"قرصنة وكالة شهاب"..

تقرير: مصر تعلن تأجيل الحوار بين حركتي حماس وفتح.. ماذا يعني ذلك

يوحي تأجيل لقاء القاهرة بوجود خلافات بين حركتيْ فتح وحماس

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

ذكرت وسائل إعلام فلسطينية الأربعاء، أن مصر أبلغت الفصائل الفلسطينية تأجيل موعد الحوارات المقررة في القاهرة بسبب انشغالات لديها، ولم تحدد موعدا بديلا، وكانت مصر قد وجهت دعوات للفصائل الفلسطينية للمشاركة في الحوار الفلسطيني بالقاهرة الذي كان من المقرر أن يعقد يوم السبت.

من جهته، أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، تأجيل لقاءات الفصائل الفلسطينية في القاهرة.

وأوضح البرغوثي في تصريح خاص لوكالة "سوا" الإخبارية أن "الجانب المصري أبلغهم بتأجيل موعد لقاءات القاهرة، دون تحديد موعد جديد لها".

وأضاف البرغوثي أن الجانب المصري لم يكشف عن أسباب التأجيل.

وقال مدير المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين محمد البريم، في بيان منذ أيام، "تلقينا دعوة مصرية رسمية قبل قليل للمشاركة في الحوار الفلسطيني بالقاهرة والذي سينطلق يوم السبت المقبل 12 يونيو 2021".

وأضاف البريم أن لجان المقاومة ستشارك بوفد رسمي يرأسه القائد الأمين العام للجان المقاومة في فلسطين أيمن الششنية.

وطرح تأجيل اجتماع الفصائل الفلسطينيّة بالقاهرة تساؤلات متعلّقة بطبيعة العلاقة القائمة بين حركة المقاومة الإسلاميّة "حماس"، وحركة التحرير الوطنيّ الفلسطيني "فتح".

وبحسب عدّة وسائل إعلاميّة فلسطينيّة فإنّ التأجيل الأخير جاء على خلفيّة تباين وجهات النّظر بين حركة فتح وحركة حماس، بالإضافة إلى تفاقم الخلافات بين الطّرفين.

وكان من المنتظر أن تناقش الحركتان مساعي إنهاء الانقسام الفلسطينيّ، بالإضافة إلى سبل ترتيب البيت الداخلي الفلسطينيّ، والانتخابات التي وقع تأجيلها، وصولًا إلى ملفّ الساعة، إعادة إعمار قطاع غزّة.

ويشير عدد من المحللين والخبراء أنّه من المنتظر أن تعود الساحة الفلسطينية إلى مربع الخلافات الأول ما قبل المصالحة في حال عدم الاستثمار في الوفاق بدل الخلاف. يُذكر أنّ تأجيل الاجتماع الأخير المقرر في القاهرة قد جاء بطلب مصريّ، دون الكشف عن أسبابه أو موعد ثان لإجراء اللقاء.

مصادر أخرى أكّدت لصحيفة اليوم الثامن نقلا عن مقربين من رئيس حماس بغزة، يحيى السنوار، أنّ حماس تدرك جيّدًا طبيعة الخلاف مع فتح، ويعود ذلك إلى رفض حماس مواصلة الأردن التحكم في المقدسات الإسلاميّة بفلسطين، والمتمثّلة في القدس، بالإضافة إلى عدم مراهنة حماس على مصر، وفي المقابل، سعيها لتعزيز الدور المصري والقطري في القضية الفلسطينيّة.

المصادر ذاتها أشارت إلى أنّ فتح لم تكن واضحة مع حماس في الفترة السابقة، حيث اكتشفت أنّ القياديّ الفتحاوي، جبريل الرجوب، كان على تواصل سري مع مصر، وهو ما يطرح أسئلة عديدة لدى حماس.

من ناحية أخرى  نشر بعض المشرفين على وكالة شهاب للأنباء المقرّبة من حركة حماس الأسبوع الماضي أخبارًا عن تعرّض موقعها الإخباريّ إلى هجوم إلكترونيّ. وبحسب المصدر ذاته فإنّ عددًا من القراصنة المناهضين لحركة حماس في غزّة هم المسؤولون عن الهجوم الأخير.

 

وكالة شهاب الإخباريّة ليست استثناء، فعدّة مواقع إخباريّة أخرى محسوبة على حركة حماس توقفت عن العمل الأسبوع الماضي، وتم الكشف لاحقا عن استهدافها من قبل مجموعة من القراصنة.

وتقوم الجهات المشرفة على هذه المواقع بفحص وتقييم الأضرار التي لحقت بها وبالمشرفين عليها، وتحاول الكشف عن حجم المعلومات التي تمّ تسريبها أو التلاعب بها، ولا توجد أنباء إلى الآن إذا ما كانت هناك معلومات حسّاسة قد وقع قرصنتها.

يُذكر أنّ وكالة شهاب الإخباريّة هي إحدى أبرز الوكالات المنسوبة إلى حركة حماس، وهي تتخذ من قطاع غزّة مقرًّا لها، لذلك تعتبر الضربة الأخيرة ضربة موجعة لهذه الحركة، وتضع إجراءات السلامة الأمنيّة لديها قيد المساءلة.

وفيما يتّهم البعض دولة الاحتلال بالوقوف وراء هذه الهجمات، يفترض آخرون أن يكون للسلطة الفلسطينيّة يد فيها، في إطار حرب السلطة على المعلومات الزائفة والصحافة المأجورة.

يعزّز هذه الفرضية أنّ السلطة قد أغلقت بالفعل مواقع تابعة لحركة حماس في مرّات سابقة بموجب قانون ينظم الحياة الافتراضيّة ويمنح لأجهزة السلطة الحق في إغلاق مواقع تهدد الأمن العام. هذا ومن المتوقع أن تكشف الأيام القادمة مزيدا من التفاصيل حول هذه الحادثة.