عدم تحركها لوقف هجماتهم على المملكة..

تقرير: رغبة طهران بالتهدئة مع الرياض تناقض في تسليح الحوثيين

إيران تنفتح على إقامة علاقات وثيقة مع السعودية

طهران

أبدت غيران علنا استعدادها لانفتاح على علاقات وثيقة مع السعودية، إلا أنها لم تظهر حتى الآن خطوات عملية باتجاه التهدئة الفعلية وخفض حدة التوترات القائمة بين القوتين الإقليميتين الشيعية والسنّية منذ سنوات.

وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف يوم الأربعاء، إن بلاده مستعدة لإقامة علاقات وثيقة مع السعودية وللتعاون معها من أجل أن يسود السلام والاستقرار منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في اليمن.

وأضاف للصحفيين بعد اجتماعه مع نظيره السوري فيصل المقداد في دمشق "نحن يقينا على استعداد وكنا دائما على استعداد لإقامة علاقات وثيقة مع السعودية. وأنا على يقين من أن أشقاءنا السوريين يرحبون دائما بالتعاون في العالم العربي ونحن أيضا معهم في ذلك. أجرينا بعض الاتصالات مع السعودية ونأمل أن تؤتي ثمارها من خلال تعاون أكبر بين إيران والمملكة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة لا سيما في اليمن الذي يعاني من كارثة إنسانية مروعة".

وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية علنا لأول مرة يوم الاثنين أن طهران تجري محادثات مع السعودية، موضحا أنها ستبذل ما في وسعها لحل المسائل الخلافية بينهما.

وقال السفير رائد قرملي مدير إدارة تخطيط السياسات بوزارة الخارجية السعودية الأسبوع الماضي إن المحادثات بين السعودية وإيران تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة، مضيفا أنه من السابق لأوانه الحكم على النتيجة، موضحا أن الرياض تريد أن ترى "أفعالا يمكن التحقق منها".

والعلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ العام 2016 على اثر إعدام المملكة رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهم تتعلق بالإرهاب وهو التطور الذي فجر أزمة بين الرياض وطهران على اثر محاولة متظاهرين إيرانيين حرق سفارة السعودية في طهران وقنصليتها في مشهد.

وبرزت في الفترة الأخيرة مؤشرات على إمكانية تهدئة التوتر، بعد أن اعلن العراق استضافته محادثات إيرانية سعودية أكثر من مرة.

ولاحقا أدلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتصريحات علنية وواضحة أوضح خلالها أن إيران دولة جارة وأنه لا بد في نهاية المطاف من التحاور معها. كما دعا المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من طهران إلى الجلوس على طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب في اليمن.

وفي خضم هذه التطورات التي تعتبر خطوة مهمة مقارنة بحالة الشدّ والجذب السابقة والاتهامات المتبادلة بين الرياض وطهران، برزت مؤشرات سلبية يمكن أن ترخي بظلالها على تقدم مسار المحادثات السعودية الإيرانية، فقد أعلنت البحرية الأميركية مصادرة شحنة ضخمة من الأسلحة بينها صواريخ دقيقة التوجيه وذخائر في بحر العرب قال مسؤول أميركي إن مصدرها إيران وأن وجهتها على الأرجح هي اليمن دعما للحوثيين.

وقالت واشنطن أيضا غن الدعم الإيراني للحوثيين "فتاك"، مؤكدة أن المتمردين الذين يتلقون دعما سخيا من طهران يعطلون الحل السياسي وأنهم أهدروا فرصة كبيرة برفضهم لقاء المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث في مسقط.

وتحاول إدارة الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن العمل على مسارين لتهدئة التوترات وإنها الأزمة في المنطقة، حيث بادرت بالدخول في مفاوضات غير مباشرة مع إيران في فيينا برعاية الشركاء في الاتفاق النووي للعام 2015.

كما قامت بإلغاء قرار الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي كان قد وضع الحوثيين على قائمة التنظيمات الإرهابية، لكن كل الجهود الأميركية للتهدئة وصلت إلى طريق مسدود بسبب تعنت جماعة أنصار الله الحوثية ، بينما يقول دبلوماسيون غربيون إن مفتاح التهدئة في اليمن بيد إيران التي لها تأثير قوي على المتمردين.

ورغم التحرك الأميركي لإنهاء الأزمة اليمنية ورغم المبادرات التي برزت أخيرا للتهدئة بين إيران والسعودية، يواصل الحوثيون شن هجمات بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة إيرانية الصنع على أهداف مدنية واقتصادية في المملكة.