلوم، في رسالة إلى العالم بمناسبة اليوم الدولي للتسامح إنه وفي زمن لا يزال يشهد فيه العالم انفلات زمام التطرف والتعصب و"تواصل فيه الكراهية بث سمومها" فإن التسامح بات "فضيلة لا غنى عنها أكثر من أي وقت مضى".

ودأب الجنوبيون على الاحتفال بذكرى التصالح والتسامح الجنوبي مطلع كل عام، للتأكيد على أهمية تجاوز صراعات الماضي، التي كانت صراعات بفعل عامل خارجي، اذكاء الصراع بين اقطاب الحزب الاشتراكي اليمني.

ويرى قطاع واسع من الجنوبيين ان صراع منتصف الثمانيات من القرن الماضي، كانت بفعل عوامل خارجية بدأت باغتيال الرئيس سالم ربيع علي، وانتهى بأحداث الـ13 من يناير (كانون الثاني)، 1986م.

تلك الصراعات التي لم تكن لتحدث لولا سعي شخصيات يمنية مدعومة من صنعاء، للاستحواذ على السلطة في الجنوب ومحاولة السيطرة على عدن واخضاعها لنفوذ الجمهورية العربية اليمنية، وهو ما تم بعد تلك الاحداث المأساوية بـ4 أعوام، بالسيطرة على كامل ترابط الوطني عقب حرب استمرت.

وشكل يوم التصالح والتسامح الجنوبي يوم الـ13 من يناير (كانون الثاني) 2006م، انطلاقة الحركة الوطنية الجنوبية التي طالبت سلميا باستعادة دولة الجنوب، قبل ان يتم البناء على مداميك هذا المشروع "قوات المقاومة الجنوبية" التي نجحت في تحرير أجزاء واسعة من الجنوب وطرد الاحتلال اليمني، لتحقق انتصارات نوعية ساهمت في إعادة بناء القوات العسكرية الجنوبية التي تم القضاء عليها اثر الانقلاب على مشروع الحدة السلمي في مايو (أيار) 1994م، بالحرب المدمرة في الـ27 من أبريل (نيسان) 1994م.

ويعتقد كثيرون ان هزيمة الجيش الجنوبي، ما كان لها ان تحدث لولا حرب 1986م، لكن الجيش الجنوبي الحالي يمتلك عقيدة وطنية جنوبية، تتجاوز خطاب الحكومة اليمنية التي يتحكم فيها تنظيم الإخوان والتي عادة ما يتم الترويج لها لمحاولة ارباك المشروع الجنوبي الساعي نحو استعادة الدولة السابقة.

وعلى الرغم من الدعم الكبير الذي تقدمه حكومة اليمن المؤقتة لمحاولة احياء صراعات الماضي، الا ان ذلك أحبط بفعل تلاحم الجنوبيين ووقفوهم خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل المفوض شعبيا، والذي يخوض مفاوضات في السعودية لتحقيق تطلعات الشعب الذي فوضه قبل ثلاثة أعوام.