بين تصعيد الحوثي ونفير القبائل..

تقرير: رئيس حكومة المناصفة يعرب خيبة أمله من تراخي المجتمع الدولي

بين تصعيد الحوثي ونفير القبائل.. اليمن يعرب عن خيبة أمله من تراخي المجتمع الدولي

القاهرة
مع التصعيد الحوثي والجرائم التي ترتكبها الميليشيا الإرهابية المدعومة من إيران في اليمن، أعرب مجلس الوزراء اليمني عن خيبة أمله من المواقف الباهتة وتراخي المجتمع الدولي أمام ما وصفه بـ"إجرام وتصعيد ميليشيا الحوثي الإيرانية على مأرب، واستهداف المدنيين واستخدام الأطفال وقودا لحربها".
وأكد مجلس الوزراء اليمني في اجتماع عقده بالعاصمة المؤقتة عدن، أن رد الميليشيا الحوثية على دعوات السلام التي أعلنها العالم هو بمضاعفة إجرامها واعتداءاتها وخرقها للقوانين والأعراف الدولية.
وقال "إن السلام لا يُبنى في الفراغ، إنما له شروط وأسس، وفي كل مرة تثبت هذه الميليشيا أنها لا تعبأ بالسلام، ولا ترى في أي مبادرات سوى فرصة للمراوغة واستمرار غيها".
واعتبرت الحكومة اليمنية في بيان صادر عن اجتماعها، التصعيد على مأرب "دليل آخر ورد واضح على تحرك المجتمع الدولي لتحقيق السلام في اليمن، ما يضع جدية المجتمع الدولي في مسار السلام أمام امتحان حقيقي".
وأكدت أن الحكومة الشرعية كانت ولاتزال تؤمن بالسلام الذي يحقق الهدف الذي ضحى من أجله اليمنيون، وبما يلبي طموحهم باستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب ووفقا للمرجعيات التي توافق عليها اليمنيون والإقليم والعالم.
وحثت الحكومة أبناء الشعب اليمني في المناطق التي مازالت ترزح تحت قهر وإجرام ميليشيا الحوثي الانقلابية، بالحفاظ على أبنائهم. وقالت إن "هذه الميليشيا الإجرامية المرتهنة تغرر بهم للاعتداء وقتال إخوانهم اليمنيين وتسوقهم نحو محرقة وتلقي بهم إلى الموت".
وذكرت أن "مئات بل آلاف من أبنائهم يعودون من مأرب جثث وصور يزايد بها الحوثيون، ولا ترى فيهم سوى وقود لأوهامها".
وبحسب البيان فقد أكد مجلس الوزراء على سرعة تنفيذ مصفوفة احتياجات محافظة مأرب في الجوانب العسكرية والإغاثة الإنسانية والدعم الطبي والاجتماعي والشعبي، لافتا إلى أهمية إعطاء تنفيذ الاحتياجات الواردة في المصفوفة الأولوية القصوى، خاصة المتصلة بدعم جبهة مأرب وما تتطلبه بشكل عاجل.
وأشاد رئيس الحكومة، معين عبدالملك، في الاجتماع، بالدعم الأخوي الصادق وإسناد الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، مؤكدا أن مأرب اليوم تحمل لواء عزة وكرامة وهوية اليمن وتحمي الدولة والجمهورية والنظام الديمقراطي أمام أوهام ميليشيا عنصرية مرتهنة لإيران.
وأضاف أن "هذه المحافظة ومثلما كسرت صلف الميليشيا سابقا في 2015، وكانت نقطة الانطلاق للتحرير والنصر، فإنها ستكون بوابة النصر الكبير لاستعادة الدولة وإنهاء الانقلاب على كل شبر في اليمن".
في سياق متصل،  أعلن زعماء القبائل في اليمن، النفير العام لمساندة قوات الشرعية في المواجهات مع ميليشيا الحوثي في محافظة مأرب، بالتزامن مع تمكّن القوات المشتركة من تحرير عدد من المواقع في شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف. 
ودعا اجتماع موسع عقد في مدينة مأرب حضره أعيان ووجهاء قبائل اليمن ومحافظو ووكلاء عدة محافظات، كل القبائل لدعم وإسناد قوات الجيش الوطني ورفد الجبهات بآلاف المقاتلين حتى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة الدولة.
ووصف بيان القبائل، ميليشيا الحوثي بأنّها أداة احتلال ونفوذ إيراني دخيل يحول دون مبدأ التعايش، ويمارس إرهاب الدولة الذي يعتبر أشد أنواع الإرهاب، محذرين كل الأعيان والوجهاء تحت سيطرة الحوثي من التورّط في الزج بأبناء اليمن في محارق الموت خدمة لكيان إرهابي دخيل يعمل ضد اليمن لصالح إيران ومشروعها المعادي لليمن والمنطقة العربية كلها. وأكّد المشاركون من أعيان وقبائل اليمن، أنّ المعركة الدائرة بين اليمنيين وميليشيا الحوثي معركة وطنية ووجودية بامتياز.
وتتزامن الدعوات مع تمكّن القوات المشتركة من تحرير كل المواقع التي كانت تتمركز فيها ميليشيا الحوثي في جبهة الجدافر شرق مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف. 
وذكر العميد عبده المخلافي، قائد اللواء 22 مشاة، أنّ القوات المشتركة تمكنت وبعد معارك خاضتها مع عناصر الميليشيا، من تحرير جميع المواقع في جبهة الجدافر شرقي الحزم، واقتربت من بوابة معسكر اللبنات، على الرغم من محاولات الميليشيا استعادة بعض المواقع التي مُنيت بالفشل الذريع وتكبّدت خلالها الميليشيا سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفها.
ووفق مصادر عسكرية، فإنّ القوات المشتركة وبدعم تحالف دعم الشرعية، تخوض معارك عنيفة على امتداد الجبهات في محافظتي الجوف ومأرب، وسط تكبيد الميليشيات الحوثية خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وبقيت مأرب حتى مطلع العام الماضي بمنأى عن أسوأ فصول الحرب الأهلية التي يعيشها اليمن منذ العام 2014.
وحض رئيس "حكومة الحوثيين" عبد العزيز بن حبتور الشعب اليمني على دعم جهود الحوثيين للسيطرة على مأرب، حسبما نقلت عنه قناة المسيرة المتحدثة باسم المتمردين.
وحذّرت الأمم المتحدة بدورها من احتمال حدوث كارثة إنسانية في اليمن، وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أمام مجلس الأمن الدولي إن ما يحصل في اليمن "يعرّض ملايين المدنيين للخطر، خصوصا مع وصول القتال إلى مخيّمات النازحين".
ويأتي هجوم الحوثيين في وقت شطبت الإدارة الأميركية الجديدة المجموعة المتمرّدة من قائمة واشنطن للمنظمات الإرهابية في مسعى لتسهيل عملية إيصال المساعدات إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون وتمهيد الطريق لعقد محادثات سلام جديدة.
ويشهد اليمن حربا منذ نحو 7 سنوات، أودت بحياة أكثر من 233 ألف شخص، وبات 80 بالمئة من السكان، البالغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، يعتمدون على الدعم والمساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق الأمم المتحدة.
وللنزاع امتدادات إقليمية؛ منذ مارس 2015، إذ ينفذ تحالف بقيادة السعودية، عمليات عسكرية دعما للقوات الحكومية، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، والمسيطرين على عدة محافظات، بينها العاصمة صنعاء.
-------------------------