"عتق" ومعركة كسر العظم بين هادي والأحمر..

تقرير: سيناريو تعز يتكرر في شبوة.. "إخوان الإقليم" ورئاسة اليمن

قوات عسكرية موالية للرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي تنتشر في شبوة الجمعة - تويتر

مراسلون
مراسلو صحيفة اليوم الثامن

انتشرت في مدينة عتق مركز محافظة شبوة الجنوبية النفطية، وحدات عسكرية يقودها موالون للرئيس اليمني المؤقت عبدربه منصور هادي، وذلك غداة اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات تدين لهادي وأخرى تابعه لنائبه، في فصل جديد من الصراع الدومي الذي بدأ في لودر الشهر الماضي، وتوسع مؤخرا إلى شبوة.

في الساعة الأولى لفجر الخميس، بدأ القتال في مدينة عتق، وذلك على خلفية مرور مركبة تقل مسلحين بلباس مدني، رفضت التوقف عند حاجز أمني لقوات الأمن العام، الأمر الذي دفع جنود الحاجز إلى إطلاق النار عليهم بهدف ايقافهم، الا ان المسلحين سرعان ما ترجلوا من المركبة وباشروا الجنود بأطلاق النار لتدور اشتباكات لنحو عشر دقائق، ثم طلب المسلحون تعزيزات عسكرية من قوات الأمن الخاصة التي تدين بالولاء لنائب الرئيس "الجنرال علي محسن الأحمر"، وكان طلب الامداد بدعوة إصابة احدهم بجراح بليغة، وصلت التعزيزات وتوسعت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة، بعد ثلاث ساعات ونصف بالتوقف ولكن بعد سقوط ضحايا من الطرفين بينهم قيادي في قوات الأمن الخاصة الموالية للإخوان.

وقال مصدر أمني لمراسل صحيفة اليوم الثامن "ان قتلى قوات الأمن الخاصة الذين سقطوا في معركة فجر الخميس كثر، وان قائد القوات "لعكب"، توعد مدير شرطة محافظة شبوة عوض دحبول، بتصفيته وإخراج قوات الأمني مدينة عتق بما في ذلك جنود الأمن الذين يحرسون بيت المحافظ الإخواني محمد صالح بن عديو".

والجمعة، بدأ (لعكب) بتنفيذ تهديد بنشر المزيد من مسلحي قوات الأمن الخاصة في محيط منزل بن عديو الذي لا يزال في الخارج، واشتبك مع الحراسة قبل ان تفرض قوات الأمن الخاصة سيطرتها على منزل المحافظ".

وحذرت مصادر قبلية في شبوة من مغبة تحويل المعركة إلى معركة قبلية، مؤكدة ان ما يحصل هو صراع بين اجنحة الرئاسة اليمنية، وقد بدأ الصراع في لودر بمحافظة أبين الشهر المنصرم قبل ان يتحول إلى شبوة.

وكانت صحيفة اليوم الثامن قد نشرت بالتفصيل "خفايا الصراع بين هادي الرئيس ونائبه الأحمر"، وهو الصراع الذي حسم في أبين لمصلحة الأخير، في حين لم يتبق امام الأحمر الى شبوة وبعض القيادات العسكرية التي تدين بالولاء لهادي، وترتبط بشكل وثيق به، على الرغم من انها قاتلت في صف مشروع تنظيم الإخوان في شبوة.

ويشبه الصراع في شبوة إلى حد كبير، ما حدث في مدينة تعز خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حين بدأت قوات الحشد الشعبي الاخواني التي أنشأت بتمويل تركي، سيطرتها على المناطق المحررة في المدينة عقب اشتباكات مع القوات التابعة للسلفيين بدعوى انهم لا يؤمنون بفكر الجماعة المعتمدة على مناهج حسن البناء والسيد قطب.

ونجت ميليشيات الإخوان في العامين الماضيين في اخراج المقاومة السلفية للحوثين، والتي كانت تدين بالولاء لهادي، على اعتبار انها ولي أمر المسلمين في اليمن، كما هو منهج هذه الجماعة، الا ان خروج السلفيين بتعز ليس انهزاما، ولكن استجابة لدعوة وجهها هادي بالانسحاب وتسليم المحافظة كليا لقوات الإخوان "اتباع نائبه علي محسن الأحمر".

وشهدت مدينة لودر مواجهات عنيفة بين فصائل تابعة لهادي وأخرى تابعة للأحمر، انتهت بسيطرة اتباع الأخير على المدينة الجنوبية الاستراتيجية التي تعد نقط امداد لتهريب المشتقات النفطية للحوثيين.

وبدأ الصراع في شبوة على ميناء قنا حين نجح نائب الرئيس في إزاحة احمد صالح العيسي المحسوب على هادي، وانتقلت إلى لودر، قبل ان تعود مرة أخرى إلى شبوة ولكن هذه المرة عسكريا، للسيطرة على المحافظة وازاحة كل القوات التي يعتقد ان قادته يدينون بالولاء لهادي.

ويرى الأحمر ان معركة شبوة، هي المعركة الفاصلة، فعلى الرغم من ان الاشتباكات الأخيرة في طريقها إلى التحول إلى صراع قبلي، لكنها في ذات الوقت لا تصب في مصلحة القبائل، يوضح مصدر عسكري موال لهادي "ان قائد القوات الخاصة "لعكب، هاشمي لا يزال قريبه لا يزال على علاقة وثيقة بالحوثيين".. مشيرة الى ان لعكب دفع بتعزيزات عسكرية من بيحان إلى عتق وتمكنت قواته من السيطرة على مواقع كانت خاضعة لقوات الأمن العام المحلي".

ويرى الأحمر ان الوقت بات متاحا لتصفية أي قوة قد تعرقل وصوله الى سدة الحكم، فالرئيس هادي يعاني من ظروف مرضية، ونائبه بدأ منذ نحو شهر العمل على "صعيدين عسكري وسياسي"، إزاحة القيادات والقوات الموالية لهادي، وشراء ذمم من يعتقد انه قد يساهموا في وصوله الى سدة الحكم.

ويحظى الأحمر بدعم من أطراف إقليمية عدة من بينها قطر وتركيا، ناهيك عن ان علاقته مع الحوثيين "جيدة"، على الأرجح فهو لم يخض أي معركة حقيقية ضدهم منذ ان كانوا في صعدة، فالقوات التي كانت تقاتل هناك، هي قوات جنوبية يقودها قادة جنوبيون أبرزهم اللواء ثابت جواس واللواء فيصل رجب واللواء الشهيد عمر العوذلي واللواء الخضر الجعيملاني واخرين، بالإضافة الى قوات الحرس الجمهوري التي كانت تتبع علي عبدالله صالح.

ويحسب للأحمر انه حيد قواته "الفرقة الأولى مدرع"، من مواجهة الحوثيين خلال اجتياح العاصمة اليمنية صنعاء، في سبتمبر أيلول 2014م.

ويبدو انه بات مرشحا توافقيا لخلافة هادي في مرحلة بداية "الحل الشامل في اليمن"، في ظل الجهود الإقليمية والدولية الرامية الى وضع نهاية للحرب في اليمن، وهادي يرى انه قد يكون ثمن لتلك التسوية المرتقبة في ظل قرب الحديث عن التوصل الى تسوية سياسية بين ايران والسعودية برعاية سلطة عمان، الطرف الإقليمي الفاعل حديثا في الازمة.

فهو القائد العسكري الزيدي الذي لا يختلف مع الحوثيين الزيود، والجنرال الإخواني المدعوم من اطراف اقليمية عدة، تسعى إلى تسليم رئاسة اليمن لرجل إخواني تعتقد انه يمتلك قوة عسكرية وقبلية في فرض مشاريع الهيمنة التي تسعى لها.