واشنطن عازمة على معاقبة السعوديين على خطاياهم..
تقرير: "إدارة بايدن" ترسخ نظام حوثي إيديولوجي إرهابي متطرف
واشنطن
قال تقرير مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إن "إدارة بايدن قد تجد نفسها قريبة في مواجهة كارثتين كبيرتين على الأقل في الشرق الأوسط، ما لم تنتهج نهجاً حذراً في سياساتها.
وقال التقرير، الذي كتبه "جون هانا" مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني، إن "الكارثة الأولى، هي الترسيخ الدائم لنظام حوثي إيديولوجي إرهابي متطرف مدعوم من إيران في اليمن وهو -نسخة شبيهة تماماً بحزب الله في شبه الجزيرة العربية- مسلح حتى النخاغ بأسلحة دقيقة بعيدة المدى قادرة على استهداف شركاء ومصالح الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة".
وذكر أن "الهجمات بالطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية التي أطلقت على أهداف في جميع أنحاء السعودية ليست سوى أحدث تذكير بمدى سوء الأمور".
أما الكارثة الثانية –يقول التقرير- فهي الانهيار الكامل لموقف الولايات المتحدة وحلف الناتو في أفغانستان وعودة طالبان إلى السلطة، الذين لا يزالون متحالفين مع إرهابيي القاعدة الذين ساعدوا أسامة بن لادن في تنفيذ هجمات 11 سبتمبر.
وأشار إلى أن "الرئيس بايدن لم يخلق الظروف بالغة السوء التي تواجهها الولايات المتحدة الآن في اليمن وأفغانستان، فقد كانت موجودة منذ سنوات، بيد أن السياسات التي اتبعتها إدارته في أول شهرين ونصف في منصبه قد زادت من سوء الوضعين السيئين بالفعل".
وأضاف، إنه من الواضح أيضاً أنه "إذا تم تحقيق نطاق وعواقب هذه الهزائم الوشيكة لسياسة الولايات المتحدة بالكامل، فسيكون بايدن حتما مثقلا بالجزء الأكبر من اللوم".
وقال إن "الحماقة التي ارتكبتها الولايات المتحدة في اليمن فهي الأكثر وضوحاً. فقد دخلت الإدارة المنصب (إدارة بايدن) في حالة خداع أخلاقي رفيع، عازمة على معاقبة السعوديين على خطاياهم العديدة، بما في ذلك ملاحقتهم الوحشية وغير الكفؤة للحرب ضد الحوثيين".
وأوضح أنه "تم تعليق مبيعات الأسلحة إلى المملكة على الفور. توقف كل الدعم للعمليات العسكرية الهجومية إلى السعودية. تم التراجع عن قرار إدارة ترامب في اللحظة الأخيرة بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية".
واستطرد قائلاً: "ما حدث بعد ذلك لا ينبغي أن يكون مفاجأة - على الأقل ليس لأي شخص أمضى أكثر من خمس دقائق في تحليل من كان على الجانب الآخر من الصراع اليمني (عصابة قاتلة من الإيديولوجيين المتطرفين في علاقة عميقة مع الحرس الثوري الإسلامي) ومصممون على احتلال معظم اليمن خدمة لشعارهم المستورد من طهران (الصرخة).
وحذر من أن الرد الأكثر احتمالاً لقرار الولايات المتحدة بسحب البساط من تحت المجهود الحربي السعودي سيكون تصعيدا خطيرا للحملة العسكرية للحوثيين.
وأكمل:" كان تسريع الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية ضد المدن السعودية والمطارات والبنية التحتية النفطية المهمة بلا هوادة، مذهلا في نطاقه وجرأته، كما اقترن ذلك بزيادة جهود الحوثيين طويلة الأمد للاستيلاء على مدينة مأرب الاستراتيجية، آخر موطئ قدم للحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة والمدعومة من السعودية في شمال وسط اليمن وموقع أكبر حقول النفط والغاز في البلاد".
وتساءلت "فورين بوليسي": "هل تدرك إدارة بايدن، انه لو نجح الحوثيون، فستنتهي اللعبة فعليا للجهود التي استمرت سبع سنوات لمنع ترسيخ نظام ثوري متطرف شبيه بحزب الله عبر شمال اليمن، متاخما للبحر الأحمر والحدود السعودية"؟
وأضافت: "يبدو أن إدارة بايدن فوجئت بأن مجموعة من المتطرفين المدعومين من الحرس الثوري الإيراني انتهى بها الأمر بتفسير وعد بايدن بـ"إعادة تقييم" العلاقات مع الرياض على أنه دعوة مفتوحة للضغط على الميزة العسكرية بدلاً من إلقاء سلاحهم".
وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون في أكثر من مناسبة عن "قلقهم" من أن إيماءات السلام بحسن النية لإنهاء الحرب أدت إلى تصعيد كبير في هجمات الحوثيين في اليمن وعلى المملكة، وقد أدان المتحدثون باسم الإدارة بأمانة كل اعتداء حوثي جديد، وقد أكدوا مرارا وتكرارا التزامهم بمساعدة السعودية في حماية أراضيها من الهجمات، متعهدين "لن نسمح للمملكة بأن تكون عرضة للاستهداف".
وقالت مجلة "فورين بوليسي" إن "الحقيقة المؤسفة أن سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة، فهمها الحوثيون وداعموهم الإيرانيون ليس على أنها علامة على حسن النية الأمريكية بل كمؤشر ضعف وتراجع، والتي بالتأكيد أدت إلى تفاقم التهديدات المباشرة التي يواجهها أحد أقدم وأهم شركاء واشنطن في الشرق الأوسط.
واعتبرت أن هذه ليست نظرة جيدة بالنسبة لقوة عظمى تعتمد على تحالفاتها العالمية كمصدر قوة رئيسية في تنافسها المكثف ضد الصين الصاعدة وروسيا المنتقمة، وحيث تكون مصداقية التزام الولايات المتحدة هي العملة المطلوبة في العالم.
ووصف التقرير حديث مسؤولي بايدن عن عزمهم على المساعدة في الدفاع عن الأراضي السعودية من هجمات الحوثيين بصواريخ وطائرات بدون طيار، بالكلمات الفارغة"، خاصة عندما قطعت واشنطن في نفس الوقت جميع المساعدات، بما في ذلك الذخائر الموجهة بدقة، والعمليات الاستخباراتية، لنوع من الأعمال العسكرية السعودية العدوانية في اليمن والتي تعتبر ضرورية لقمع تلك الهجمات.
قد يكون رفض تزويد السعودية بالأسلحة التي تحتاجها لوقف استهداف مدنها وبنيتها التحتية هو ما يمكن الاعتماد عليه للحصول على دعم أمريكي موثوق به في التجمع التقدمي للحزب الديمقراطي. لكن بالنسبة للسعوديين والعديد من الدول الأخرى التي ربطت أمنها بعربة واشنطن،
في السراء والضراء، يبدو الأمر بلا شك أشبه بالتخلي - إن لم يكن بالخيانة. تقول "فورين بوليسي".
وشددت على فريق بايدن باتخاذ إجراءات تصحيحية مهمة تشمل إلغاء تعليق شحنات الأسلحة الأمريكية وحشد جهد دولي قوي لوقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين.
وخلص جون هانا، مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الامريكي السابق ديك تشيني، إلى القول: "في كل من اليمن وأفغانستان، تخاطر إدارة بايدن بأخطار كبيرة - ليس فقط أن القوات المناهضة بشدة للولايات المتحدة ستحقق انتصارات في المناطق التي تكون فيها المصالح الأمريكية المهمة على المحك، ولكن سيُنظر إليها على أنها فعلت ذلك كنتيجة فورية لقرارات بايدن الهادفة لترك شركاء قدامى في مأزق. ومن الصعب للغاية التخلص من آثاره المدمرة".