صحف عربية تناقش الأزمة اليمنية..

تقرير: مطالبات أميركية وأممية بوقف الهجوم الحوثي على مأرب

أطفال في مخيم للنازحين بمأرب أمس (رويترز)

اليمن

فيما تواصل الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران هجماتها غير المسبوقة على غرب مدينة مأرب وشمالها الغربي، رغم الخسائر الكبيرة التي تكبدتها على مستوى الأفراد والعتاد، طالبت واشنطن والأمم المتحدة الانقلابيين بوقف الهجوم.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، في بيان أمس، إن الولايات المتحدة «تحض الحوثيين على وقف تقدمهم في مأرب، ووقف كل العمليات العسكرية والتحول إلى المفاوضات»، واصفاً الهجوم بأنه «اعتداء» وعمل من «جماعة غير ملتزمة السلام أو إنهاء الحرب التي ابتلي بها الشعب اليمني».

وأشار برايس إلى أن تقدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية هو أن «نحو مليون يمني لجأوا إلى مأرب منذ بداية الحرب هرباً من عنف الحوثيين»، موضحاً أن «مأرب تخضع لسيطرة الحكومة الشرعية في اليمن. وهذا الهجوم لن يؤدي إلا إلى زيادة عدد النازحين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن الذي يعد بالفعل موطناً لأسوأ كارثة إنسانية في العالم».

وأوضح برايس أنه «إذا كان الحوثيون جادين في التوصل إلى حل سياسي تفاوضي، فيجب عليهم وقف كل عمليات التوسع العسكري، والامتناع عن الأعمال الأخرى المزعزعة للاستقرار والمميتة، بما في ذلك الهجمات عبر الحدود على السعودية».

بدوره، أعرب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق الإغاثة الطارئة، مارك لوكوك، عن قلقه الشديد إزاء تصاعد العمليات العسكرية في مأرب، محذراً عبر «تويتر» من العواقب الإنسانية التي لا يمكن تصورها للهجوم الحوثي على مأرب. وأشار إلى أنه سيقدم، الخميس، إحاطة أمام مجلس الأمن، معتبراً أنه «حان الوقت للتهدئة، وليس وضع مزيد من البؤس على عاتق الشعب اليمني».

من ناحية ثانية، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، اعتراض مسيرة حوثية مفخخة أطلقتها ميليشيات الحوثي باتجاه مطار أبها الدولي في السعودية وتدميرها، وهي ثالث محاولة لاستهداف المطار خلال أسبوع، في تهديد مباشر لأمن الملاحة بالمنطقة الاستراتيجية للعالم، والأمن والسلم الدوليين.

اعتراض طائرة بدون طيار أطلقها الحوثيون اتجاه السعودية

قالت وسائل إعلام رسمية إن التحالف بقيادة السعودية أعلن أمس الثلاثاء اعتراض وتدمير "طائرة بدون طيار مفخخة" أطلقها الحوثيون باليمن تجاه خميس مشيط في جنوب السعودية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم قوات "تحالف دعم الشرعية في اليمن" العميد الركن تركي المالكي، أن قوات التحالف المشتركة تمكنت صباح اليوم (الأربعاء) من اعتراض وتدمير طائرة بدون طيار "مفخخة" أطلقتها الميليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران بطريقة ممنهجة ومتعمدة لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية بمدينة (خميس مشيط).

وأوضح العميد المالكي أن محاولات الميليشيا الحوثية الإرهابية بالاعتداء على المدنيين والأعيان المدنية بطريقة متعمدة وممنهجة تمثل جرائم حرب، مؤكداً أن قيادة القوات المشتركة للتحالف تتخذ وتنفذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين والأعيان المدنية وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية.

الحرب طريق قادة ميليشيا الحوثي للثراء

على خلاف ما كان يتوقع اليمنيون، مع إعلان الإدارة الأمريكية الجديدة سعيها لإنهاء الحرب، واستبعاد ميليشيا الحوثي من قائمة المنظمات الإرهابية، جاءت ردود قادة الميليشيا تصعيدية واستفزازية للشرعية والتحالف، وساعية إلى زيادة حدة المواجهات داخلياً وخارجياً، ما يشير إلى أن استمرار الحرب، هو غاية ميليشاوية، لا لأنها تخدم من يمتلكون قرارتها، ولكن لأنها وفرت لتلك القيادات، مناخاً ملائماً للثراء الفاحش، على حساب الملايين من الفقراء والمعدمين.

في صنعاء تحديداً، يؤكد السكان أن ميليشيا الحوثي، ستعمل ما بوسعها لإفشال أي دعوة للسلام، وإنهاء الحرب، ويؤكدون أن انتشار مراكز التسوق الكبيرة، والمباني الضخمة التي يمتلكها قيادة في الميليشيا، وسيطرة قادتها على المناصب الهامة والقطاع التجاري وغيره، ويدركون أن إيقاف الحرب وإحلال السلام، يتعارض كلياً مع مصالح هذه القيادات، التي كانت لا تملك شيئاً عند اجتياح العاصمة، وأضحت اليوم تمتلك ملايين الدولارات، سواء من مصادرة أموال المعارضين، أو بيع المساعدات، أو المتاجرة بالمشتقات النفطية، وحتى الاستيلاء على أراضي وممتلكات الدولة.

تجار حرب

ويقول الموظف الحكومي عبد الوهاب أحمد، إن تجار الحرب لم يكتفوا فقط بشراء العقارات والأراضي، بل إنهم استثمروا ظروفها لشراء كل ما يمكنهم الحصول عليه بأثمان بخسة، باستخدام أموال طائلة، وثروات مالية ضخمة، جمعوها من خلال بيع كل ما يمكنهم بيعه من احتياجات الشعب الأساسية والضرورية والمعيشية، بأثمان باهظة.

ويجزم أن تجار الحرب هؤلاء، ومن يقف وراءهم، داعماً ومدافعاً ومسانداً ومستفيداً، لا يريدون للحرب أن تضع أوزارها.

النائب البرلماني أحمد سيف حاشد، الذي ناصر الميليشيا في البداية، وبات اليوم أحد أبرز منتقديها، فيقول إن هؤلاء كانوا يتحدثون عن نظام عائلي، اليوم، نجد في كل مرفق ومؤسسة نظاماً عائلياً، بل وأيضاً نظاماً مناطقياً ونظاماً طائفياً وجهوياً، أما المواطنة فلا نجدها.

من جهته، يؤكد إبراهيم عبد الله أن الحوثيين ينهبون المال العام، ويعتدون على ممتلكات الناس، وإذا انتقدوا، يتحججون أن البلاد في حالة حرب، وأن أي حديث عن فساد أو نهب، ليس وقته الآن.

وبالنظر إلى الثروات التي كوّنها القادة البارزون، فإن الرهان على استجابتهم لدعوات السلام، يبدو ضرباً من المستحيل، وتجلى ذلك واضحاً من خلال تصعيد الميليشيا ميدانياً، نحو محافظتي مأرب والجوف، واستهداف السعودية المستمر، حيث لا يمكن دفع هذه الميليشيا إلى طاولة الحوار، دون موافقة من طهران، التي تتحكم بقرارها، ودون ضغوط فعلية، تجبر هذه القيادات على مغادرة مربع البحث عن الثراء، على حساب دماء اليمنيين، وفق ما يؤكده مراقبون للشأن اليمني.

-------------------------------

المصدر| صحف عربية