الدوحة وظفت الجزيرة كجهاز مخابرات لواشطن..

يسري فودة: هكذا وصف الامركيون حاكم قطر

الصحفي والاعلامي المصري يسري فودة

حسين حنشي (عدن)

في واحد من أكثر الكتب سردا للوقائع بالمستندات والصور، يضع الصحفي والاعلامي المصري يسري فودة القراء امام حقائق، بعضها صادمة أكثر من كل الحقائق الواردة في الكتاب.
(في طريق الأذى) هو كتاب يسرد فيه فودة ما دار بينه وبين قيادة تنظيم القاعدة من مخططي احداث 11 سبتمبر، ولكنه، وما يهمنا هنا، وتماشياً مع الاحداث، يضع حقيقة صادمة عن استخدام النظام القطري في اعلى هرمه لقناة الجزيرة كمحطة مخابراتية من اجل كسب رضا الامريكيين، والصدمة الأشد انه يكشف كيف قابل الامريكيون تلك "الخدمات الاميرية القطرية".
يسرد فودة في مقدمة كتابه كيف التقى امير قطر في بريطانيا من اجل معلومات وشرائط اعترافات عناصر القاعدة بمسؤوليتها عن أحداث 11 سبتمبر، وماذا عرض الامير "المستعجل" على ايصال المعلومة الى الامريكيين.
ثم يسرد بعد ذلك كشف صحفي أمريكي لكيفية تعامل مدير المخابرات الامريكية جورج تينيت مع تلك الخدمة الاميرية، وبماذا وصف تينيت الامير (وصفا جنسيا محتقرا)، مع تعليق لفودة على نظرة الامريكيين لتقديم الخدمات من اي مسؤول عربي.

ما الذي نقله الامير للأمريكيين وكيف وصفوه؟
يقول فودة: وجوهر المسألة عندي كان ولا يزال واضحا في بساطته، بسيطاً في وضوحه: انني لم اخرج في غزوة عنترية لاصطياد القاعدة حتى يحق لي بعد ذلك ان اتصرف في غنائم ذلك الصيد. فالحقيقة انهم هم الذين اتصلوا بي وهم الذين وجهوا لي دعوة، وهم الذين تركوا لي حرية الاختيار. ومن ثم فإن قبولي دعوتهم بغض النظر عما اظنه بهم او بما فعلوا لم يكن يعني سوى انني ساحل ضيفا عليهم في اطار مهني هم لديهم ما يقولونه وانا لدي اسئلة كنا جميعا نبحث عن اجابة عنها، اما والامر كذلك فإنني احمد الله تعالى على انه لم يساعدني فقط على هذا التحدي المبدئي بل زادني قوة لمواجهة ما كان في انتظاري من تحديات اخرى.
جوهر ما دار بيني وكبار المسئولين عن قناة الجزيرة آنئذ في الدوحة موجود بتفاصيله في موضع لاحق من هذا الكتاب، لكن الامر استغرق اكثر من اربع سنوات قبل ان تتاح لي معرفة ما حدث من ورائي، اثناء وجودي في الدوحة وفي اعقاب عودتي الى لندن، عندما نشر رون ساسكيند كتابه عام 2006.
يقول، نقلا عن مصادر استخبارية ان جورج تينيت مدير وكالة الاستخبارات الامريكية (سي أي ايه) آنئذ، دخل في ذلك اليوم الرابع عشر من يونيو 2006 الى اجتماع الخامسة مساء وهو يكاد ينفجر، اصر وهو يتخذ موضعه على طاولة الاجتماعات على تغيير جدول الاعمال وعلى ان يبدأ هو الحديث، قال: "كما تعلمون كانت لدينا خلافاتنا مع صديقي الامير (يقصد امير قطر آنئذ، الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني) ولكنه اليوم اعطانا هدية مذهلة".
يستطرد ساسكيند قائلا: ان تينيت عرض التفاصيل التي بلغته من الامير، فيما يخص لقائي بالمسئولين عن قناة الجزيرة وهو مستمتع فخور بما لديه قبل ان يقول لمساعديه بطريقته التقليدية المعروفة عنه: "in other words the fat f *** came through".
لأسباب واضحة لا داعي لترجمة هذه العبارة الاخيرة، لكنها ان صح اسنادها تكشف لكل حاكم عربي ولكل مسئول ولكل متعاون كيف في واقع الامر يراه اصدقاؤه في واشنطن، حتى وان قدم كل ما يملك تقربا اليهم، ذلك حتى في خضم حاجتهم اليه، فما بالك حين تنتهي صلاحيته! مثلما يكشف الامر كله ان الحقيقة ظاهرة في يوم من الايام مهما حاول احدهم اخفاءها ومهما اجتهد الامير، وفقا لما ورد في الكتاب في استحلاف صديقه مدير وكالة الاستخبارات الامريكية ان يبقى الامر سرا على حد ما اورد ساسكيند نقلا عن احد المشاركين في ذلك الاجتماع. (نوقشت الشروط اثناء الاتصال الذي جمع تينيت بالامير فيما يخص الكيفية التي ستتعامل بها وكالة الاستخبارات المركزية مع المعلومات لا احد على الاطلاق ولا حتى داخل ادارة الجزيرة كان على علم بان الامير اقام ذلك الاتصال الهاتفي).
ما الذي اذا يمكن ان يكون الامير قد نقله الى تينيت فانتشى به هذا الى ذلك الحد؟ بل الى حد ان يقول رون ساسكيند في كتابه انه لدى تلك النقطة كان لدى صحفي في قناة الجزيرة معلومات اثمن مما كان لدى اعظم دولة في العالم بكل قواها مجتمعة وبكل حلفائها، بغض النظر عن موقفك من قناة الجزيرة الان او سابقاً وبغض النظر عما تظنه بتنظيم القاعدة وبما فعله وبغض النظر عن استغلال واشنطن لهذه المعجنة كذريعة".

لقاء الامير في لندن
وفي صفحات موالية يستعيد فودة لقاءه بأمير قطر، وهو اللقاء الذي ادى الى ايصال الشرائط للأمريكيين، يقول فودة: "مر علي صيف ذلك العام عام 2002 بطيئا متململا وان كان في الوقت نفسه حاراً ملياً بالترقب وانا اجهد في محاولة الوصول الى شرائط لقائي بأعضاء تنظيم القاعدة التي وعدوني بإرسالها الي قبل مغادرتي. في تلك الاثناء بينما كان يقضي عطلته الصيفية المعتادة في لندن اتصل بي رئيس مجلس ادارة قناة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر ال ثاني كي يدعوني الى عشاء في وسط العاصمة البريطانية ولم يكن ذلك خارج المألوف، لما تجمعنا من علاقة مهنية وانسانية ودية.
لكن الذي كان خارج المألوف انه لدى وصولي الى ذلك المطعم الايطالي المتواضع المتخصص في وجبات البيتزا في شارع جيمس قرب شارع اكسفورد، لمحته قبل هبوطي من السيارة واقفاً بنفسه في انتظاري على باب المطعم، اصطحبني مرحبا الى ركن عميق منزو من المطعم كي أفاجأ بطاولة يجلس اليها رجل ممتلئ البدن كثيف الشعر املسه اسوده الى حد النصوع، يرتدي بدلة سبور من الجينز الازرق وينهمك في تناول حساء المينيستروني الايطالي المعروف، استغرقني الامر ثواني عدة وسط ابتساماتهما قبل ان ادرك انني امام امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني.
كانت هذه اول مرة ارى فيها الامير في زي اخر غير الزي القطري التقليدي، كما كانت ايضا اول مرة اراه وجها لوجه في أي صورة، هو يفضل فرنسا على بريطانيا لقضاء عطلة الصيف لكنه بعد ترحيب حار دعاني الى الجلوس وقال انه اضطر لقطع اجازته كي يراني ويشد على يدي بعد ذلك السبق الصحفي، لم يضيع وقتا كثيرا قبل الدخول الى صلب الموضوع (وين الشريط يا ريال؟) شرحت له ملابسات ما حدث وان وسطاء دخلوا على الخط ويحاولون الان ان يساومونا للحصول على (تبرع) قبل توصيله.
- انزين .. اديش يعني؟
= قلت عايزين مليون دولار.
- قال وانت ايش رايك؟
= قلت طبعا لا، قولاً واحداً.
نظر الامير الي في تلك اللحظة كأنه ينظر الى ساذج غر.
- مش افضل ندفعلهم وناخذ شرايطنا؟!.
بدأ احساس بعدم الارتياح يتسرب الي، لكنني وضعت امامه رؤيتي وخلاصة تقديري للموقف، فالمسألة لم تقتصر على كونها مسألة مبدأ وحسب بل ان ثمة تحليلا عمليا واقعيا يقودني الى الاعتقاد بان الشرائط ستصلني لا محالة، وبأنهم سينالون عقابهم من جانبك أولئك الذين التقيت بهم ان عاجلا او اجلا، والاهم من ذلك انني افترضت اسوأ الاحتمالات، وسأمضي في استكمال التحقيق على أي حال، كما كان من الممكن ان يمضي في استكماله صحفي جريدة.
لم يبد الرجل مقتنعا بأي من هذه الحجج كان كل ما يهمه الوصول الى الشرائط مهما كلف الامر، وكان الحاحه ملفتا للنظر، بوصولنا الى هذه الفجوة، نظرت انا بدوري الى رئيس مجلس الادارة ممازحا "اومال ليه بقى عمالين تقولولي ماعندناش ميزانيات ماعندناش ميزانيات؟". لم اكن على علم وقتها بما اورده ساسكيند في كتابه بعد ذلك بأربع سنوات - ومرة اخرى- لا ادري ان كان لما اورده أي علاقة بما دار في ذلك المطعم الايطالي، لكن موقفي حينها وفي كل حين هو موقفي الان.
حتى بعد مرور نحو ثلاثة عشر عاما لا تزال القصة في كثير من جوانبها تثير الجدل والفضول.
ففيما يخص الشارع العربي لا يزال كثيرون يسألونني حتى اليوم ان كانت القاعدة حقا هي التي تقف وراء عمليات الحادي عشر من سبتمبر/ايلول، واجابتي من واقع ما اتيح لي من تجربة خاصة لاتزال هي هي، ليس لدي شك في ان تنظيم القاعدة هو الذي اراد ففكر فخطط فجند فدرب فمول فأرسل فنسق فمضى في تنفيذ ما اراد، ما حدث في ذلك اليوم نفسه وفي السنوات القليلة التي سبقته هو الذي يحتاج الى مزيد من التحقيق.

قطر عميل مزدوج في الحرب على الإرهاب
تمر قطر هذه الايام بأزمة مع اشقائها العرب، لاسيما كبريات الدول العربية (مصر السعودية الامارات) بمعية عشر دول اسلامية وعربية اخرى قاطعت قطر بسبب دعمها للإرهاب وقربها من ايران، وتصر قطر على رعاية الارهاب الممثل بفصائل مصنفة دولية كإرهابية، بينها القاعدة وداعش والاخوان المسلمون.
ودور قطر في رعاية الارهاب ليس عن ايمان وايديولوجيا بل لتكون عميلا مزدوجا لكشف تلك المنظمات لمخابرات غربية، بحسب ما كشفته الصحافة الامريكية.
ونشرت صحيفة (يو اس اي توداي) الأميركية، تقريرا استغربت فيه لعب قطر دورا مزدوجا في محاربة الإرهاب من فتح أرضها قاعدة للأميركيين ضد طالبان إلى استقبال المتطرفين على أراضيها.
وقالت الصحيفة إن قطر لعبت منذ فترة طويلة دوراً مزدوجاً في "الحرب العالمية على الإرهاب" إذ كانت داعما رئيسيا للجماعات المتطرفة وعلى النقيض اعتبرت نفسها محورا لوجستيا في الحرب ضد التنظيمات الإرهابية.
وأوضح المصدر أن قائمة تلك الجماعات المتطرفة تشمل جماعة الإخوان المسلمين وفرعها الفلسطيني حماس، فضلاً عن حركة طالبان الأفغانية وجبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، وجميع هذه المنظمات من المعروف أنها حصلت على دعم من دولة قطر.
وفي المقابل - تردف الصحيفة - عملت لسنوات على أنها محور لوجستي رئيسي للقوات الأميركية وقوات التحالف - أولاً في الحرب ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وبعد ذلك في الحرب التي تلتها ضد صدام حسين في العراق، والآن في الحملة ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وأضاف المصدر أنه في الوقت نفسه، وعلى نقيض الأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي، أقامت قطر علاقات سياسية وتجارية دافئة مع جمهورية إيران، مشيرا إلى أنه حتى وقت قريب تم التسامح مع هذه الازدواجية بشكل هادئ من قبل دول المنطقة الأخرى.
ولكن على ما يبدو أن الوضع لم يعد كذلك - يضيف المصدر-، إذ إن التحرك الدبلوماسي الأخير ضد قطر- الذي شمل تعليق السفر إليها، إضافة إلى دعوة الشركات العربية من أجل النظر مرة أخرى في اتصالاتهم وعقودهم في قطر- يدل على محاولة منسقة لرفع تكاليف سلوك الدوحة الخبيث.
وأبرز كاتب المقال أن هنالك دلائل على أنها بدأت بالفعل في القيام بذلك، حيث بدأت الدوحة - التي أصبحت الآن في وضع الدفاع - بتغيير موقفها التاريخي المتعجرف تجاه حماس، حيث إنها في الأيام الأخيرة قامت بطرد عدد من المسؤولين رفيعي المستوى من المجموعة من أراضيها، إذ إنهم كانوا يعملون منذ فترة طويلة بحصانة، وقد يكون هناك مزيد من هذه التحركات في الطريق أيضاً، كون المسؤولين القطريين يتدافعون لإصلاح الأوضاع المتوترة مع جيرانهم الإقليميين.
ماذا يعني كل هذا بالنسبة لواشنطن؟ من النظرة الأولى يبدو أن الخلاف العربي القطري يعد خبرًا سيئًا بالنسبة لأحلام إدارة ترمب في التحالف الإقليمي ضد إيران وتنظيم داعش، ولكن الضغط الحالي على قطر قد يتمثل في نهاية المطاف على أنه رب ضارة نافعة. فعلى كل حال، تعد التحالفات قوية بقدر أضعف علاقاتهم، كما أن علاقات الشراكات الإقليمية - التي يقوم فيها أحد الأعضاء بمساعدة وتحريض القوى التي تقاتل - تعد ضعيفة بالفعل.
وبطبيعة الحال، يسعى المسؤولون الإداريون الآن للتوسط فيما يخص التوترات العربية القطرية في محاولة لإعادة سياستهم في الشرق الأوسط إلى مسارها الصحيح، ولكن البيت الأبيض قد لا يكون متحمسا لنزع فتيل الأزمة الحالية، إذا كان الضغط الذي تفرضه المملكة العربية السعودية وشركاؤها في الوقت الراهن يقتضي من الدوحة بأن تضطلع بدور أكثر اتساقًا وتبنيًا في مجال مكافحة الإرهاب الإقليمي.
وفي حال فعلت ذلك - يختم كاتب التقرير- ستصبح قطر شريكًا استراتيجيًا أكثر موثوقية للولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، وإن لم تفعل ذلك، فإن عزل قطر قد يساعد في الحد من التهديد الذي تشكله الجماعات التي تدعمها وتمولها بنشاط. وفي كلتا الحالتين، فإن الدول المجاورة لدولة قطر تعرف قدراتها.

عن فوده وكتابه:
يسري فودة من مواليد (1 يناير 1964) وهو إعلامي مصري اشتهر بإعداد وتقديم برنامج (سري للغاية) في قناة الجزيرة لعدة سنوات حتى استقالته منها في 2009، وقد عرف البرنامج شهرة واسعة. كما قام بتقديم برنامج (آخر كلام) على قناة أون تي في، إلى أن أعلن إيقاف البرنامج في سبتمبر 2014. ويقدم منذ أغسطس 2016 البرنامج الحواري والتفاعلي الأسبوعي (السلطة الخامسة) في دويتشه فيله الألمانية.
مواليد منشية جنزور، بمصر. حصل على درجة الماجستير في الصحافة التلفزيونية وعلى دبلوم الإنتاج التلفزيوني في معهد التدريب التابع للتلفزيون الهولندي، وكان أول مصري يقوم بالإشراف على تدريب العاملين في التلفزيون المصري في إطار اتفاقية التعاون بين مؤسسة فريدريش ناومان الاتحادية واتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.
وفي عام 1993م حصل على منحة من المجلس الثقافي البريطاني لدراسة الدكتوراه في جامعتي غلاسكو واستراثكلايد في اسكتلندا وكان موضوع الرسالة الفيلم التسجيلي المقارن، ثم انضم إلى تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية لدى إنشائه عام 1994م، واختير كأول مراسل يتحول للشؤون الدولية، قام أثناءها بتغطية حرب البوسنة ومسألة الشرق الأوسط.
كما عمل أيضاً أثناء هذه الفترة التي امتدت حتى عام 1996م مذيعاً ومنتجاً في القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية في برامج الأحداث الجارية، وانتقل بعد ذلك إلى تلفزيون وكالة أنباء أسوشييتد برس حيث شارك في إنشاء قسم الشرق الأوسط. وكذلك السي ان ان.

قناة الجزيرة الفضائية
منذ إنشاء قناة الجزيرة عام 1996م عمل فيها مراسلاً مواكباً لشؤون المملكة المتحدة وغرب أوروبا. وفي عام 1997م شارك في إنشاء مكتب قناة الجزيرة في لندن والذي شغل فيه فيما بعد منصب نائب المدير التنفيذي. وبدأ منذ شهر فبراير 1998م في إنتاج برنامجه الشهير (سري للغاية) الذي استقطب بموضوعاته وبطريقة معالجته كماً هائلاً من المشاهدين على اختلاف مستوياتهم، وقد حصلت أولى حلقات هذا البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني للعام نفسه، وحصل بمجمل حلقاته على جائزة الإبداع المتميز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2000م. ثم استقال من القناة عام 2009م.
اكتسب شهرة كبيرة في برنامجه (سري للغاية) ومن أبرز القضايا التي غطاها كانت قصة طائرة مصر للطيران التي تحطمت في رحلتها بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لقضية الموساد وقضية وفاة عبد الحكيم عامر الرجل الثاني في عهد جمال عبد الناصر وأحداث 11 سبتمبر 2001 وقضايا أخرى.
وفي عام 2015 صدرت الطبعة الاولى من كتابه (في الطريق الى الاذى)، وفيه سرد فودة قصصا تعطي انطباعات عن حياة قيادات القاعدة وكذلك عن استخدام النظام القطري لقناة الجزيرة.
ويضم الكتاب جانبا من الحقائق والصور والمستندات التي جمعها فودة من لقاءات العقول المدبرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر.

من أجواء الكتاب
يعد يسري فودة رائد الصحافة الاستقصائية التليفزيونية في العالم العربي، فهو الصحفي الاول والاخير، الذي أتيحت له فرصة اللقاء بالعقول المدبرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، ورغم مرور نحو ثلاثة عشر عاما على ذلك اللقاء فإن هذه هي المرة الاولى التي يجمع فيها قصته مع هذا السبق العالمي في كتاب باللغة العربية مع جانب من الحقائق والصور والمستندات، لكنه ايضا يضيف الى هذه التجربة الفريدة تجربة اخرى اكثر خطورة عندما عبر الحدود من سوريا الى العراق مع مهربين في اعقاب الغزو الامريكي.
وإضافة إلى ما تحمله هاتان التجربتان من قيم صحفية مهنية واضحة بأسلوب ادبي اخاذ، فإنهما ايضا، مجتمعتين، تلقيان ضوءاً ساطعا علي طريق فهم تطور حركة الجهاد العالمي، التي وصلت بداعش الى ما وصل اليه اليوم، في خضم ما يوصف بالربيع العربي.