"دروع بشرية"..
نازحون في مأرب ضحايا لأبشع استخدام من قبل الحوثيين
اتهمت الحكومة اليمنية المتمرّدين الحوثيين باستخدام المدنيين كـ"دروع بشرية" في إطار هجومهم على آخر أبرز معاقلها في الشمال.
وقال مسؤولان عسكريان إن الحوثيين يستخدمون النازحين المقيمين في مخيم الزور في منطقة صرواح في مأرب كـ"دورع بشرية".
واستأنف المتمرّدون المدعومون من إيران في وقت سابق هذا الشهر تحرّكهم لاستعادة مدينة مأرب، الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة صنعاء.
وتقع المدينة على مقربة من بعض أغنى حقول النفط اليمنية ومن شأن السيطرة عليها أن تشكّل انتصارا مهما بالنسبة للمتمرّدين.
وفاقمت المعارك المخاوف حيال سلامة مئات آلاف النازحين المدنيين الذين يحتمون في مخيّمات في الصحراء المحيطة الممتدة إلى الحدود السعودية.
ولا يقف الأمر عند استخدام الحوثيون للنازحين كدروع بشرية، بل إن مليشياتهم سبق أن قصفت مخيمات النازحين في مناطق عدة بمأرب.
وفي وقت سابق السبت، أكد معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة" إن مليشيا الحوثي المدعومة من إيران تواصل حشد المغرر بهم من أبناء القبائل والأطفال والمهشمين بالقوة والإكراه إلى محرقة مفتوحة في صحاري وجبال ووديان محافظة مأرب".
وأضاف الإرياني في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية أن "مليشيا الحوثي وهي تواصل عملية الحشد والتعبئة للمغرر بهم لا تبدو مكترثة بخسائرها البشرية الأكبر منذ بدء المواجهات، ولا مستشفيات وثلاجات صنعاء التي باتت عاجزة عن استقبال مزيد من القتلى والجرحى".
ودعا الإرياني المشائخ والقبائل وكافة الأسر في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي إلى منع الحاق أبنائهم ضمن مواكب الموت الحوثية التي تشيع بالعشرات كل يوم، وعدم الزج بهم في مصير محقق كمن سبقوهم، ورفض السماح باستغلالهم في معركة خاسرة لقتال إخوتهم اليمنيين خدمة للمشروع الإيراني وأجندته لنشر الفوضى والإرهاب في المنطقة.
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
وفاقمت المعارك في المدينة الواقعة على مقربة من بعض أغنى حقول النفط اليمنية، المخاوف حيال سلامة مئات آلاف النازحين المدنيين، الذين يحتمون في مخيّمات في الصحراء المحيطة.
وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن "قلقها البالغ" إزاء تصاعد العنف في مأرب. وقالت على تويتر "تحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر على اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية المدنيين وممتلكاتهم وجميع البنى التحتية المدنية الأساسية".
وحذّرت الأمم المتحدة بدورها من احتمال حدوث كارثة إنسانية في اليمن.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي إن ما يحصل في اليمن "يعرّض ملايين المدنيين للخطر، خصوصا مع وصول القتال إلى مخيّمات النازحين".
ويشير مراقبون إلى أن الحوثيين يسعون للسيطرة على مأرب كورقة تفاوضية هامة في محادثات السلام المرتقبة برعاية أميركية، خصوصا مع تعيين واشنطن مبعوثا خاصا لها إلى اليمن تيموثي ليندركينغ.
وتمثل مأرب نقطة قوة للمتمردين في حال سيطروا عليها، ليس فقط بسبب مخزونها النفطي وإنما أيضا لموقعها الإستراتيجي الذي يربط بين حضرموت والجنوب ويسهم في حماية صنعاء، فضلا عن أن السيطرة عليها قد تكون خيارا أسهل من خط تعز، وهي تمثل ركيزة رئيسية بالنسبة إلى الحوثيين في حال تم تطبيق نظام الأقاليم، وحولت الجماعة المناطق التي تسيطر عليها إلى إقليم شمالي يضم أبرز المدن والنقاط الحوثية.
والثلاثاء الماضي، حذّر مسؤولون بالأمم المتحدة من أن هجوم جماعة الحوثي للسيطرة على مدينة مأرب يهدد بتشريد مئات الآلاف وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وتمثل منطقة مأرب ملاذا لمئات الآلاف من الأشخاص الذين فروا من العنف خلال الحرب اليمنية المستمرة منذ نحو ست سنوات، فيما زاد عدد سكان المدينة الرئيسية هناك سريعا.