"جيش الإخوان يعود لمحاربة القبائل"..

تقرير: "مأرب".. اتفاقات سرية للتسليم والطيران يعرقل سقوطها الوشيك

حوثيون ينقلون قتلاهم في مأرب إلى صنعاء - العربية وفرانس برس

نصر محسن
كاتب صحافي متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

كثف الحوثيون "الأحد" من هجومهم على محافظة مأرب النفطية، المعقل الأخير لإخوان اليمن في الشمال، وسط سقوط عشرات القتلى من الانقلابين المدعومين من إيران، في غارات لطيران التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وقالت قناة "العربية" السعودية "إن الجيش اليمني يواصل الدفاع عن محافظة مأرب، صادا محاولات ميليشيات الحوثي التقدم، من خلال قصف مواقع وتحصيناتها، متحدثة عن سقوط عشرات القتلى.

ونقلت القناة عن رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، تأكيده (الأحد) استمرار العمليات العسكرية في مختلف جبهات القتال حتى دحر ميليشيات إيران".

وذكرت القناة السعودية الأسباب التي تدفع الحوثيين إلى السيطرة على مأرب، لكنها لم تشر إلى أي دوافع سياسية، واكتفت بالزعم ان الحوثيين يهدفون من السيطرة على مأرب، للسيطرة على ثرواتها النفطية والغازية ومياه السد (غير المطور).

وقالت القناة إن الميليشيات الحوثية تحاول الدخول إلى المدينة التي تعتبر موطنا لحقول النفط والغاز، وفيها شركات دولية كـ Exxon Mobil Corp و Total SA.

وأوردت القناة معلومة مغلوطة حيث زعمت ان سكان مأرب 29 مليون نسمة، في حين ان عدد سكان اليمن ربما يصل إلى هذا الرقم او يزيد.

وأضافت القناة "أن مأرب تحوي على محطة توليد كهرباء توفر 40٪ من كهرباء اليمن، ما يشكل نقطة مهمة بالنسبة للميليشيات، في دفتر حساباتهم، بالإضافة الى ان سد مأرب الحديث يعتبر مصدراً رئيسياً للمياه العذبة، على الرغم من عدم تطويره بالكامل، ما يشكل أيضا دافعا اقتصاديا ومعيشيا إضافيا ليسيل لعاب الميليشيات.

وعلى الرغم من تكثيف الطيران العسكري السعودي للطلعات الجوية وقصف مواقع وتحركات الحوثيين، الا انه بات من المثير للتساؤل حول سبب التراجع للقوات الإخوانية التي عادت لفتح معركة جديدة مع القبائل التي تقاتل الميليشيات الحوثية.

وقالت مصادر قبلية ان قوات محسوبة على هادي والاخوان اشتبكت خلال الأيام الماضية مع افراد قبائل مأرب، دون ان يتم الكشف عن الأسباب، الا ان مصادر أخر لم تخف وجود صراع على أموال قدمتها الرياض لدعم جبهة "الشرعية ضد الحوثيين".

وتوقعت مصادر قبلية في مأرب تحديث لمراسل صحيفة اليوم الثامن عن هناك مؤشرات على وجود تفاهم سري ضمن معادلة التقاسم بين الأقطاب المتصارعة (إيران وقطر وتركيا والسعودية)، خاصة وان العراق يحتضن مشاورات لإنهاء الحرب في اليمن، على قاعدة تقاسم النفوذ "الشمال لإيران والجنوب لأقطاب الصراع الأخرى، بما فيها تركيا التي تعرض منذ أشهر ارسال مرتزقة واسلحة لدعم حكومة هادي لاستكمال سيطرتها على الجنوب المحرر من الحوثيين.

وأكد المصادر "ان سقوط مأرب بات وشيكا، وان المسألة ترتبط بغارات طيران التحالف العربي التي أوقعت في صفوف الميليشيات عشرات القتلى بشكل يومي"؛ الأمر الذي يكشف إصرار الحوثي السابق على إيقاف الطلعات الجوية.

 وتساءل المحلل السياسي ياسر اليافعي "حول ما اذا كانت مشاورات مسقط الغامضة من نتائجها تسليم مأرب للحوثي، مقابل ان تكون شبوة وحضرموت وطنا بديلا للإخوان، ووقف اعتداءات الحوثي على السعودية".

ولفت اليافعي إلى أن "اقتراب الحوثي من مدينة مأرب ووصول رئيس الحكومة معين عبدالملك بطائرة سعودية الى المكلا، واجتماع هادي مع قيادات الشرعية قبل ايام مؤشر على ذلك".

وقال "العجيب في الأمر ان علي محسن الاحمر لم يدفع بأي قوات من سيئون الى مأرب للدفاع عنها رغم ان معه ترسانة عسكرية ضخمة هناك وسبق ودفع بها الى شقرة لقتال ابناء الجنوب".

وأكد اليافعي "أن من يظن ان الجنوب سيكون وطنا بديلا فهو واهم ومثل ما لهم بدائل، الاطراف الاخرى لديها بدائل".

من جهته، توقع المستشار الإعلامي أنور التميمي "أن تسقط مأرب قريبا بيد ميليشيات إيران، وستتحول المعركة ناحية الجنوب. ستدفع الرياض بالمهزومين نحو مناطق الجنوب المحتلة من الإخوان وعملاء الحوثي وتركيا، على أمل خلق شرعية جديدة لهم".

وقال "ستنتهي شرعية هادي، وستحاول السعودية إظهار معين كحامي حمى الشرعية الجديد باسم اتفاق الرياض".

من جهته، أكد يحيى أحمد – وهو ناشط حقوقي يمني – "أن من يسعى لأسقاط مارب هي الشرعية التي ترفض توحيد الصف الجمهوري تحت راية الجمهورية وما تزال تتفرج ولا تصدر صوت لان سكوتها يعني رضاها".

وقال "ليس المفروض تعزز جبهة مارب بمقاتلين من الساحل بل الاولى ان تحرك جبهة الساحل وكل الجبهات نحو صنعاء، تحرك جبهة وايقاف البقية نصر للحوثي تقدمه الشرعية".

وأكد السياسي اليمني المقيم في بريطانيا علي البخيتي أن " خسائر الحوثيين فادحة على بوابة مأرب".

وأكد البخيتي – وهو قيادي حوثي انشق قبل سنوات – "أن الحوثييين لا يهتمون لحياة أتباعهم، لا مشكلة لديهم في نحر عشرات الآلاف ليدخلوا المدينة، طالما هناك شلال من العجول مستعدين للتضحية من أجل خرافات عفا عليها الزمن وشعارات غبية لحروب عبثية لن يتوقف جنون الحوثي ولا شغفه بالحرب والدماء والدمار".