"حدد محاور المعركة"..

تقرير: "أحمد الميسري".. ومخططات إخوان اليمن لاجتياح الجنوب مجدداً

أحمد الميسري (وسط) هو سياسي يمني كان يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة المنفى اليمنية - أرشيف

عدن

سلط حديث وزير الداخلية السابق أحمد الميسري لقناة "الجزيرة" الضوء من جديد على مخططات التنظيم الدولي للإخوان في اليمن، والذي مثل أحد أهم أدواته خلال الفترة الماضية في الصراع بالجنوب.

فحديث الرجل أكد بأن اقتحام عدن والسيطرة على المحافظات المحررة الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي، لا يزال هدفاً حياً في أذهان التنظيم عكسه دعوته لقوات "الشرعية" الخاضعة لسيطرة الإخوان إلى اقتحام عدن.

حدد الميسري محاور المعركة وأماكن تواجد هذه القوات لتنفيذ المهمة، وهي شقرة، أبين ومن خلفها مأرب، والصبيحة، لحج ومن خلفها تعز، مناطق تتواجد فيها قوات الإخوان باستثناء صبيحة، لحج، لكن الميسري قصد بذكرها قوات ما تسمى بـ "محور طور الباحة". وهو محور ظهر فجأة منتصف العام الماضي بدون قرار جمهوري، ويرأسه العميد الإخواني أبو بكر الجبولي والذي بات "لواء" بدون قرار أيضاً، واجبرت ضغوط قبلية الجبولي على التراجع عن ذلك قبل أن يعود إلى المشهد وباستعراض عسكري مطلع فبراير الماضي.

ليأتي حديث الميسري ويؤكد كل الاتهامات التي وجهت لهذا المحور ودوره المشبوه في معركة الإخوان ضد الجنوب، وتحويل الصبيحة إلى "شقرة" أخرى لإطباق الحصار على عدن واقتحامها، وهو أمر سهل، عسكرياً، في نظر الميسري.

فبحسب الميسري فإن معركة اقتحام عدن والسيطرة عليها لا يحتاج من قوات الشرعية أكثر من "هَبّة" بسيطة، في تعبير يذكِّر بتعبير "هَزّة" الذي استخدمه القائد العسكري لمليشيات الإخوان بتعز العميد عبده فرحان المشهور بـ"سالم" في سياق حديثه عن معارك الإخوان للسيطرة على ريف تعز في الفيديو المسرب له والذي ظهر في أغسطس الماضي.

سالم الذي يشغل منصب مستشار قائد محور تعز كان قد أشار بالفيديو المسرب وهو يخاطب أنصاره عن المخا.. مؤكداً بأن ميناءها "حقنا"، ويطلب من أنصاره توحيد صفوفهم والاستعداد لعمل "هَزّة"، في تلميح لمخطط إخواني بالتوجه نحو الساحل الغربي.

وبذات الطريق يرى الميسري "هبته" لاقتحام عدن بأنها فعل طبيعي باعتبار أن "الجنوب حقنا" وليس للمجلس الانتقالي، معترفاً بكل صراحة بترك قتال الحوثي والتوجه للصراع في المحافظات المحررة، مبرراً بأن التحالف هو السبب في دفعهم لذلك.

وما لم يقله سالم بشكل واضح قاله الميسري وعلى الهواء، بأن المعركة باتت مع التحالف من المهرة إلى باب المندب، إلا أنه اتفق مع سالم في الادعاء بأن التحالف لم يقدم أي دعم في مواجهة الحوثي واستخدام سياسة الابتزاز لإجباره على ذلك لاستخدامها في معارك "الهبات والهزات".

حيث أشار الميسري في سياق حديثه عن معركة مأرب إلى ما قاله وزير الخارجية السعودي السابق سعود الفيصل بأن أمريكا سلمت العراق إلى إيران بطبق من ذهب، معلقاً: لا نريد أن يتكرر ذلك في اليمن.

ويضيف الميسري في تعليقه ذلك بدعوة السعودية إلى تغيير أسلوبها وضخ المزيد من الأسلحة والمعدات لمنع سقوط مأرب، مستشهداً بالرد الذي تلقته قيادات الجيش بتعز من قيادات التحالف (السعودية) في عدن مؤخراً على إثر المعارك الأخيرة مع مليشيات الحوثي التي قال الميسري بأنها "حققت انتصارات بمجهود ذاتي".

حيث كشف الميسري بأن قادة عسكريين بتعز ذهبوا إلى قيادة التحالف السعودي بعدن وطلبوا منهم الدعم لاستمرار المعارك، وأن الجانب السعودي طلب منهم تقديم طلب باحتياجاتهم ورفعها إلى المسئولين في قيادة التحالف، ويعلق الميسري غاضباً: "ما هذه الرتابة"؟!.

يؤكد حديث الميسري صحة الاتهامات التي صاحبت انطلاق المعارك الأخيرة في تعز مطلع الشهر الماضي وأنها وسيلة ابتزاز من قبل الإخوان بتعز لجلب الدعم من التحالف، وهو ما يفسر توقفها خلال الأيام الماضية بعد فشلهم في ذلك.

كما أن حديث الميسري ومن قبله سالم يفضح التناقضات العجيبة لدى الإخوان والموالين لهم، بين ادعاء امتلاك القوة حين يتعلق الأمر بمعاركهم الخاصة وانكار ذلك عند الحديث عن المعركة الأساسية لمواجهة انقلاب الحوثي، والنتيجة هي تأكيد الابتزاز الإخواني للتحالف لتمويل "هباتهم وهزاتهم" نحو خصوم الحوثي في الجنوب والساحل الغربي.

-----------------------------
المصدر| نيوز يمن