أول زيارة خارجية يجريها السلطان هيثم منذ اعتلاء العرش..
تقرير: "سلطنة عمان".. هل تلعب دور الوسيط بالحوار بين طهران والرياض
بحث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم الأحد مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان سبل تعزيز وتطوير التعاون المشترك بين البلدين.
وجاء ذلك خلال لقائهما في قصر نيوم (شمال غربي المملكة) في إطار أول زيارة خارجية يجريها السلطان هيثم منذ اعتلاء العرش قبل نحو 18 شهرا.
وتلعب سلطنة عمان منذ عهد السلطان الراحل قابوس، وساطة في أزمة اليمن وتدفع لحوار بين إيران وجيرانها الخليجيين ولعبت دور مهما في مفاوضات الاتفاق النووي الإيراني للعام 2015. واستمرت السلطنة على نفس السياسة الخارجية في عهد السلطان هيثم.
ووفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية، عقد الملك سلمان والسلطان هيثم جلسة مباحثات رسمية بحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأوضحت الوكالة أن المباحثات تطرقت إلى "استعراض العلاقات التاريخية والراسخة بين قيادتي البلدين وبحث آفاق التعاون المشترك وسبل تعزيزه وتطويره في شتى المجالات".
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، إن زيارة سلطان عمان للمملكة "تعكس تطلع البلدين إلى رفع مستوى التنسيق بينهما وتوسيع آفاق التعاون الثنائي، لا سيما في المجال الاقتصادي".
ونقلت الوكالة السعودية عن الجبير قوله إن ولي العهد السعودي بحث مع السلطان هيثم "التحديات البيئية التي تواجه المنطقة وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية وما تضمنه إعلان الشرق الأوسط الأخضر" من مبادرات نوعية تعالج هذه التحديات.
ومبادرة الشرق الأوسط الأخضر تهدف إلى مواجهة التلوث البيئي من غازات الاحتباس الحراري والانبعاثات الكربونية وتعد جزءا من "رؤية 2030"، لخفض اعتماد المملكة على عائدات النفط وتحسين جودة الحياة.
وقد وصل السلطان هيثم بن طارق آل سعيد الذي شاركت بلاده في المساعي التي تقودها الأمم المتحدة لتحقيق السلام في اليمن، إلى مدينة نيوم المطلة على البحر الأحمر في زيارة تستغرق يومين.
وكان في استقباله الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان فيما وصفته وسائل إعلام سعودية بأنه أول لقاء مباشر يجريه العاهل السعودي (85 عاما) منذ بدأت جائحة فيروس كورونا.
وكان سلطان عمان واجه في الآونة الأخيرة أكبر تحد يجابهه عندما خرجت مظاهرات للاحتجاج على البطالة في السلطنة التي ترزح تحت أعباء ديون كبيرة وتعمل على تطبيق إصلاحات واسعة وإجراءات تقشف.
وقال بدر البوسعيدي وزير الخارجية العماني لصحيفة الشرق الأوسط الدولية يوم السبت إن البلدين سيؤسسان مجلسا مشتركا للإشراف على عدة اتفاقات.
وقال إن افتتاح طريق جديد بعد تأخير للربط بين البلدين سيسهل مشروعات لوجستية وغيرها في مجال البنية التحتية.
ومنذ انهيار أسعار النفط في 2014 قفز معدل الدين العماني إلى الناتج المحلي الإجمالي من حوالي 15 بالمئة في 2015 إلى 80 بالمئة العام الماضي في حين أن خطط السلطنة لتنويع الإيرادات بدلا من الاعتماد على النفط وتقليل الإنفاق على القطاع العام المتضخم حققت تقدما بطيئا.
وعمان من أضعف دول الخليج المنتجة للنفط ماليا، لكنها تلعب منذ فترة طويلة دور الوسيط في المساعي الرامية لحل صراعات إقليمية بسبب حياد سياستها الخارجية.
وقد كثفت السلطنة جهودها الدبلوماسية بهدف التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن بين جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران والتحالف الذي تقوده السعودية ويحارب الحركة منذ أكثر من ست سنوات.
وتتركز المحادثات بين التحالف والحوثيين على خطوات فك حصار مفروض على الموانئ التي يسيطر عليها المتمردون ومطار صنعاء مقابل وعد من الجماعة المدعومة من إيران بإجراء محادثات للتوصل إلى هدنة.
وكان التحالف تدخل في اليمن في مارس/آذار 2015 دعما للشرعية بعد أن انقلاب الحوثيين على السلطة المعترف بها دوليا. وسقط في الحرب عشرات الآلاف من اليمنيين قتلى ودفعت الحرب بالبلاد إلى شفا المجاعة.