"استثمار تظاهرات ساحل حضرموت"..

تقرير: "إخوان اليمن".. "تنازلات فرج سالمين البحسني لا تشفع له"

محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

يبدو أن محافظ حضرموت – كبرى مدن الجنوب- قد فقد السيطرة في إدارة المشهد العسكري والخدمي في المحافظة، جراء تقديمه تنازلات سياسية، كانت كفيلة بجعل يده مشلولة في انقاذ السكان من "الصيف الحار" الذي يضرب المحافظة الغنية بالثروات النفطية.

ضاق السكان في ساحل حضرموت "ذرعاً"، جراء تدهور الخدمات والانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في المكلا وباقي المدن الساحلية، الأمر الذي دفع المواطنيين الى الخروج في تظاهرات تندد بسياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها حكومة الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، في سبيل اخضاع السلطات التي لا تخضع لسياسة الإخوان، ومنها الساحل.

 

في منتصف سبتمبر (أيلول) العام 2020م، هدد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، بوقف صادرات المشتقات النفطية، رداً على تجاهل حكومة "هادي" لمعاناة أبناء حضرموت جراء تدهور الخدمات العامة.

لكن حكومة هادي سرعان ما وجهت للبحسني دعوة للحضور إلى الرياض، حيث تقيم هناك في أحد القصور السعودية، وعلى الفور لبى البحسني الدعوة وحضر، وهناك تم مساومته بين البقاء او الإقالة.

واختار البقاء مع ان يكون "مطية لكل المشاريع"، بعد عودته رفع صورة عملاقة لهادي في وسط المكلا، ودون عليها "باني نهضة اليمن"، غير انه لم تعد في اليمن أي نهضة، لكن تراجع البحسني عن وقف تصدير النفط، لم يكن الأخير، فالسلطة الحاكمة في الرئاسة اليمنية، ضيقت من خناقها على المحافظ وحاصرته بالخدمات في مسعى منها لتسليم قيادة قوات النخبة والسيطرة على الساحل بدلا من سيطرة قوات النخبة على وادي حضرموت الذي يشهد اعمال عنف وحشة.

 

ضاق المواطنون في حضرموت ذرعا من الازمات المتفاقمة وأبرزها التيار الكهربائي، وخرجوا في تظاهرات شعبية منددة بالحصار الذي لو لم يقدم البحسني تنازلات لما خرج المواطنون في تظاهرة تندد بسوء الإدارة.

تنظيم الاخوان الإرهابي سرعان ما خرج مؤيدا لتلك التظاهرات مدينا ما وصفها باعمال العنف التي تعرض لها المتظاهرون في المكلا.

 

ودعا تنظيم الاخوان في المكلا "سلطات البحسني الكف عن استخدام الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين الذين يطالبون بتحسين الخدمات الأساسية وخاصة الكهرباء".

وتشير مصادر في السلطة المحلية في حضرموت، إلى ان رجال اعمال يمنيين وسعوديين لم تعد لهم رغبة في بقاء البحسني محافظا وقائدا للمنطقة العسكرية الثانية.

وقال المصادر "ان رجل الاعمال السعودي بقشان يعزم الدفع بقيادي اخواني من وادي حضرموت في منصب محافظ المحافظة تمهيدا لاعلان السيطرة على ساحل حضرموت التي فقد الاخوان السيطرة عليها بعد ان خسر تنظيم القاعدة المفترض السيطرة عليها في العام 2016م.

ويبدو ان تنظيم الإخوان قد بدأ استثمارات التظاهرات الشعبية في المكلا للإطاحة بالمحافظ البحسني الذي يبدو انه لم يعد بمقدوره تقديم المزيد من التنازلات في ظل وجود رغبة بقشانية مدعومة سعوديا على عزله واستبداله بوكيل إخواني سيكون مدعوما من اطراف إقليمية عدة لما لحضرموت من أهمية كبيرة.