استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع اتفاق الرياض..
تقرير: بعد تنفيذ الشق العسكري.. ماهي عوامل النجاح حاضرا ومستقبلا
مع إعلان التحالف العربي عن استكمال كافة الترتيبات اللازمة لتطبيق آلية تسريع تنفيذ (اتفاق الرياض)، والتوافق على تشكيل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال بعدد (24) وزيرًا الأربعاء المنصرم، وكذا استيفاء كافة الخطط العسكرية والأمنية اللازمة لتنفيذ الشق العسكري والأمني، تعود للواجهة حسابات الانتقالي الجنوبي ومكاسبه من هذا التوافق والسير في تنفيذ اتفاق الرياض.
ووضع قادة وسياسيون جنوبيون آمال كبيرة عن نجاح هذا التوافق، واعتبروه مكسب للانتقالي وعددوا أبرز تلك المكاسب.
وحددوا عوامل النجاح السياسي حاضرا ومستقبلا، مشيرين إلى أن أبرز ما تتطلبه المرحلة المقبلة هو تعزيز النسيج الاجتماعي الجنوبي.
نجاح كبير للانتقالي
واعتبر قادة وسياسيون التوافق الأخير واتفاق الرياض بشكل عام نجاح كبير للانتقالي الجنوبي نال من خلاله اعتراف إقليمي ودولي، وحقق شراكة في محاربة الإرهاب، ووضع لبنات تحقيق أهداف وطموحات شعب الجنوب.
وفي هذا الصدد قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي أحمد محمد بامعلم: "اتفاق الرياض جعل الجنوب طرفاً سياسياً معترفاً به إقليمياً، وجعل المجلس الانتقالي الجنوبي شريكاً اساسياً في مكافحة الارهاب، بالإضافة إلى انه حقق مكاسب وبضمانات دولية للانتقالي دون تقديم أي تنازلات تمس ثوابت القضية الجنوبية وتطلعات شعب الجنوب".
بدوره قال د. صدام عبدالله، المستشار الإعلامي للرئيس عيدروس الزُبيدي: "بفضل الله ثم تضحيات شهداء الجنوب وصمود وثبات وصبر قيادة المجلس والتفاف كل فئات شعب الجنوب حقق المجلس الانتقالي الاهداف العليا الاستراتيجية التي تمثل اللبنة الاولى لتحقيق طموحات الشعب الجنوبي لإقامة دولته العادلة الاتحادية كاملة السيادة".
فيما قال القيادي في الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، إن: "المجلس اثبت قدرة فائقة على حماية المكتسبات السياسية والعسكرية والأمنية الجنوبية، وضمان استمرار عملية تحقيق الأهداف المشروعة للجنوب بدءًا بالتمثيل الحقيقي للجنوب في الحكومة "مبدأ المناصفة بين الجنوب واليمن" وانتهاءً بصياغة المسارات السياسية لمفاوضات الحل النهائي.
واعتبر الغيثي أن: "المجلس نجح في تهيئة المرحلة للاستقرار، والبناء والتنمية وتوفير الخدمات العامة، ونجح في إنهاء احتكار الاخوان للقرار السياسي والاقتصادي للشرعية، واستطاع بناء علاقة استراتيجية مع القيادة السعودية ودول التحالف العربي وإيجاد دعم سياسي وعسكري للجنوب وقضيته العادلة".
عوامل نجاح الانتقالي
واعتبر سياسيون وعسكريون ونشطاء أن الدور الكبير في نجاح الانتقالي الجنوبي سياسيا وبلوغه محطة محورية نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب وأهداف ثورته، والتي تأتي من نافذة اتفاق الرياض، يعود لقيادته السياسية، وقواته على الأرض ومساندة الشعب له وعدالة قضية الجنوب.
ويقول المحامي يحيى غالب الشعيبي: "مرحلة صعبه اثبت فيها المجلس الانتقالي الجنوبي القدرة على مواجهة التحديات، مقومات نجاح الانتقالي تتمثل بعدالة القضية والالتفاف الشعبي الجماهيري واستبسال ابطال القوات المسلحة، وقيادة موحدة برئاسة القائد عيدروس، وتفهم ايجابي من التحالف للانتقالي كشريك استراتيجي".
من جانبه قال العميد خالد النسي: "الشعب الجنوبي ليس قاصر حتى يقرر مصيره فرد أو مكون الشعب الجنوبي شعب حر تعرض لظلم كبير سيدافع عن نفسه حتى استعادة حقوقه ولن يقرر مصيره مجموعة هدفها الأول مصالحها وتجارتها والله وبالله وتالله لن نتركهم قدمنا الكثير ومستعدين نقدم أرواحنا".
فيما يقول المتحدث الإعلامي للقوات المسلحة الجنوبية في محور أبين محمد النقيب: "كانت قيادتنا العليا عند مستوى ثقتنا بها ولقد اثبتت جدارتها في تحويل انتصاراتنا العسكرية الى انتصارات سياسية فارقة ضمنت لشعبنا استحقاقاته وحقوقه".
إلى ذلك يقول مدير تحرير صحيفة "4 مايو" الصحفي علاء عادل حنش: "استماتة القوات المسلحة الجنوبية، والقيادة السياسية أفضت إلى رضوخ شرعية الإخوان لتنفيذ اتفاق الرياض، لتصبح تلك الشرعية بحكم كان، ولتبدأ شرعية جديدة بثوب جنوبي جديد، حيث ستصبح الشرعية بمشاركة الانتقالي في أيدي أمينة بعيدًا عن القوى التي تخدم أجندة (إيران، وتركيا)".
ماذا حقق الانتقالي من التوافق؟
ويجيب عضو الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي وضاح بن عطية على السؤال، حيث عدد نقاط قائلا: "الانتقالي حقق من هذا التوافق الأخير على تشكيل الحكومة والسير في تنفيذ اتفاق الرياض الكثير".
واضاف: "سيمنح هذا التوافق وتنفيذ اتفاق الرياض الانتقالي عدد من المكاسب هي (بناء أهم مرحلة من مراحل استعادة دولة الجنوب، وقطع طريق أمام تجار الحروب والمرتزقة، والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وعدم تحويل الجنوب إلى ساحة حرب، والحفاظ على المنجزات العسكرية والمدنية وبنائها، وسند قانوني وثقل دولي لقضية الجنوب التي يمثلها الانتقالي، وتعزيز مبدأ التصالح والتسامح وتفويت الفرصة على من يراهن على صراع جنوبي جنوبي، وبيئة جاذبة للاستثمار ومشاريع الدول المانحة ودعم التنمية، وستتعزز الثقة بالانتقالي مع شركائه بالسعودية والإمارات ومصر وبات محل احترام العالم، وكسر احتكار الإخوان وسيطرتهم على القرار وتقليص نفوذهم من ٢١ وزير إلى ٤، وسيعزز الانتقالي دوره في مكافحة الإرهاب وحماية أمنه بدعم من شركاؤه، وسيمنح فرصة حقيقية للاستقرار وخلق نموذج جنوبي مقبول أمام العالم، واستطاع الانتقالي تحقيق ضمان بقاء كافة القوات الجنوبية وبغطاء شرعي)".
تعزيز النسيج الاجتماعي الجنوبي
فيما يرى القيادي الجنوبي أحمد عمر بن فريد أن ما تتطلبه المرحلة المقبلة من الانتقالي هو تقوية النسيج الوطني الجنوبي، عبر حوار شامل مع القوى الجنوبية على الأسس والثوابت الجنوبية.
وقال بن فريد: "إذا سألتني عن أهم استحقاق "سياسي- وطني" يستوجب على المجلس الانتقالي أن يقوم به وينجح فيه خلال المرحلة القادمة سأقول لك بدون تردد وبتعصب هو العمل بكل قوة على تقوية النسيج الوطني الجنوبي عبر إجراء حوارات شاملة مع مختلف قوى وشخصيات الجنوب على أسس وثوابت وطنية جنوبية نتفق عليها جميعا".
الحافظ على المكتسبات وخيارات الشعب
بدوره، اشاد الكاتب والمحلل السياسي هاني مسهور بالدور الذي لعبه المجلس الانتقالي في معركته السياسية ضد الشرعية الاخوانية لتثبيت قرار الشعب الجنوبي.
وقال مسهور في تغريدة على تويتر: "حافظ المجلس الانتقالي الجنوبي على جزء كبير من مكتسباته وخاض معركة سياسية ضارية استطاع فيها تثبيت قرار الشعب الجنوبي وخياراته السياسية، وما تتطلبه المرحلة المقبلة من استكمال المشروع الوطني الجنوبي توسيع دائرة المشاركة وتدعيم مراكز القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية".
مصير سلاح القوات الجنوبية بعد إنهاء الانسحابات
فيما أكد القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح، حرص المجلس على تنفيذ بنود اتفاق الرياض الموقع مع الحكومة اليمنية كما هو، دون تجاوز لأي بند من بنوده.
وأشار في تصريح لـ"سبوتنيك" إلى أن التزام القوات المسلحة الجنوبية لتنفيذ ما يعنيها في اتفاق الرياض يتوقف على التزام الطرف الآخر بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
وفيما يتعلق بسلاح القوات الجنوبية أكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمجلس أن: "السلاح الجنوبي سيظل في أيدي منتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية الجنوبيتين، فالحرب ما زالت على أشدها مع جماعة الحوثي، وكذا مع قوى الإرهاب المدعومة من أحزاب يمنية تضمر العداء للجنوب"، حسب قوله.
ونوه صالح إلى أنه: "وفي ظل الاتفاق، ستتولى القوات الأمنية الجنوبية وقوات الحزام الأمني والنخبتان الشبوانية والحضرمية مهمة حماية مكاسب شعب الجنوب في مختلف المحافظات من أي مؤامرات تستهدفها".
ونفى صالح أن: "يكون اتفاق المناصفة في الحكومة تنفيذ لمخرجات ما سمي بمؤتمر الحوار اليمني"، واصفا مخرجات الحوار بالمؤامرة التي حاولت تزوير الإرادة الجنوبية عبر ممثلين وهميين كانوا أقرب لسلطة احتلال الجنوب ومعبرين عن إرادتها.
واختتم قائلا: "المجلس وفقا لهذا الاتفاق يشارك في الحكومة الجديدة بمشروعه الوطني التحرري الاستقلالي الذي لا يمكن التخلي عنه بأي حال من الأحوال، وليس بمشروع مخرجات حوار صنعاء المرفوض جنوبيا".
-----------------
المصدر| الأمناء الاخباري