تفاعل دبلوماسي بتعيين سفير لدى القاهرة..

تقرير: "مصر وقطر".. هل تنهيان طي صفحة ثلاث سنوات من القطيعة؟

الدوحة اضطرت لغلق سفارتها في ليبيا في 2014 لأسباب أمنية

الدوحة

عيّن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اليوم الخميس سفيرين لدى كل من القاهرة وطرابلس في خطوة تأتي ضمن جهود القيادة القطرية لتحسين العلاقات مع بعض دول المنطقة بعد سنوات من التوتر وفي إجراء يأتي بعد نحو سبعة أشهر من المصالحة الخليجية التي أنهت ثلاث سنوات من القطيعة بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر.

وجاء في بيان للديوان الأميري القطري أنه تعيين سالم بن مبارك آل شافي سفيرا لمصر، بينما تم تعيين خالد محمد الدوسري سفيرا لليبيا.

وكانت القاهرة قد عيّنت في يونيو/حزيران الماضي سفيرا لدى الدوحة بعد تحرك مماثل من الرياض، بينما لم تستأنف الإمارات والبحرين العلاقات الدبلوماسية في انتظار مناقشة ملفات خلافية في لقاءات ثنائية.

وكانت القمة الخليجية في دورتها الـ41 التي أرست اتفاق تضامن ومصالحة بين الرباعي العربي الخليجي وقطر، قد رحلت الملفات الخلافية إلى لجان مختصة لدراستها والتأسيس لحلها بشكل جذري ما قد يفسر بطء الخطوات الدبلوماسية بين الدوحة وأبوظبي والمنامة.

وكانت قطر قد أغلقت سفارتها في ليبيا في 2014، عندما أغلقت الكثير من البعثات الأجنبية أبواب مقارها مع انقسام البلد بين إدارتين متنافستين.

ومنذ انتهاء القتال في ليبيا الصيف الماضي، قبلت الفصائل حكومة وحدة جديدة مفوضة بتوحيد المؤسسات والإعداد لانتخابات في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وخطت القاهرة في يونيو/حزيران الماضي خطوة دبلوماسية عملية على طريق تعزيز المصالحة مع قطر بعد سنوات من القطيعة والتوترات على خلفية الموقف القطري الداعم لجماعة الإخوان المسلمين والرافض لعزل الجيش في 2013 للرئيس (الراحل) محمد مرسي المنتمي للإخوان.

وأصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حينها، مرسوما رئاسيا بتعيين سفير فوق العادة لدى قطر، لأول مرة منذ اندلاع الأزمة الخليجية منتصف العام 2017.

وجاء القرار المصري بعد يومين من تسلم وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أوراق اعتماد أوراق أول سفير للسعودية منذ الأزمة التي طوت صفحتها قمة خليجية بمدينة العلا في يناير/كانون الثاني الماضي.

وتتحرك القاهرة والرياض على مسار واحد في تنفيذ اتفاق العلا الذي أسس لعلاقات أوثق مع قطر بعد سنوات من القطيعة.

ووفق لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية (رسمية)، فقد شمل المرسوم تعيين عمرو كمال الدين برى الشربيني، سفيرا فوق العادة لدى الدوحة.

ويتمتع السفير فوق العادة بصلاحيات قانونية موسعة، تشمل توقيع اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها، خلافا للسفير العادي.

وشهدت العلاقات المصرية القطرية خطوات إيجابية على طريق العودة، بعد توقيع "بيان العلا" في يناير/كانون الثاني الماضي بالسعودية والذي أسدل الستار على أزمة بين قطر من ناحية ومصر والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى.

وتأتي الخطوة الدبلوماسية القطرية بتعيين سفير لدى مصر كأحدث تطور ضمن جهود المصالحة، بعد أن كان الرئيس المصري قد وجه دعوة لأمير قطر لزيارة القاهرة في أقرب وقت.

وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي زار العاصمة القطرية كأول مسؤول مصري رفيع يزور للدوحة منذ 2013  قد سلم أمير قطر رسالة خطية من الرئيس السيسي.

وفي 3 مارس/آذار الماضي، أجرى وزير الخارجية القطري أول زيارة لمصر منذ إعلان المصالحة، كما تلقى الرئيس المصري في 12 أبريل/نيسان الماضي، اتصالا هاتفيا من أمير قطر للتهنئة بحلول شهر رمضان.

وقام وزير الخارجية القطري خلال مايو/ايار الماضي بثاني زيارة له للقاهرة ونقل رسالة من أمير قطر للقيادة المصري يدعو فيها السيسي لزيارة الدوحة.

ومن المتوقع أن يسرّع قرار تعيين سفير قطري لدى القاهرة التقارب بين البلدين وهو إجراء ضروري لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، فيما ينتظر أن يقوم أمير قطر بزيارة إلى القاهرة على ضوء التفاعل الإيجابي بين مصر وقطر.