تحسباً لاحتمال تصنيف إدارة ترامب الحوثيين "منظمّة إرهابية"..
"فورين بوليسي": إجلاء أمريكيين من صنعاء إلى عدن أو أديس ابابا
صنعاء
قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية أنّ الموظفين الأمريكيين في الأمم المتحدة وبعض العاملين في المنظمات غير الحكومية تم نقلهم إلى خارج شمال اليمن تحسباً لاحتمال تصنيف إدارة ترامب للمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، كـ "منظمّة إرهابية"، لكنه من غير الواضح إذا ما كان سيتم نقلهم إلى جنوب اليمن أو إثيوبيا، وفقا للمجلة الشهيرة.
وبحسب المجلة، قال مسؤولون مطلعون على القرار إنّ أكثر من 12 أميركيا يعملون في الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الدولية في اليمن نُقلوا مؤقتا إلى خارج الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء. ولم يتضح بعد ما إذا كان قد تم إعادة نشرهم في جنوب اليمن أو في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، أو متى قد يعودون.
وقالت فورين بوليسي، أنّ الأمم المتحدة أرسلت، مساء الاثنين، رسالة عاجلة عبر تطبيق "واتس اب" إلى وكالات الإغاثة تحذّر من أنّه "من المرجح أن يتم تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية الليلة من قبل حكومة الولايات المتحدة.
وتقول المجلة أنّ "الأمم المتحدة تشجّع جميع المواطنين الأمريكيين على مغادرة شمال اليمن، لأنّ التداعيات غير معروفة ".
وقالت رسالة واتس أب: "على الرغم أنّه من غير المرجّح أن يكون صعباً، على سبيل المثال اختطاف يمكن أن يؤدي إلى تقييد الحركة. سيتم وضع قائمة بالراغبين في مغادرة صنعاء إلى عدن أو أديس على متن رحلة الأربعاء".
"الأمم المتحدة قالت أن موظفيها قد يتم نقلهم إلى عدن أو أديس ابابا"
لم يتم تأكيد توقّع الأمم المتحدة بأن التصنيف الأمريكي سيحدث يوم الاثنين، وفقا لفورين بوليسي، لكنّ مسؤولي الأمم المتحدة واصلوا عملية نقل العمال الأمريكيين.
واعتبرت مجلة السياسة الأمريكية أنّ الخطوة تعكس قلقًا متزايدًا بين منظمات الإغاثة والأمم المتحدة من أن الحوثيين، وهم جماعة شيعية تسيطر على مناطق في المنطقة الجبلية الشمالية باليمن والتي تضم غالبية سكان البلاد قد ينتقمون من المواطنين الأمريكيين بعد أن تصنّف إدارة ترامب الجماعة على أنها منظمّة إرهابية.
وتضيف: "في العام الماضي، تعرضت وكالات الإغاثة في مدينة الضالع لهجوم بقذائف صاروخية، مما أجبر 12 منظمة على تعليق عملياتها. وتشعر منظمات الإغاثة والخبراء بالقلق من أن التصنيف قد يؤدي إلى مزيد من انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن تعقيد التحويلات المالية الدولية لدولة تعتمد بشدة على الواردات والتحويلات."
محادثات القناة الخلفية
وعلى الرغم أنّ مسؤولين أمريكيين قالوا إنّ القرار كان وشيكًا، لم يصدر مسؤولو إدارة ترامب أي إعلانات عامة حول تصنيف جماعة الحوثيين، وفقا للمجلة.
وتضيف فورين بوليسي "أنه كان يُنظر إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو سيعلن على الأرجح خلال رحلته إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل، إلا أنّ وزارة الخارجية يمكنها أيضًا تأخير اتخاذ القرار من أجل منح الرياض نفوذًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عبر قناة خلفية مع الحوثيون في محادثات استؤنفت هذا الأسبوع."
قال ناثان سيلز، منسق وزارة الخارجية لمكافحة الإرهاب، عندما سُئل عن هذا الأمر في إفادة للصحفيين يوم الثلاثاء: "لا تقدّم وزارة الخارجية معاينة مسبقة لأي إجراءات تسميات قد نفكر فيها أو لا نفكر فيها".
"وزارة الخارجية يمكنها أيضًا تأخير اتخاذ القرار من أجل منح الرياض نفوذًا للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار عبر قناة خلفية"
ويرى المحللون، بحسب المجلة، أن التصنيف المتوقع لحركة الحوثي كمنظمة إرهابية هو أحدث تصعيد في مواجهة إدارة ترامب لإيران في الشرق الأوسط.
وتضيف "اعتمادًا على التدابير التي تستخدمها الولايات المتحدة لتسمية الجماعة، يمكن أن تتراوح العواقب من معاقبة كبار قادة الحوثيين إلى معاقبة جميع المنتسبين للحركة وإخضاع أي شخص لديه تعاملات مالية أو تجارية مع الجماعة لعقوبات جنائية."