صحيفة إماراتية تبحث في ابعاد الهجوم الإرهابي..
تقرير: هل لقطر مصلحة باستهداف حكومة المناصفة عند وصولها عدن
افرزت صحيفة الرؤية الإماراتية حيزا للحديث عن هجوم صاروخي استهدف مطار عدن الدولي، وابعاده، استفادة حليفة إيران "دولة قطر"، من هذا الهجوم الذي وصف بالغادر، او الاستفادة من توظيفه في صراعها مع التحالف العربي بقيادة السعودية.
وقالت الصحيفة ان الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار عدن الدولي الأربعاء، شكَّل تحدياً أمنياً وعسكرياً أمام الحكومة اليمنية، فيما اعتبر سياسيون أنه «استهدف اغتيال اتفاق الرياض»، عبر ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من ثلاثي محور الشر قطر وإيران وتركيا.
ورغم فظاعة الحادث إنسانياً، وقوة تأثيره على المشهدين السياسي والعسكري، وباعتباره تقويضاً لمسار السلام، إلا أنه وفق «الرؤية» يفترض أن «يشكل فرصة حقيقية لتوحيد الجهود وتكثيف الاصطفاف الشعبي خلف الحكومة، ودعمها لمواجهة التحديات، بعيداً عن كل الخلافات السابقة بين الفرقاء، وحالة الخذلان التي عاشها الشارع اليمني مسبقاً باستيائه من غياب الحكومة».
واتهمت وزارة الخارجية اليمنية، ميليشيات الحوثي الانقلابية بالوقوف وراء الهجوم. مؤكدة أن «الميليشيات أطلقت 4 صواريخ من تعز لاستهداف مطار عدن أثناء اكتظاظه بالمسافرين والمستقبلين. التقنيات المستخدمة متشابهة مع التقنيات ذاتها التي استخدمتها الميليشيات في جرائم سابقة».
وشدد المحلل السياسي، ورئيس تحرير صحيفة «اليوم الثامن» صالح أبو عوذل، على أهمية صمود الحكومة أمام هذا التحدي، داعياً إياها إلى الشروع الفوري «في القيام بواجبها تجاه المواطن، وألا تجعل من هذه الحادثة شماعة لأي فشل أو تقاعس يثنيها عن تنفيذ مهمتها».
وأشار أبو عوذل في حديثه لـ«الرؤية» إلى تحدٍ آخر ينبغي أن يكون في صلب اهتمامات الحكومة الجديدة، وهو «المضي في كشف ملابسات الجريمة، ومعرفة المتورطين أو المتعاونين مع الميليشيات الإخوانية أو الحوثية».
وأمر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بتشكيل لجنة للتحقيق في تداعيات الهجوم الإرهابي، برئاسة وزير الداخلية وعضوية قيادات الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، بالتنسيق مع تحالف دعم الشرعية.
ويهدف الهجوم، طبقاً لأبو عوذل، إلى «قتل اتفاق الرياض، وهو استهداف واضح للمملكة العربية السعودية، لمحاولة لي ذراعها للدخول في مصالحة دون شروط مع قطر».
وأضاف «كانت عدن هي ورقة الدوحة الأخيرة في تفكيك منظومة التحالف العربي والدول المقاطعة لها بقيادة الإمارات والسعودية ومصر والبحرين، وهو ما انعكس على أداء الإعلام القطري الذي سارع إلى توزيع الاتهامات هنا وهناك، وتحولت قناة الجزيرة إلى منصة حوثية، للحديث عن أن الصواريخ التي استهدفت عدن، تأتي في سياق الصراع داخل من وصفتهم بالمرتزقة».
ووقعت الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، في الخامس من نوفمبر 2019، اتفاقاً برعاية المملكة العربية السعودية، تضمن عدداً من البنود، أهمها تفعيل دور جميع سلطات ومؤسسات الدولة، وإعادة تنظيم القوات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع، وإعادة تنظيم القوات الأمنية تحت قيادة وزارة الداخلية، وتوحيد الجهود تحت قيادة تحالف دعم الشرعية، ومشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي، لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني.
وبحسب رئيس تحرير صحيفة اليوم الثامن، فإن «العملية جاءت نتيجة تنسيق قطري تركي إيراني. الهدف منها كان رئيس حكومة المناصفة معين عبدالملك، الذي لديه تصريحات واضحة حول موقفه من طهران والدوحة وأنقرة».
ولفت إلى أن العملية خُطط لها بعناية،«ولم تكن عمل أدوات محلية فقط، مع احتمالية أن من أطلق الصواريخ هم خبراء أجانب، بعد أن تحولت اليمن إلى ساحة لأنشطة الاستخبارات الإيرانية والتركية والقطرية»، وأضاف: ما أود التأكيد عليه هو أن قصف مطار عدن الدولي «تقف خلفه إيران وقطر، ليس بالنظر إلى المواقف المعلنة، ولكن لخوفها من مستقبل حكومة المناصفة، على المشروع الإيراني التركي القطري في مأرب، وصنعاء، وتعز».
ومن جانبه، أوضح المحلل السياسي عبدالملك اليوسفي لـ«الرؤية» أن ميليشيات الحوثي «حاولت إرسال رسالة إرهاب لثني الحكومة عن البقاء في عدن؛ لأنها تدرك أن عودة الحكومة إلى عدن، وبناء النموذج المشرف للدولة، سيفجر الأوضاع في وجهها بكل مكان، ويحدث ثورة مباشرة ضد الحوثيين عندما يجد الناس فعلاً بصيص أمل».
بدوره، قال رئيس الوزراء الأسبق خالد بحاح لـ«الرؤية» إن ما حدث للحكومة «سبق وتكرر مع حكومة الكفاءات التي كنت أرأسها، وهي تُمارس مهامها في عدن في 6 أكتوبر عام 2015، وإن تغيرت الأدوات: من القاعدة إلى الحوثيين. تماسك أطراف الشرعية والتحالف والمجتمع الدولي هو السبيل لإنهاء هذه البذور الخبيثة».
وأكد اليوسفي أن الموقف الحكومي الذي أصر على الثبات والبقاء في عدن رغم التحديات «هو الموقف الذي تٌبنى عليه الآمال والتطلعات». وأضاف أن «رد فعل الحكومة كان واضحاً، عندما أعلن رئيس الحكومة أن الهجوم يزيد حكومته عزماً وإصراراً. التلاحم الشعبي مع الحكومة منحها دفعة كبيرة».
وأشار اليوسفي إلى أن ردود الفعل والمواقف الدولية، هي الأخرى أيضاً «منحت الحكومة مزيداً من الزخم والتأييد الخارجي، وأكدت على أن الحادث يُعد حالة من الحرب الفعلية بين حكومة معترف بها وإرهابيين، وهذه بالطبع مفارقة واضحة تؤكد إرهاب الميليشيات الحوثية في نظر المجتمع الدولي».
وأوضح اليوسفي أن أكثر ما يزعج الحوثيين «هو شعورهم بتوحد الأطراف المناهضة لهم، لذا لجؤوا إلى ممارسة الإرهاب بكل وحشية. ما بعد اتفاق الرياض هنالك نموذج فريد لاستعادة المسار السياسي في البلاد، وثمة خطوات جادة لحماية الانتقال السياسي في اليمن، وكل هذه الأمور مؤشرات تذهب بالحكومة نحو إنجاز معركة التحرير، لكن عليها أن تحذر وتتنبه إلى الأعمال الإرهابية التي قد تتصاعد وتيرتها في المرحلة القادمة».