"سلطان البركاني" يكشف من المهرة عن معسكره..
تقرير: هادي.. تفاصيل صراع داخل الرئاسة يقوده "نجل الرئيس"
كشفت مصادر وثيقة الصلة بالرئاسة اليمنية، عن تفاصيل صراع داخل معسكر ما يسمى بالشرعية اليمنية، بين نجل الرئيس المؤقت، العميد ناصر عبدربه هادي، واتباع نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وسط تبذير للمال العام، بهدف شراء الولاءات بين الأطراف المصارعة داخل القصر السعودي (مقر إقامة الحكومة اليمنية المؤقتة) بالعاصمة الرياض.
وقال مصدر مقرب من نجل هادي لصحيفة اليوم الثامن "إن العميد ناصر عبدربه منصور، اجرى اتصالات بمسؤولين وسياسيين موالين لما يسمى بالحكومة الشرعية، وطلب منهم الاختيار بين الرئيس هادي والأحمر، لاستمرار التعامل معهم، مالم فسوف يتم تصنيفهم على انهم متمردون على شرعية الرئيس، الأمر الذي دفع بعضهم الى طلب أموال بالعملة الصعبة لاستمرار تقديم الولاء لهادي، في حين ان من يصف بالرجل القوي في الشرعية أحمد الميسري، قد ادار ظهره هو الأخر لنجل الرئيس، واتهمه بانه السبب وراء تخلي الرئيس عن من وصفهم بالرجال الشرفاء في الشرعية".
وظهر الميسري في مقر اقامته بمدينة صلالة العمانية، برفقة القيادي في الحراك الجنوبي حسن باعوم، المحسوب على المحور "القطري الإيراني العماني"، بعد تشافيه من الإصابة بـ"كوفيد19".
ووصفت وسائل اعلام محسوبة على الميسري، بالسياسي الحر والشجاع، فيما بدأت وسائل إعلام محلية أخرى تهاجم هادي، وتحمله تبعات الانهيار الاقتصادي، وتدهور سعر صرف العملة المحلية.
وعقب عودة هادي، من رحلة علاجية في الولايات المتحدة الأمريكية، هاجم دبلوماسي يمني محسوب على الأحمر، الرئيس واتهمه بالعنصري والمناطقي، فيما قالت تقارير محلية "إن الرئيس اشترط تغيير وزير الدفاع مقابل منح الأحمر، منصب سفير اليمن في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت مصادر في الرئاسة اليمنية ومقربة من نجل الرئيس "ان هادي قدم للأمريكان تقارير ووثائق تدين الأحمر بالتحالف مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وتمويل أنشطة أشد الفروع تطرفا في الجزيرة العربية، وذلك ضمن مساعي هادي، منع وصول الى الأحمر الى الرئاسة خلفا له.
وذكر مصدر سياسي لصحيفة اليوم الثامن تفاصيل أخرى سابقة، قائلاً "الصراع بين هادي والاحمر، بدأ في العام بعد تسلم الأول السلطة في مطلع العام 2012م، وكانا دائما ما يتبادلا الشتائم فيما بينهما، حتى العام 2014م، حين قرر الحوثيون اسقاط محافظة عمران، وقد اعتقد الأحمر ان هادي، وراء التحرك الحوثي هناك، ومقتل أحد أذرع الجنرال الاخواني، العسكرية اللواء حميد القشيبي، الذي قتل بعد اقتحام الحوثيين لمعسكر اللواء 310 في يوليو (تموز) 2014م.
وأكدت المصادر ان القشيبي سبق له ورفض توجيهات الرئيس هادي ووزير دفاعه محمد ناصر أحمد، وهو ما اعتبره الرئيس حينها تمردا بتوجيه من مستشاره العسكري علي محسن الأحمر.
وقد استفاد الحوثيون من الصراع بين هادي والاحمر في التوغل صوب صنعاء واسقاطها في الـ21 من سبتمبر (أيلول) العام ذاته، وكان السقوط نتيجة حتيمة لرفض الأحمر ان تشارك قواته "الفرقة الأولى مدرع"، في الدفاع عن العاصمة اليمنية، بعد ان فر الأحمر بتدخل سعودي إلى الرياض.
وحاولت السعودية المصالحة بين الأحمر وهادي، بعد انطلاق عاصفة الحزم، وهو ما سمح به الرئيس بان يمارس الجنرال الاخواني صلاحياته كمستشار للقائد الأعلى للقوات المسلحة، الا ان ضغطا سعوديا وقطريا، ساهم في تنصيب الأحمر نائبا لهادي، والاطاحة بنائب هادي ورئيس الحكومة خالد محفوظ بحاح.
وتزامن تعيين الأحمر في مطلع العام 2016م، بصخب اعلامي كبير، بدعوى انه يمتلك مقدرة تفكيك حزام صنعاء القبلي الموالي للحوثيين، الا ان الأحمر خسر الكثير من المكاسب التي حققتها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية في مارب ومحيطها، حتى أصبحت الميلشيات الحوثية على مقربة من مركز محافظة مأرب، المعقل الأخير.
وتصاعدت حدة الخلافات مجددا بين هادي ونائبه، على ضوء المشاورات السعودية الإيرانية، ووصول جو بايدن الى البيت الأبيض، والأخير تعهد في اول خطاب له كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية بانه سيعمل على وضع نهاية للحرب في اليمن، وهو ما اعتقدها الأحمر فرصة للوصول الى الرئاسة خلفا لهادي، على اعتبار انه شخص توافقي بين الاخوان والحوثيين.
وهو ما تبين من خلال الإصرار على "حصر الصراع في اليمن بين الحوثيين الانقلابيين، وبين الاخوان الذين يتحكمون في إدارة هادي.
وعمد الأحمر منذ ثلاثة أعوام على قصقصة اجنحة هادي، من خلال استهداف قواته باسم الحوثيين وعزل القيادات العسكرية والسياسية الموالية لهادي، حتى أصبحت الترشيحات لا تمر الا بموافقة الأحمر.
وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لصحيفة اليوم الثامن "ان الترشيحات العسكرية والأمنية والحكومية، التي يؤمر هادي، مدير مكتبه بصياغة تقارير جمهورية لها، يتم توقيفها الى ان يمر أصحابها على نائب الرئيس او مكتبه.
وتعرضت قوات هادي لضربة صاروخية مجهولة المصدر في مأرب في مطلع العام 2020م، الامر الذي اعتبره الرئيس المؤقت استهدافا لقواته وحرسه الخاص، لكن لم تقف المسألة هنا، فسرعان ما نجح الأحمر في السيطرة على قوات عسكرية كانت تدين بالولاء لهادي، وتمدد في أبين وشبوة.
واستغل الأحمر، سفر هادي للعلاج الى الولايات المتحدة الأمريكية في تقديم نفسه للأمريكيين والفرنسيين وبعض الأقطاب الدولية والإقليمية الأخرى، في انه الرجل القوي القادر على خدمة مصالح تلك الأقطاب، الا ان هادي هو الأخر، علم بتحركات نائبه، فقدم ادلة للأمريكان بانه نائبه على علاقة وثيقة بتنظيم القاعدة الإرهابي، الامر الذي اثار غضب نائب السفير اليمني في واشنطن، وائل الهمداني، الذي كان يرافق هادي كمترجم، وفضل الهمداني الصمت حتى غادر الرئيس الولايات المتحدة، ليشن عليه هجوما وصف بغير الأخلاقي، واتهمه بالعنصرية والمناطقية.
وكان هادي قد خير الأحمر، بين السفارة ووزارة الدفاع، لكن خلال الأسبوع الماضي، تصاعدت حدة الخلافات مجدداً، بين اتباع الأحمر والعميد ناصر عبدربه، وهو ما انعكس على جولة رئيس البرلمان المنتهية ولايته في العام 2009م، سلطان البركاني في محافظتي حضرموت والمهرة.
وكان مقررا ان يعقد البرلمان اجتماعا في سيئون، الا ان التظاهرات الشعبية الرافضة حالت دون ذلك، الأمر الذي اضطر البركاني واعضاء الهيئة الإدارة الى المغادرة صوب المهرة، التي شهدت هي الاخر تظاهرات حاشدة.
وامام هذه التظاهرات الحاشدة سرب المكتب الإعلامي التابع للأحمر معلومات عن تعرض البركان لحادث سير، في محاولة لتخفيف حدة الغضب الشعبي الرافض للبرلمان.
وألمحت مصادر الى ان البركاني وجه اتهامات لموالين لهادي، بتمويل خروج تظاهرات رافضة لتواجده في المهرة وحضرموت.
وظهر البركان في تسجيل مصور، ينفي تعرضه لحادث سير، مهاجما المعارضين له والذين اشاعوا خبر وفاته في حادث سير، لكنه تجاهل عمداً ذكر هادي، كرئيس واكتفى بشكر النائب علي محسن الأحمر، الامر الذي يوحي بانه قد أصبح في صف الطرف الأخر المناهض لهادي.
وكانت أطرافا إقليمية بينها قطر، قد طرحت أفكارا للحل في اليمن وانهاء القتال، من بينها تشكيل مجلس رئاسي يستلم السلطة من هادي، بدعوى ان ظروفه الصحية لا تساعده على إدارة الملف العسكري في الحرب ضد الحوثيين.
وفقد هادي كل أوراقه العسكرية والسياسية في مواجهة نائبه، وبات بدون قوة عسكرية على عكس نائبه، لكن يمتلك ادلة تبدو وثيقة على تورط الجنرال الإخواني في تمويل عمليات إرهابية استهدف المصالح الأمريكية والإقليمية، وهو الأمر الذي قد يمنع وصوله الى سدة الحكم، كرئيس توافقي بين الاخوان والحوثيين، فهو الإخواني والجنرال العسكري الزيدي، الطائفة التي ينتمي اليها الحوثيون الموالون لإيران.