"ضحايا مدنيون في قصف أستهدف أحياء مأهولة بمأرب"..

تقرير: أذرع لإيران ترفض جهود السلام.. لكن ماذا عن السعودية؟

خسر هادي "سياسيا وعسكريا" بعد ان دفعه الإخوان للانقلاب على الجنوبيين - أرشيف

سلمان صالح
مراسل ومحرر متعاون مع صحيفة اليوم الثامن

قتل وجرح العشرات من المدنيين في قصف يرجح ان الحوثيين يقفون خلفه، استهدف أحياء مأهولة بالسكان في مدينة مأرب اليمنية شرق صنعاء الخميس، الـ10 من يونيو (حزيران) 2021م، فيما نفى التحالف العربي بقيادة السعودية ان يكون قد شن غارات على مقرات عسكرية في العاصمة اليمنية، كما زعمت وسائل إعلام يمنية في وقت سابق.

وقالت وكالة أنباء سبأ الحكومية في اليمن إن الحوثيين المدعومين من إيران قصفوا مدينة مأرب، المعقل الأخير، للحكومة المدعومة سعودياً، واوقعوا عشرات القتلى وجرحى جميعهم مدنيون، مساء الخميس، غداة الإعلان عن قرب التوصل الى تسوية سياسية بشأن إعادة فتح مطار صنعاء الدولي.

وقالت الوكالة "إن ثمانية مدنيين قتلوا وأصيب قرابة ثلاثين أخرين في حصيلة أولية للقصف الذي شنته مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة ايرانياً، مساء الخميس، على مدينة مأرب.

وأوضحت سبأ نقلا عن مصادر طبية أن المليشيات الحوثية الإرهابية شنت قصفاً متتالياً على مدينة مأرب بصاروخين بالستيين وطائرتين مفخختين مستهدفة مسجداً في حي سكني وسط المدينة أثناء أداء الصلاة مغرب بالإضافة إلى سجن للنساء في إدارة شرطة محافظة مأرب وسيارات إسعاف هرعت إلى مكان القصف لإسعاف الضحايا".

ولم يعلن الحوثيون – حتى كتبة التقرير – مسؤوليتهم عن قصف مارب بالصواريخ، لكن حدث في ظهيرة الخميس، أن بثت وسائل إعلام حوثية أخبارا تتحدث عن تعرض مقر قوات الفرقة الأولى مدرع التي كان يتزعمها علي محسن الأحمر، لغارات جوية، رافق تلك الأخبار نشر صور حية لغارات سابقة استهدفت صنعاء، الا ان تلك الأخبار لم تدم طويلا، لقد سارع التحالف العربي الذي تقوده السعودية إلى نفي شنه غارات على صنعاء أو أي مدينة يمنية أخرى.

وقالت مصادر يمنية إنه اذا ثبت ان الحوثيين قصفوا مأرب بالفعل، فهذا دليل على انهم مصرين على اسمرار الحرب ورفض الجهود الإقليمية والدولية، الرامية الى التوصل الى تسوية سلام.

وقال مصدر يمني في الرياض لصحيفة اليوم الثامن "ان الحوثيين ومن خلفهم ايران، يرفضون كل مبادرات السلام، ما لم تكن بعد السيطرة على مأرب".. مؤكدا ان طهران تريد أولا السيطرة على مأرب لتحسين شروط التفاوض على كل الملفات وأبرزها الملف النووي.

وقال السياسي الجنوبي سالم ثابت العولقي في تصريح صحفي ان "فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة خطوة نحو تثبيت حدود الدولة الزيدية الجديدة".. مؤكدا أن الحوثي سيوقف لاحقا سلاح الجو مقابل وقف التحالف للطيران ويكمل سيطرته على مأرب وتعز ومواصلة أحلام إيران في خليج عدن والبحر الأحمر".

وقال إن "هذه الدبلوماسية ليس لفرض السلام بل لفرض الحوثي ويبقى الجنوب هو الفكرة الآمنة".

ويبدو ان السعودية، تعاني كثيرا في الملف اليمني بفعل انقلاب الحلفاء، وعدم جديتهم في قتال الحوثيين، فالجنرال العسكري الإخواني علي محسن الأحمر الذي سبق ودفعت به الرياض إلى منصب نائب الرئيس، لم يستطع ان يحدث أي اختراق صوب صنعاء، بل على العكس من ذلك انكسرت قواته في أكثر من جبهة وباتت تدافع عن مركز محافظة مأرب الذي تقول قوات الأحمر انه يتعرض لقصف صاروخي حوثي.

قدمت السعودية خلال ست سنوات دعما عسكريا كبيرا لقوات الأحمر، الا ان الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، أستولى عليها الحوثيون عقب مواجهات محدودة مع قوات الأحمر في فرضة نهم والجوف وريف محافظة مأرب.

وخسر حلفاء الرياض كثيرا، وذلك في اعقاب الازمة الخليجية العربية مع قطر التي ترعى تنظيم الاخوان، الحاكم في الرئاسة اليمنية.

واعتبرت نخب سياسية سعودية ان قطر على علاقة وثيقة بإيران وهي من اشارت للإخوان بعدم التقدم صوب صنعاء، وتسليم المواقع والمدن للحوثيين.

واذا سلمت مأرب او استولى عليها الحوثيون، فأن خيارات السعودية ستكون معدومة في ظل ان جزء كبير من مدن الجنوب محتلة من قبل قوات الإخوان، بالإضافة الى قوات المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت، والتي يقودها قادة زيود يتوقع يعلنوا انضمامهم للحوثيين، اذا نجح الأخيرين في السيطرة على مأرب.

اما الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، الذي انتهت ولايته في العام 2014م، فقد خسر كل شيء بما في ذلك حلفائه في الجنوب الذين صنعوا الانتصار الوحيد على الحوثيين واخرجوا من اطاحوا به من الحكم من العاصمة ومدن الجنوب الأخرى.
ويقول جنوبيون "إن هادي خسر "سياسيا وعسكريا" بعد ان دفعه الإخوان للانقلاب على الجنوب واطاح بمسؤولي السلطات المحلية في الـ27 من ابريل (نيسان) 2017م، الذي صادف ذكرى اعلان نظام صنعاء، الحرب على عدن في منتصف تسعينات القرن الماضي.