طالبان على طريق استعادة الحكم والعالم يتفرج أو يستفيد..

تقرير: أمريكا.. هل تقبل بالأمر الواقع بوجود "دولة منبوذة" بأفغانستان

لا مانع لدى طالبان من التعامل مع الصين "الملحدة"

واشنطن

تبدو الولايات المتحدة قد قبلت بالامر الواقع في افغانستان وهو العودة بالبلاد الى عهد "الدولة المنبوذة" الذي كان سائد ايام حكم طالبان قبل الغزو الأميركي في 2001 ومع قرب اكتمال انسحاب القوات الاجنبية.


وتسجل طالبان تقدما ميدانيا سريعا منذ اشهر في حين لم تحقق مباحثاتها في قطر مع الحكومة الافغانية اي تقدم يذكر، لكن سعي الحركة المتطرفة الى الحصول على اعتراف دولي وغطاء في الامم المتحدة لقي دفعة قوية الاربعاء خلال اجتماعات قادة الحركة في الصين، الجارة الكبرى لأفغانستان.


وقال وزير الخارجية الاميركي انتوني بلينكن الزائر للهند الاربعاء انه في حال باتت "أفغانستان لا تحترم حقوق شعبها وترتكب فظائع ضد شعبها، ستصبح دولة منبوذة".


واضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الهندي إن متمردي "طالبان يقولون إنهم يريدون الاعتراف الدولي والدعم الدولي لأفغانستان، يريدون على الأرجح أن يتمكن قادتهم من السفر بحرية في أنحاء العالم ورفع العقوبات وإلخ. إلا أن السيطرة على الحكم بالقوة وانتهاك حقوق شعبهم ليس الطريقة الصحيحة لتحقيق ذلك".


وتنهي الولايات المتحدة انسحابها العسكري من افغانستان خلال سبتمبر/ايلول بعد عشرين عاما على غزو البلد لاسقاط حكم طالبان الذي استضاف تنظيم القاعدة المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر.


وقتل حوالي 2300 جندي اميركي واصيب نحو عشرين الفا اخرين في حين لقي عشرات الآلاف من الافغان حتفهم في الحرب.
واقامت طالبان حكما قائما على التفسير المتشدد للشريعة الاسلامية بعد ان سيطرت على كابول في 1996، وفرضت قيودا واسعة على حرية التعبير وحقوق المرأة.


لكن طالبان 2021 بدت اكثر براغماتية من ذي قبل. وهي على استعداد الآن لاقامة علاقات مع اي دولة مؤثرة ولو كانت الصين التي يهيمن عليها الحزب الشيوعي "الملحد".


وطمأن وفد رفيع من قادة طالبان خلال زيارته الصين أن الحركة لن تسمح باستخدام أفغانستان كقاعدة لشنّ هجمات تستهدف أمن دول أخرى، في وقت يثير التقدم الميداني للمتمردين أمام القوات الافغانية خشية دول مجاورة بينها الصين.


وبدأ وفد من طالبان الثلاثاء زيارة الى الصين تستمر يومين، وفق ما قال المتحدث باسم الحركة محمّد نعيم في كابول، على وقع استمرار الاشتباكات في أفغانستان في مناطق واسعة، بينها تلك الحدودية مع الصين.


ويتقاسم البلدان حدوداً بطول 76 كيلومتراً، عبارة عن مرتفعات شاهقة لا تتخللها أي معابر حدودية. لكن الحدود التي تمتد بمحاذاة منطقة شينغيانغ ذات الاغلبية المسلمة، تشكّل مصدر قلق كبير لبكين التي تخشى أن يستخدم الانفصاليون الأويغور أفغانستان كنقطة انطلاق لشن هجمات.


وقال نعيم إن متمردي طالبان "أكدوا للصين أن الأراضي الأفغانية لن تُستخدم ضد أمن أي بلد كان". وتعهّد المسؤولون الصينيون بدورهم "بعدم التدخل في الشؤون الأفغانية، إنما على العكس المساعدة في حلّ المشاكل وإرساء السلام"، وفق نعيم.


وعقد الوفد المؤلف من تسعة أعضاء بقيادة المسؤول الثاني في حركة طالبان الملا عبد الغني بارادار "لقاءات منفصلة مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب وزير الخارجية والممثل الصيني الخاص لشؤون أفغانستان"، بحسب نعيم الذي لم يكشف عن مكان الاجتماعات. لكن بكين أكدت من جهتها مضمون المحادثات.
وسبق لبكين أن استضافت وفداً من طالبان عام 2019، لكن جذور علاقتهما تمتد لفترة أبعد من ذلك، عبر باكستان.


ولطالبان مكتب سياسي في قطر التي تستضيف محادثات السلام بين الحركة والحكومة الأفغانية والتي لم تحقق اي تقدم ملموس حتى الان لكنها تمثل نافذة للحركة للحصول على اعتراف دولي. وأرسلت طالبان هذا الشهر مبعوثين إلى إيران عقدوا اجتماعات مع وفد من الحكومة الأفغانية.


وأدى هجوم طالبان الشامل إلى سيطرة المتمردين على معابر حدودية رئيسية وعشرات الأقاليم وتطويق العديد من عواصم الولايات.


وغادرت القوات الأفغانية، التي تفتقد للغطاء الجوي الأميركي لعملياتها، بعض المناطق الريفية من دون قتال، فيما تكافح للدفاع عن عواصم الولايات، مع تشديد طالبان الخناق حولها.