عودة التوتر بفشل مهمة وزير الداخلية..
تقرير: أذرع قطر وسلطنة عمان وإيران بشبوة.. خطوة أخيرة لعزل هادي
عادت التوتر إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة النفطية الجنوبية، بهجوم نفذه مسلحون من قوات الأمن الخاصة الإخوانية، على فندق وسط المدينة بغية اعتقال شخصية سياسية، فيما أعلنت مصادر أمنية فشل مهمة "وساطة" قام بها وزير الداخلية في حكومة معين عبدالملك، اللواء إبراهيم حيدان، لنزع فتيل التوتر بين قوات الرئيس اليمني المنتهية ولايته عبدربه منصور هادي، وميليشيات الإخوان التابعة لنائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.
وقالت مصادر أمنية إن ميليشيات إخوانية اقتحمت فندقا في وسط المدينة وحاولت اعتقال مسؤول محلي، لكنها فشلت بعد ان قاوم عملية الاقتحام لمسكنه في الفندق".
وأشارت المصادر الى ان قائد قوات الأمن الخاصة لعكب الشريف الذي تربطه علاقة وثيقة بالحوثيين، استغل الحرب التي تخوضها قوات هادي في بيحان ضد الحوثيين، لمحاولة السيطرة على مركز المحافظة، لكن قوات الأمن العام أحبطت تلك المحاولة، الا ان فتيل التوتر لم ينزع بعد.
وفشلت مهمة قام بها وزير الداخلية المحسوب على هادي، اللواء إبراهيم حيدان إلى شبوة لنزع فتيل التوتر، الا ان المهمة انتهت مساء الاحد بالفشل، بمغادرة حيدان عتق صوب وادي حضرموت.
وبدأ التوتر بين هادي ونائبه، بالتزامن مع سفر الرئيس الى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يجري فحوصات طبية اعتيادية، الا ان زيارته لا يزال يكتنفها الغموض، فيما نائبه بدأ بعد الزيارة مرحلة الاستحواذ على كل شيء وازاحة قوات هادي، وشن حروبا واسعا على لودر بأبين قبل ان ينتقل مؤخرا إلى شبوة، الا ان تماسك قوات هادي، حال دون تنفيذ مخططه، قبل ان يستعين بالحوثيين (على الأرجح)، لتصفية قوات اللواء 19 مشاة المحسوب على هادي.
وشن الحوثيون الموالون لإيران بالتنسيق مع أدوات محلية لها ارتباطات إقليمية، حربا على الحدود الجنوبية في بيحان وسيطروا على مواقع استراتيجية، قبل ان يقدموا في صورة تلك الحرب أدوات محلية محسوبة على قطر وسلطنة عمان، الأمر الذي تقول مصادر قبلية لصحيفة اليوم الثامن "ان اسقاط الاخوان لشبوة كان أيضا بدعم حوثي إيراني".. مشيرة الى ان سلطنة عمان ودول قطر وايران كل هذه الأطراف الإقليمية تحوض حربا ضد الجنوب لإخضاعه لنفوذها.
وقال السياسي الجنوبي سالم ثابت العولقي في تدوينة على تويتر تعليقا على الاحداث العسكرية في بيحان وظهور أدوات محلية مرتبطة بمسقط والدوحة "إن محافظ شبوة المعين من قبل الحوثي يشغل موقع عضو المكتب السياسي ومسئول الدفاع والأمن في مجلس الإنقاذ الوطني المدعوم عمانياً وقطرياً، وهذا المجلس وعناصره ينشطون في شبوة منذ تحالفهم مع الإخوان عام 2019م ضد المجلس الانتقالي والنخبة الشبوانية".. مؤكدا "هذا هو التخادم الحوثي الإخواني وهذه نتيجته".
ويبدو ان مسقط قد دخلت بقوة في المشهد السياسي كطرف رابع إلى جانب "انقرة والدوحة وطهران، في تقاسم منابع نفط الجنوب، في حين ان اليمن الشمالي قد أصبح في قبضة حلفاء إيران، باستثناء مركز محافظة مأرب وبعض احياء تعز التي لا تزال محل خلاف في تقاسم النفوذ السياسي.
وفسرت مصادر سياسية الهجوم الحوثي على بيحان بانه يندرج في سياق رفع ايران لسقف طموح مطامعها في الاستحواذ على حقول جنة، والتي ظلمت قسريا في العام 2018م، على محافظة بمأرب بقرار من نائب الرئيس اليمني قوبل بمعارضة جنوبية واسعة، وهو ما يعني ان طهران تريد الاستحواذ على بيحان على اعتبار انها جزء من مأرب.
وقال الحوثيون انهم باتوا على بعد 16 كيلو متر من السيطرة على مركز محافظة مأرب المعقل الأخير لإخوان اليمن، الذين يبدو انهم قد قرروا الانسحاب صوب شبوة ووادي حضرموت لاتخاذ ذلك مواقع تمركز واستحواذ جنوبا في حين يؤل اليمن الشمالي لإيران واذرعها المحلية "جماعة الحوثي".
ويبدو ان مشروع التقاسم هذا بقت له خطوة أخيرة تتمثل في عزل هادي، او الانقلاب عليه والاطاحة به من الحكم، ربما بمبرر عدم قدرته على الحكم وإدارة الملف السياسي والعسكري اليمني، نظرا لما يعانيه من امراض في القلب منذ نحو عشرة أعوام.
والاطاحة بهادي، يعني الدفع بنائبه علي محسن الأحمر إلى الرئاسة، بنفس السيناريو الذي استخدمه الإخوان في الإطاحة بالرئيس صالح وتنصيب هادي، الذي كان الهدف من تنصيبه شرعنة الاحتلال العسكري اليمني للجنوب.