الصراع في اليمن..
تقرير: الآثار المستقبلية لاتفاق الرياض بعد إعلان تشكيل حكومة جديدة
أبدت صحف ومواقع إخبارية عربية اهتماما بالمستقبل في اليمن في ضوء إعلان تشكيل حكومة جديدة في إطار تنفيذ "اتفاق الرياض" بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتراوحت توقعات الكُتّاب بين فشل هذه الحكومة، ونجاحها بما ينعكس على أوضاع البلاد ككل، خاصة في ما يتعلق بالصراع بين حكومة الرئيس اليمني المؤقت عبد ربه منصور هادي والحوثيين.
"نحو يمن جديد"
يبدي عبد الله بن بجاد العتيبي في "الشرق الأوسط" اللندنية الكثير من التفاؤل بشأن تشكيل حكومة الكفاءات بقيادة معين عبد الملك، مشيراً إلى أن اتفاق الرياض يسير "نحو يمن جديد".
ويقول العتيبي: "أنجزت السعودية تنفيذ 'اتفاق الرياض‛ التاريخي؛ بتطبيق الشق العسكري للاتفاق، ولم تلبث أن أتبعته بتشكيل الحكومة اليمنية الجديدة ما يفتح الباب رحباً أمام تحركٍ مستقبلي نحو تحرير جميع التراب اليمني من الاحتلال الحوثي، وطرد العملاء الإيرانيين إلى بلادهم غير مأسوفٍ عليهم".
ويتابع: "لضمان البناء على هذه النجاحات المهمة ينبغي أن تكون الحكومة اليمنية الجديدة صارمة في تعقب صنّاع الفتن وأرباب التفرقة، مع مراعاة كاملة لطموحات مكونات الشعب اليمني ومطالبها، واعتماد السياسة لا الحرب منهجاً للتحكم في أي خلافاتٍ قد تطرأ خلال المرحلة المقبلة، وبعد تحرير الأرض اليمنية واستعادة الدولة تتم مناقشة الملفات الكبرى في بيئة طبيعية ومستقرة وآمنة".
وفي موقع "عرب برس"، يقول فضل أبو بكر العيسائي: "سعدنا كثيراً في سماع مستجدات على الساحة اليمنية وهي الإعلان عن تشكيل الحكومة وفقاً لاتفاق الرياض. وسعدنا أكثر بدخول المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار الشرعية ووضع حد للاضطرابات والأوضاع السيئة من خلال توحيد الجهود".
ويتحدث الكاتب عن "المكاسب السياسية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي" من هذا الاتفاق، وعلى رأسها أنه كسب "الاعتراف الإقليمي والدولي وأيضاً حقق المناصفة والشراكة التي نصّت عليها مخرجات الحوار اليمني بين الشمال والجنوب".
ويضيف أن المجلس الانتقالي: "دخل اللعبة السياسية، بشكل رسمي ومعترف به"، مشيراً إلى أنه "على القوى الجنوبية الآن التوحد والتفرغ للحوار الجنوبي الجنوبي لأنه الأهم في المرحلة القادمة وقطع الطريق على المتربصين بنا".
"آمال متواضعة"
بالمقابل، يرى صلاح السقلدي في "رأي اليوم" اللندنية أن الآمال المعقودة على الحكومة "متواضعة للغاية".
ويضيف موضحا: "فبذور الفشل كامنة داخلها، ليس فقط بسبب غياب عامل الثقة بين طرفي الصراع: الحكومة والجنوبيين، وكذا بينهما من جهة - كلٍ على حِدة - وبين السعودية من جهة أخرى، بل بسبب تعقيدات الأزمة اليمنية وعمق الخلافات السياسية والاجتماعية والفكرية بين الأطراف اليمنية، وتغول الولاء وارتهان جميع القوى والنخب السياسية للخارج".
تحديات تنتظر الحكومة الجديدة
وفي "الشرق الأوسط" اللندنية، يقول علي ربيع: "يبدو أن جل الأطراف السياسية والحزبية اليمنية ترى في هذا الإنجاز، الذي توج بإعلان الحكومة، انتصاراً لكل منها، سواء على صعيد تمثيلها في التشكيل الوزاري أو لجهة خلو هذه التشكيلة من الشخصيات التي مثلت في الحكومات السابقة، عاملا لعدم الاستقرار الحكومي أو التجانس بين الأعضاء".
ويرى الكاتب أن: "المهمة التي باتت الآن ملقاة على عاتق حكومة معين عبد الملك ليست من السهولة بمكان، غير أن كل هذه التحديات يمكن التغلب عليها باستعادة ثقة الشارع، والبداية من تحسين الخدمات وتثبيت سعر صرف العملة أمام العملات الأجنبية، وصرف الرواتب، وإعادة ترتيب أوضاع الجيش والأمن للتغلب على الازدواج في اتخاذ القرار، وهي كلها أمور نص عليها اتفاق الرياض".
وكذلك ترصد عبير العدوي في موقع "مبتدأ" المصري التحديات التي تنتظر الحكومة الجديدة، مشيرة إلى أن: "إنهاء أطماع إيران وإيقاف تدهور العملة... مهمات شاقة بانتظار الحكومة اليمنية".
وتضيف الكاتبة: "إلى جانب المعركة في مواجهة الحوثي، يعول أبناء اليمن على حكومة عبد الملك في إعادة الأمن الاقتصادي، وإيقاف التدهور في العملة اليمنية، وتحسين الوضع المعيشي في بلد يعانى 80% من سكانه ـ أي 24.1 مليون إنسان ـ ويعتمدون على المساعدات الإنسانية في معيشتهم، وسط مخاوف جادة من مجاعة وشيكة، بحسب الأمم المتحدة".