تستمر إيران في تحدي العالم، بالإصرار على خرق الاتفاق النووي، وفي تحريك بيادقها ووكلائها في المنطقة كما يؤكده استهداف الحوثيين في اليمن أمس الإثنين لمنشأة نفطية لأرامكو في جدة السعودية، أملاً في فرض أجندتها بعد رحيل إدارة ترامب المعلن في يناير (كانون الأول) المقبل.
وحسب صحف عربية صادرة، اليوم الثلاثاء، أبقت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب مفتوحاً أمام تصنيف جماعة الحوثي في اليمن، تنظيماً إرهابياً، وذلك بعد الأنباء مؤخّرا عن دراسة واشنطن الإقدام على هذه الخطوة الحاسمة.
موقف أوروبي
وتعليقاً على البيان الأوروبي المندد بخرق إيران للاتفاق النووي، قال موقع "إندبندت عربية" إن الموقف الأوروبي الجديد يشكل عودة للدور السابق لهذه الدول أثناء التفاوض الطويل على الاتفاق النووي من 2013 إلى 2015.
وأوضح الموقع، أن عودة أوروبا للضغط على إيران باتهامها بخرق الاتفاق النووي، يتزامن حسب طهران مع التغيير في أمريكا ووصول جو بايدن الديمقراطي إلى البيت الأبيض، وهي خطوة تعزز فرضية إقدام الرئيس الأمريكي الجديد على خطوة إيجابية نحو طهران، بإعلان العودة إلى الاتفاق، ما يستدعي من الدول الأوروبية العودة إلى قواعد الاشتباك التي كانت قائمة في رئاسة باراك أوباما ومرحلة التفاوض.
وأشار الموقع إلى أن القرار الجديد أربك إدارة روحاني، التي كانت تنتظر رحيل إدارة ترامب لتفاجئ ببيان الدول الأوروبية المتشدد للضغط عليها وإجبارها على العودة إلى التفاوض على شروط جديدة تشمل الملف النووي ولكن أيضاً البرنامج الصاروخي والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى، التي كانت بالأساس شروط الإدارة الأمريكية الراحلة.
فيلم نووي
من جهتها قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن ترامب قلب طوال سنواته الأربع خططاً عسكرية لتوجيه ضربات محددة إلى أهداف إيرانية رداً على استفزازات الحرس الثوري، في مياه الخليج العربي ضد السفن التجارية، وبعضها يحمل علم الولايات المتحدة، أو ضد المتمردين من جماعة الحوثي في اليمن، أو الميليشيات الإيرانية في العراق، أو معسكرات الحرس الثوري في سوريا، لكنه لم ينفذ إلا ضربة واحدة تاريخية قضت على قاسم سليماني وأحد رؤوس الميليشيات العراقية في أوائل العام الجاري في بغداد.
وأضافت الصحيفة أن نظام الملالي يعمل اليوم بعد خسارة الرئيس ترامب للانتخابات على إعادة عرض فيلم "الاتفاق النووي الإيراني" الذي أخرجه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، ورماه جانباً الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
ويعتقد النظام الإيراني أن الرئيس الجديد الذي كان نائباً للرئيس أوباما يأمل في عودة الولايات المتحدة وإيران إلى الاتفاق النووي وكأن شيئاً لم يكن. وهو أمر ترفضه طهران، فهي تريد إجراء "مونتاج" جديد كامل للفيلم الذي توقف عرضه قبل أكثر من عامين. فإيران أصبحت أقرب إلى القنبلة النووية من أي وقت مضى، بعد أن استغلت حالة التراخي الأمريكي عن مراقبة برنامجها النووي.
استنفار إيراني
زمن جهتها قالت صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية إن إيران تعيش استنفاراً غير مسبوق بعد تقارير عن تحرك حاملة طائرات عسكرية، وإرسال مقاتلات "بي 52" إلى المنطقة، ورصد راداري على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن إيران تبذل جهوداً كبرى لتأجيل "فكرة الضربة العسكرية الأمريكية"، على أمل أن يأتي الرئيس بايدن إلى البيت الأبيض، ويعيد العمل بالاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب ويرفع العقوبات الاقتصادية عنها.
ولكن إيران، حسب الصحيفة غير مستعدة للتعامل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، بما يسمح بتجاوز صفحة ترامب، إذ يبقى السؤال: "هل ستوقف إيران تدخلاتها السياسية والعسكرية والمليشياوية وتصدير الإرهاب في دول المنطقة، بعد أن توقع صفقة أو اتفاقاً جديدا سواء مع ترامب أو بايدن؟.. وهو السؤال أجاب عنه قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي بقوله إن "إيران لن تتقيد بمنطقة جغرافية محددة للدفاع" عن مصالحها الحيوية.
وعليه ترى الصحيفة أن إيران "ستستمر في فرض هيمنتها والسيطرة على مناطق نفوذها في سوريا، والعراق، ولبنان، واليمن، وستستمر في تصدير الإرهاب إلى السعودية، والبحرين، والإمارات، والكويت.. هذه هي إيران في ظل حكم الملالي الذي لن يتغير.. بينما يتغير الرؤساء في البيت الأبيض".
إرهاب حوثي
وعن اليمن، والوكيل الحوثي لإيران، قالت صحيفة "العرب" اللندنية إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبقت الباب مفتوحاً أمام لتصنيف جماعة الحوثي المتمرّدة في اليمن تنظيماً إرهابياً.
وأوضحت الصحيفة أن قراراً مماثلاً إذا اتخذ سيفرض "على الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب جو بايدن التعامل مع الجماعة الموالية لإيران، بأسلوب مختلف عن اللين النسبي الذي عوملت به الجماعة أممياً ودولياً رغم إقرار المجتمع الدولي بعدم شرعية احتلالها للمناطق اليمنية وإدارتها حكومة موازية من العاصمة صنعاء".
ونقلت الصحيفة في هذا السياق، تأكيد مستشار الأمن القومي الأمريكي، الإثنين، أن تراقب الوضع في المنطقة من كثب، مضيفاً "ندرس بشكل دائم إذا كان علينا أن نصنف جماعة ما إرهابية وكيف يجب أن نفعل ذلك".
وتابع "لا يزال ترامب رئيساً للولايات المتحدة وسيبقى كذلك في الأيام الخمسين المقبلة وسيكون هذا الأمر بالتأكيد على جدول الأعمال وسيتعين علينا أن نرى كيف سيتم ذلك".
خرق الاتفاق النووي..
تقرير: ترامب أو بايدن.. كيف أصبحت إيران في دائرة الاتهام الدائم؟
واشنطن