في ندوة نظمها مرصد الحريات الإعلامية في اليمن..

إعلاميون: وجود ما يقارب خمسين إذاعة لم تصل إلى الشراكة المجتمع

نتائج دراسة أعدها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي حول الإذاعات في اليمن

عدن

أكد عدد من الإعلاميين والحقوقيين بأن التحديات الأمنية كالتهديدات بالإغلاق والمصادرة تعد من أبرز التحديات التي يواجهها الاعلام الإذاعي المجتمعي، ناهيك عن تحديات أخرى تتعلق بضعف الخدمات الأساسية كالكهرباء والانترنت وغيرها.

وقالوا في ندوة نظمها مرصد الحريات الإعلامية في اليمن بمناسبة اليوم العالمي للإذاعة أنه بالرغم من وجود ما يقرب من خمسين إذاعة رسمية وخاصة ومجتمعية في اليمن الا أنها تتركز في محافظات محددة كما أنها لم تصل إلى مستوى عالي من الشراكة مع المجتمع، إذ تحول دون ذلك تحديات عديدة.

واستعرض رئيس مرصد الحريات الإعلامية مصطفى نصر نتائج دراسة أعدها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي حول الإذاعات في اليمن تبين من خلالها ان الإذاعات ما زالت عاجزة عن الوصول للتعبير عن قضايا الجمهور اذ يغلب على كثير من العمل الإذاعي الشأن السياسي، الا أن الإذاعات في اليمن استطاعت الاستمرار رغم الوضع الأمني المضطرب وما تزال أداة فعالة في الوصول للجماهير ونقل الحياة الانسانية للجماهير بتكلفة محدود.

وأكد أهمية ان تكون الإذاعات حرة ومستقلة وأن تعبر عن حياة الناس وطموحاتهم وآمالهم كأحد الشروط لتطورها واستمرارها.

من جانبه وصف رئيس تحرير راديو البلد في الأردن الصحفي والمدرب محمد العرسان العمل في الإذاعات المحلية في اليمن كمن يسير في حقل ألغام نظرا لكثرة التحديات التي يواجهونها وصعوبة الاستمرار في ظل بيئة غير صديقة للعمل الإعلامي بشكل عام سوآ كانت امنية او تقنية او مادية.

واضاف من واقع خبرته كمدرب للعديد من الإذاعات اليمنية " تواجه صعوبات مختلفة خاصة في ايجاد توازن بين الأجندات السياسية المسيطرة على المنطقة وبين اجندات الإذاعات واجندات المجتمع، الى جانب التحديدات المادية والتمويل التي تواجهها الإذاعات المجتمعية كونها مختلفة عن الإذاعات التجارية في طريقة استقطاب الإعلانات.

رئيس مجلس إدارة راديو يمن تايمز على الموشكي استعرض أبرز التحديات التي تواجه الإذاعات المجتمعية وهي تحاول الاستمرار بعملها وايصال رسالتها ومناقشة المواضيع المجتمعية حيث تحولت اغلب الإذاعات إلى إذاعات تجارية بسبب الوضع الاقتصادي وغياب التمويل.

واضاف ان التحديات الامنية وتصنيفها انها تابعة لطرف معين من أطراف الصراع من أكبر التحديات التي تواجه الإذاعات في مختلف المناطق اليمنية وقال " لقد تلقيت اليوم رسالة بأننا تعدينا الخطوط الحمراء، وهذا قد يعرضنا إلى الاغلاق ".

يضيف الموشكي " جاء ذلك اثناء استعدادنا للاحتفال باليوم العالمي للإذاعة وقد قتل فرحتنا بهذا اليوم" الصحفية والحقوقية لميس الاصبحي من راديو تواصل في محافظة المهرة " شرق اليمن" تحدثت عن تجربتها في مجال الإذاعات الإعلامية والصعوبات التي واجهتها في المهرة لاسيما أنها انتقلت من العمل الصحفي المكتوب الى العمل الإذاعي وما صاحبه من تحديات الحديث مع الجمهور وكذلك تحدى اللغة المهرية.

كما أشارت إلى تحديات انقطاع التيار الكهربائي والانترنت. من جانبه استعرض الباحث في علوم الاعلام والاتصال وليد التميمي خلاصة دراسته البحثية للحصول إلى الماجستير حول هوية الإذاعات المحلية في حضرموت والتحديات التي واجهته اثناء إعداده للبحث.

وأوضح بأنه يمكن توصيف الإذاعات المحلية في حضرموت بأنها تندرج ضمن الفئة الثانية من الإذاعات التي لا تتدخل بشكل كبير في الشؤون السياسية أو تتبع الأحزاب وتدافع عن ايديولوجيتها كإذاعات الفئة الأولى كما هو موجود في تصنيف قوانين الصحافة في عدة بلدان عربية.

مشيرا إلى أن هذا التصنيف ليس من باب التقليل من مكانة هذه الإذاعات وإنما يلزمها بخطها العام كما واضح في الإذاعات التخصصية في حضرموت والأولى على مستوى الوطن إذاعة نور الايمان، إذاعة سلامتك وإذاعة المستقبل.

وأكد التميمي أهمية أن تجعل الإذاعات الجمهور يشعر بملكيته للإذاعة كونها تعبر عن همومه وقضايا الرئيسية ولم يتمكن بعض مسئولي الإذاعات من المشاركة في الندوة نظرا لرداءة خدمة كالإنترنت حيث بعث مدير إذاعة مارب على الحواني برسالة للمشاركين في الندوة تتضمن أبرز التحديات التي تواجه العمل الإذاعي أبرزها استمرار الحرب والصراعات السياسية والعسكرية، طغيان الاعلام الرقمي على العمل الإذاعي، وتحدي الرقابة على المضمون الإذاعي، وقلة الكوادر المؤهلة والمدربة لاسيما الكتاب والمؤلفين، وعدم وضوح الأهداف لبعض الإذاعات المحلية والعشوائية في أداها وغياب القوانين المنظمة للعمل الإذاعي وتنظيم البث وضمان عدم التداخل في الموجات والترددات والقوانين الضامنة للإعلامي حقوقه، بالإضافة إلى غياب الاهتمام الحكومي والإعلام الإذاعي كالذي تحصل عليه وسائل الاعلام المرئية سواء في الاعتمادات المالية والإدارية او حتى في تطويره ليواكب الإعلام الإذاعي الإقليمي والدولي.