استئناف الرحلات المدنية..

تقرير: مطار العاصمة عدن الدولي يعود من تحت ركام القصف الإرهابي

رئيس حكومة المناصفة (المكلف) معين عبدالملك يتفقد جرحى قصف مطار عدن الدولي

عدن

تعافت العاصمة الجنوبية عدن بسرعة بعد الفاجعة الكبيرة التي ضربت المدينة نهاية العام الماضي، وتحديدًا في ظهيرة يوم الأربعاء 30 ديسمبر/ كانون أول 2020م، من خلال استهداف مطار العاصمة عدن الدولي بثلاثة صواريخ راح ضحيتها قرابة (‏25) شهيدًا، وأُصيب (110) جرحى، بينهم مسؤولون وقيادات أمنية وعسكرية وإعلاميون، بحسب ما أكده وزير الصحة العامة والسكان بحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال د.قاسم بحيبح.
وتزامن الاستهداف الغادر مع وصول حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال والقائد شلال شائع من العاصمة السعودية الرياض إلى العاصمة الجنوبية عدن.

اليوم.. مطار عدن الدولي يستأنف رحلاته الجوية


اليوم، تطوي عدن تلك الصفحة الغابرة، حيث من المقرر أن يستأنف مطار العاصمة عدن الدولي رحلاته الجوية اعتبارًا من اليوم الأحد 3 يناير / كانون ثاني 2021م، بإشراف مباشر من قبل وزير النقل بحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس الانتقالي الجنوبي د.عبدالسلام حميد، ومحافظ العاصمة الجنوبية عدن أحمد حامد لملس.
جاء ذلك في تأكيدات وزير النقل بحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، رئيس اللجنة الاقتصادية في المجلس الانتقالي الجنوبي د.عبدالسلام حميد الذي أكد ضرورة أن يستأنف العمل، وعودة الرحلات الجوية من وإلى مطار عدن الدولي ابتداء من اليوم الأحد.


وأكد الوزير حميد، خلال زيارته صباح "السبت" لمطار عدن الدولي، ضرورة تجهيز المطار، وبدء العمل من الأحد، مشيرًا إلى أننا "أمام تحدٍ كبير يتحتم علينا جميعًا أن نتكاتف ونعمل بروح الفريق الواحد لأجل عودة عمل المطار بعد الهجوم الإرهابي الغادر على المطار الذي لن يثنينا عن العمل وتفعيل مؤسسات الدولة والحفاظ عليها رغم الصعوبات والمعوقات".
وطاف الوزير حميد، في زيارته التي استقبله فيها كلٌ من: وكيل العاصمة عدن محمد شاذلي، ووكيل المشاريع بالمحافظة غسان الزامكي، ورئيس الهيئة العامة للطيران كابتن صالح بن نهيد ومدير مطار عدن الدولي عبد الرقيب العمري، طاف على أقسام المطار والمناطق التي تضررت واطلع على التجهيزات النهاية لبدء تشغيل المطار.
وأشاد بالجهود التي بذلتها هيئة الطيران وإدارة المطار وكذا البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في تجهيز المطار وإعادة إصلاح الأضرار التي لحقت به جراء الهجمات التي استهدفت المطار في وقت قياسي.


واستمع الوزير حميد من رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد ومدير مطار عدن إلى شرح مفصل حول عملية إصلاح أضرار المناطق المتأثرة بالهجمات التي استهدفت المطار وكذا التقرير المفصل حول الأضرار التي لحقت به، معربًا عن شكره وتقديره لكل الجهود المبذولة في سبيل إعادة تشغيل المطار من جديد.


بدوره، أشار مدير عام مطار عدن الدولي، عبدالرقيب العمري إلى أن "الأعمال سارت وتسير بوتيرة عالية ليل نهار رغم أن الأضرار كانت فادحة - خصوصا تلك التي لحقت بقاعات الوصول والمغادرة وقاعة الزعفران وغيرها – وهذا بفضل وتعاون الجميع خصوصا البرنامج السعودي لإعادة إعمار وتنمية اليمن والذي سيواصل دعمه لأعمال الترميم وإعادة التأهيل للمطار خلال الفترة القادمة ".


وكشف العمري حجم الأضرار المادية التي لحقت بالمطار جراء القصف الصاروخي الذي استهدف صالاته ومدارجه لحظة وصول حكومة المناصفة قائلًا: "تضررت أجزاء واسعة من مباني المطار بسبب ذلك الاعتداء الإرهابي، حيث تدمرت قاعة كبار الضيوف كليًا، وهي صالة الدرجة الأولى وتسمى بصالة الزعفران، وجزء من صالة الوصول والمغادرة، فضلا عن دمار شامل بكافة التجهيزات والديكورات والبنية الفنية لتلك المباني".


وحول إعادة تأهيل المطار واستئناف العمل فيه، أوضح العمري قائلا: "نعمل بوتيرة عالية، والتجهيزات والترميمات تجري على قدم وساق، حيث بدأنا بأعمال الترميمات وإعادة تأهيل المباني المدمرة منذ فجر الخميس الماضي بناءً على توجيهات وزير النقل ورئيس الهيئة العامة للطيران المدني ومحافظ عدن، عقب قرار من رئيس الوزراء".

الإرادة تهزم الإرهاب


ومع إعلان استئناف مطار العاصمة عدن الدولي رحلاته الجوية اعتبارًا من اليوم الأحد، يعود المطار الحيوي من تحت الركام.
واعتبر مراقبون أن "تجهيز مطار العاصمة عدن الدولي خلال ثلاثة أيام من الاستهداف الغادر ظهيرة الأربعاء وحتى صباح الأحد (اليوم) يُعد إنجازًا كبيرًا لوزير النقل ومحافظ العاصمة الجنوبية عدن، وكافة العاملين في المطار".
وأكدوا، في تصريحات أن "مطار العاصمة عدن الدولي تعرض لاستهداف كبير، وأضرار بالغة، ما يجعل إعادة تفعيله تحتاج إلى وقت وإمكانيات، غير أن إرادة المسؤولين الجنوبيين كانت كبيرة، وهزمت الإرهاب".

مطالبات بدعم الأجهزة الأمنية بعدن بنظام (الباتريوت)


في السياق، طالب سياسيون بضرورة دعم الأجهزة الأمنية في العاصمة الجنوبية عدن بنظام (الباتريوت).
وقالوا، في تصريحات لـ "الأمناء"، إن "دعم الأجهزة الأمنية في العاصمة الجنوبية عدن بنظام (الباتريوت) يأتي لعدم تكرار الهجوم الغادر الذي استهدف مطار العاصمة عدن الدولي".
وأضافوا: "نطالب الأشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة بضرورة دعم الأجهزة الأمنية في العاصمة الجنوبية عدن بنظام (إم‌آي‌إم-104)، باتريوت، والذي يُعد نظاما دفاعيا صاروخيا من نوع (أرض-جو)، ولهُ دور كنظام مضاد للصواريخ الباليستية (TBM)، أو حتى نظام (نايك-هرقل) للدفاع العالي والمتوسط، أو نظام (إم آي إم-23 هوك) التكتيكي للدفاع المتوسط.. ما يهم أن يكون نظامًا لصد أي هجمات جوية غادرة؛ فالهجمات لن تتوقف، وهجمات مطار عدن الدولي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة" - حد تعبيرهم.
وتابعوا: "يكفي ما حدث اليوم، وما حدث سابقًا، فقلوبنا لم تُعد تحتمل أي ألم.. نريد أن يكون بمقدور الأجهزة الأمنية بعدن حماية جوها باعتبارها المسؤولة عن أمن العاصمة (السياسية، والاقتصادية، والسياحية)، والتي استطاع أبناؤها تحريرها من ميليشيا الحوثي في غضون أشهر".
وتساءلوا قائلين: "أيُعقل أن لا يحق للأجهزة الأمنية الجنوبية امتلاك نظام دفاعي كما تتملكه مأرب؟".
واختتموا بالقول: "حادثة اغتيال الشهيد البطل أبا اليمامة، رحمهُ الله، وحادثة العند، وحادثة الضالع، كلها ما تزال عالقة في القلوب والأذهان، واليوم جاءت حادثة مطار عدن الدولي لتزيد المعاناة فوق المعاناة".