بمشاركة نخبة من الباحثين بالمركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب..

تقرير: "الإخوان وتركيا وإيران".. تسليط الضوء على التطرف والإرهاب

خطر «الإخوان» على المجتمعات الغربية

شيماء يحيى

في السنوات الأخيرة لمست الدول الأوروبية خطر الجماعات الإسلاموية المتطرفة، التي تعد من أكبر المؤثرات على المجتمعات، جراء محاولتها بناء مجتمعات موازية منافية لدولة القانون.

وفي إصداره الأخير لكتابه «الإرهاب والتطرف في أوروبا من الداخل»، ألقى الباحث في قضايا الإرهاب والاستخبارات «جاسم محمد»، الضوء على ظاهرة التطرف الديني والإرهاب الإسلاموي، وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين في المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب والاستخبارات في ألمانيا وهولندا.

وأوضح الباحث في كتابه أن التطرف والإرهاب في أوروبا بمثابة تطرف محلي، ولم يعد مستوردًا أو عابرًا للحدود، على الرغم من أن الإرهاب المستورد ما زالت امتدادته داخل أوروبا.

خطر «الإخوان» على المجتمعات الغربية

اختص الكاتب في الباب الأول من كتاب «الإرهاب والتطرف في أوروبا من الداخل»، الفئات المختلفة والمتنوعة من أشكال الإرهاب في أوروبا، منها إرهاب الجماعات الإسلاموية، والجماعات التكفيرية، والإسلام السياسي، واليمين المتطرف والليبرالي واليساري.

وفي الصفحات الأولى ناقش الكتاب برفقة التحليل والمعالجات، الأسباب التي أدت إلى التطرف الداخلي، المتمثلة في أنشطة الجماعات التكفيرية، فضلًا عن عمليات الذئاب المنفردة، وأنشطة الإسلام السياسي، تحت غطاء الجمعيات والمراكز الثقافية والاجتماعية.

وعلى سبيل المثال، يعتبر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا Federation of Islamic Organizations in Europe، الذي يضم منظمات إسلامية في 30 بلدًا أوروبيًّا، من أبرز منابر التطرف؛ إذ كان من أوائل قادته سعيد رمضان، صهر الأب الروحي لجماعة «الإخوان» حسن البنا، وسكرتيره الخاص وأحد الرعيل الأول من قيادات التنظيم.

ويعول الباحث «جاسم محمد»، خطر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، كونه الجناح الأوروبي لتنظيم «الإخوان» الدولي، ما جعله يطلق التحذيرات من مخاطر التنظيم والإسلام السياسي، ومحاولتهم تهديد الأمن الأوروبي عن طريق خلق مجتمعات موازية بداخل المجتمع الغربي.

مخاطر أخرى

مخاطر اليمين المتطرف في أوروبا، كانت أهم النقاط التي لم يغفل الكتاب عنها؛ إذ استند على تقارير صادرة من أجهزة استخبارات أوروبية وكبار مسؤوليين في الحكومات والاستخبارات.

ولم يغفل الكاتب مناقشة عوامل التطرف الخارجية، التي أصبحت مصادر تهديد على الأمن الأوروبي، إذ شكل التمويل الخارجي للجماعات المتطرفة والإسلام السياسي أبرزها، إضافةً إلى تهديدات السياسات التركية من خلال جبهات متعددة، مثل أنشطتها في سوريا، وليبيا، والعراق، وشرق المتوسط، لاسيما غرب أفريقيا وإقليم كراباخ، مع قراءة مستقبلية إلى العلاقات بين أنقرة والاتحاد الأوروبي، فعلى إثر تلك الملفات ازدادت حدة التوترات بين تركيا وأوروبا، لاسيما قيام فرنسا بحظر جماعة «الذئاب الرمادية» التركية.

وحث الكتاب على أهمية معالجة التطرف مجتمعيًّا في وجه الأيديولوجية الفكرية المتطرفة، لما له آثار فعّالة على المجتمعات أكثر من نشر القوات العسكرية لتطبيق الأمن في أوروبا.

الخطر السيبراني الإيرانى على أوروبا  

في الباب الثاني من كتاب «الإرهاب والتطرف في أوروبا من الداخل»، تناول الكاتب مجموعة من مخاطر أنشطة الاستخبارات الإيرانية، وشبكات التجسس، واستهداف المعارضة الإيرانية، واستهداف المعلومات والتكنولوجيا الحديثة، فضلًا عن تنفيذ الاستخبارات الايرانية هجمات سيبرانية ضد الدول الأوروبية، من أجل سرقة المعلومات والأبحاث.

وفي ثنايا صفحات الكتاب، كان لجماعة «حزب الله» اللبناني نصيب، في إطار حظر عدد من دول أوروبا له على خلفية ضلوعه فى أعمال إرهابية؛ حيث إن عام 2020  شهد حظر 5 دول أوروبية للحزب منها: ألمانيا، وليتوانيا، وإستوانيا، وسلوفانيا، ولاتفيا، بجانب دول كهولندا وبريطانيا، بينما تدرس سويسرا القيام بخطوة مماثلة، والكشف عن أنشطة الجمعيات والمراكز التي يتخفى من خلالها، والتي تمثل أيضًا تهديدًا على النظام الديمقراطي وأمن أوروبا.

---------------------------

المصدر| المرجع