نخب الشمال مدعوة لالتقاط خطاب الجنوب التصالحي..

تقرير: "صنعاء".. تعلن الولاء لطهران وتعزف النشيد الإيراني

حسن إیرلو سفير إيران لدى جماعة الحوثي في صنعاء - ارشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

أعلنت صنعاء العاصمة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، -والتي تحولت منذ الـ21 من سبتمبر (أيلول) 2014م، إلى معقل رئيس للحوثيين-الولاء لطهران، لتعزف النشيط الوطني الإيراني، خلال تنظيم فعالية تأبين لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني الذي قتل العام الماضي في غارة جوية أمريكية بالعاصمة العراقية بغداد.

اليمن الشمالي والتقاط الخطاب التصالحي

فيما دعا سياسيون يمنيون وجنوبيون، النخب السياسية اليمنية، الى التقاط خطاب تصالحي لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، الذي رحب فيه ان تكون عدن عاصمة لكل اليمن، وان يتم توحيد الجهود لمواجهة الحوثيين.

وكان الزبيدي قد أكد في مقابلة تلفزيونية مع قناة سكاي نيوز عربية، على دعم الجنوب لجهود الحرب ضد الحوثيين، الذين قال انهم يواصلون ارتكاب انتهاكات ضد المدنيين هناك؛ في إشارة الى قتل الحوثيين لامرأة في محافظة إب الخاضعة لسيطرتهم.

 

وقال السياسي اليمني فهد بن طالب الشرفي "إن الزخم الكبير والتفاعل اللافت الذي يلاقيه الحوار التلفزيوني الذي أجراه الاخ عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي تستحق من خصومه شيئا من النظر والتأمل".

وأكد الشرفي ان "شماعة الامارات وعبارات الذم والقدح والإساءة والتحقير للجنوبيين لم تعد ذات جدوى، وعليكم تعديل افكاركم وخطابكم تجاههم".

 

صنعاء أكثر العواصم العربية ولاءاً لإيران  

 

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، بالتزامن مع احياء النظام الإيراني واذرعه المحلية في لبنان والعراق، الذكرى الأولى لمقتل قائد الفيلق الإيراني قاسم سلماني، والذي لقي حتفه، في عملية أمريكية نفذت بطائرة بدون طيران اثناء جولته في العاصمة العراقية بغداد في مطلع العام 2020م الماضي.

وبثت وسائل إعلام يمنية تسجيلات مرئية ليمنيين، وهم يقفون اجلالا اثناء عزف النشيط الوطني الإيراني، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، الأمر الذي اعتبره مهتمون بأن عاصمة اليمن قد أصبحت أكثر ولاءا لطهران عن غيرها من العواصم العربية، وهو ما يصعب من جهود التوصل الى تسوية سياسية، في ظل عجز حلفاء الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي من احراز أي تقدم يدفع الحوثيين للدخول في تسوية، تنهي علاقتهم بإيران.

عزف النشيد الإيراني جاء بعد أيام قليلة من فعالية تأبين حضرها سفير طهران في صنعاء، حسن ايرلو، قال خلالها "ان صنعاء أصبحت تمثل أهمية كبيرة في ما اسماه محور المقاومة، في إشارة وتأكيد على ان صنعاء قد أصبحت تدين بالولاء لهم، وهو ما لم تعلق عليه حكومة هادي، التي عادت الى عدن مؤخرا عقب اتفاق سياسي مع الجنوب رعته السعودية.

الصمت الحكومي، تجاه الفعالية الإيرانية في صنعاء، جاء في الوقت الذي نجأ فيه رئيس وأعضاء حكومة المناصفة من عملية قتل ممنهجة استهدفت مطار عدن الدولي لحظة هبوط الطائرة المدنية التي كانت تقلهم الأربعاء الـ30 من ديسمبر العام المنصرم.

على الرغم من مسارعة الحكومة الى اتهام الحوثيين باستهداف مطار عدن الدولي، بصواريخ بعيدة المدى، الا وزير الخارجية احمد عوض بن مبارك، الذي اتهم الحوثيين باستهداف المطار، لم يعلق على الفعالية التي رعاها سفير طهران لدى صنعاء حسن ايرلو، وهو ما اثار حالة من الاستياء، قبل ان يبث الحوثيون تسجيلات مرئية، تبين حضورهم النشيط الوطني الإيراني في صنعاء.

وعلق نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك على افتتاح الحوثيين المناسبات بالنشيد الإيراني.

وقال في تدوينة على تويتر "افتتاح مناسبات الحوثيين بالنشيد الإيراني يعطينا قناعة أنه مستحيل الوصول معهم لترك إيران والعودة للعرب وبذلك نبدأ بالحل النهائي".

وأضاف "الحوثيون لن يتخلوا عن إيران والحكم المطلق لو يفنون الشمال كله ويهدمونه حجرا حجرا، المسألة عقيدة دينية وليست سياسة مصالح".

 

عدن.. من الخيار البديل الى الخيار الوحيد

 

بات من الصعوبة بمكان اليوم الحديث عن تحرير العاصمة اليمنية صنعاء، من قبضة الحوثيين الموالين لإيران، على الرغم من تعويل حكومة هادي على المصالحة الهشة بين الرياض والدوحة، والتي يأملوا ان تغير الأخيرة من سياستها تجاه إيران، بوقف دعم الحوثيين بالأسلحة والأموال.

 التوصل الى تسوية سياسية مع الحوثيين، لا تعني نهاية الازمة والقتال في البلد، فالإقليم وخاصة السعودية، قد لا ترغب في بقاء أي شكل من اشكال الخطر في خاصرتها الجنوبية، لكن وان كانت تبدو خيارات الحل صعبة، الا ان الخيارات البديلة التي طرحت قبل الحرب والانقلاب، أصبحت اليوم وحيدة.

فالإقليم والسعودية تحديدا بحاجة الى حليف استراتيجي يصد هذا الخطر او يقلل من خطورته، وعدن باتت الخيار الوحيد الذي قد يعول عليها في مواجهة مشروع التمدد الإيراني.

دعم عودة دولة الجنوب السابقة، هو الخيار الوحيد، والذي كان مطروحا قبل انطلاق عاصفة الحزم في مارس (اذار) 2015م، بعد سيطرة الحوثيين على معظم المدن اليمنية الشمالية، دون أي مقاومة تذكر، وانطلاقهم صوب الجنوب.